داود البصري
يمثل تورط آلاف الشباب العراقيين في الحرب المباشرة ضد الثورة السورية حالة غير مسبوقة من التحول القيمي و السلوكي الذي طرأ على المجتمع العراقي بعد الإحتلال الأمريكي و تسلم العصابات الطائفية الإيرانية الولاء و التأسيس لمقاليد الأمور في العراق عام 2003 مما أدخل العراق برمته في وضعية جديدة تجاوزت كل دعايات قيام العراق الجديد بديمقراطيته المسنودة بأحذية المارينز وهو الحلم الوهم الذي داعب خيالات بعضنا ،
هذه الوضعية يمكن تسنيتها بلا جدال بكونها وضعية تحول العراق لمستنقع طائفي متخلف تدور فيه و تتداول كل خرافات التاريخ و أمراضه النفسية وعقده الأخلاقية ، فالملاحظ أن ظاهرة تدفق الشباب العراقي من الشيعة للدفاع عن النظام السوري و القتال تحت رايته بذريعة ( حماية القبور و الأضرحة ) قد تفاقمت مؤخرا و أضحت تشكل تورطا ستراتيجيا قاتلا سيسيء لعلاقات العراق العربية و الإقليمية و الدولية لاحقا وذلك بسبب تمكن الخلايا الطائفية الإيرانية الصفوية المخترقة أساسا للأحزاب الطائفية العراقية الهشة من تجنيد و تعبئة الشباب العراقي الصغير السن للحرب مع شبيحة النظام السوري و بدواعي طائفية رثة لا تقف منها الحكومة العراقية موقفا مسؤولا بل متواطئا و منحازا و بشكل لايراعي أبدا المصلحة القومية مما عزل العراق عن محيطه العربي بشكل مخجل و بما يشكل إهانة حقيقية للهوية الوطنية و القومية العراقية التي صادرها الطائفيون بشكل فج ، الأحزاب الصفيونية هي اليوم اللاعب الحاسم في العراق ، فتصوروا أن أعمار الشباب العراقي الذي يقاتل اليوم في ريف دمشق لاتتجاوز العشرين عاما أي أن أعمارهم حين الإحتلال الأمريكي/ الإيراني للعراق عام 2003 كانت لاتتجاوز ال12 عاما!! مما يعني خضوعهم لعمليات غسيل مخ و تشويه فكري على أسس طائفية مقيتة و عنصرية تلاشت معها كل القيم و الأفكار الإنسانية الأخرى وباتت تشكل مرحلة ضياع حقيقية لدى الشباب العراقي التائه بين خرافات التاريخ و صفاقات الأفكار الصفوية للأحزاب الطائفية العميلة الحاكمة وبين حركة التاريخ الإنساني التقدمية المتدفقة نحو إستشراف المستقبل فيما الشباب العراقي يعيش في عقلية ( صراعات قريش و ثاراتها )!!.... للأسف نقول و نؤكد بأن الإستثمار الفكري الصفوي الإيراني قد نجح نجاحا هائلا في العراق وهو بطبيعته و طبيعة تكوينه و بسبب الأنظمة السياسية الغبية و الحمقاء التي تناوبت عليه يشكل بيئة هشة و تربة خصبة لإعادة إنتاج وحتى تصدير كل خرافات التاريخ السوداء ، و نجاح التجربة الإيرانية في العراق يمثل خطر حقيقي وداهم على مستقبل و أمن الخليج العربي بعد سيادة الحالة الطائفية وسكوت بعض الأنظمة الخليجية و العربية عن إستفحالها ، فمملكة البحرين في مواجهة ذلك الفكر الظلامي وعصابات العراق الطائفية تشكل الحاضنة لمثيلاتها في دول الإقليم ، و إنخراط الشباب العراقي في مستنقع الحرب السورية سيؤدي بحكم الضرورة و طبيعة الأمور لتفاقم حالات الشد و التجاذب الطائفي و سيعيد الصراع العراقي/ السوري أو العلوي/ الأموي ، ثم العباسي / الأموي لمرحلة جديدة !! مما يعني بأن شعوبنا تجتر المآسي و تعيد إنتاج التخلف بطبعات جديدة و منقحة! ، ينبغي أن يكون هنالك موقف عربي جماعي وموحد من التورط العراقي في أوحال الشام ، وينبغي على الحكومة العراقية أن تمنع سيل الإرهابيين و المرتزقة للحرب ضد الثورة السورية ! ، كما ينبغي إتخاذ مواقف عربية و خليجية واضحة مما يحصل في العراق ، لقد صدرت قرارات خليجية للتعامل مع إرهابيي حزب الشيطان نصر اللات ويجب تنفيذ ماهو واجب أيضا ضد الحكومات العربية التي تتورط في دعم قتلة الشام و أقصد تحديدا الحكومة العراقية التي قطعت أشواط بعيدة جدا في دعم نظام القتلة و الشبيحة السوري من خلال الدعم العسكري و اللوجستي المباشر و تسهيل تدفق القوات الإيرانية الحرسية للعمق السوري ، أو عبر توفير المرتزقة من الشباب العراقي الجاهل و المغرر به و المشحون طائفيا بطريقة خاطئة و إرهابية ! ، بصراحة مابعدها صراحة فإن الصمت العربي حول جحافل مرتزقة العراق في الشام سيؤدي في النهاية لأولئك المرتزقة بأن يتجولوا بأسلحتهم و أفكارهم البدائية في عمق الحواضر الخليجية!!!!.. فهل فهمتم يا عرب ؟ أم أنكم ستظلون أبد الدهر تبكون على الأطلال و تتحسرون على ملك الأندلس المضاع !؟... طائفيو العراق يعبدون الطريق للإيرانيين لخطوات أكثر عمقا في العالم العربي ... فتنبهوا و أستفبقوا أيها العرب....؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
910 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع