الزعيم عبدالكريم قاسم و بائع الخس في بغداد
كنت ابيع الخس في عربانة في منطقة الكرادة قرب البساتين،وفي عصر احد الأيام نزل (أبو دعير)) هكذا كان يسمي الزعيم عبد الكريم قاسم، من السيارة وطلب مني رأس خس، أعطيته الخس بعد أن أزلت الأوراق التالفة وغمسته في ((تنكة)) الماء، حينها قال الزعيم:
انته شسمك؟
اجبته: جعفر يا حضرة الزعيم،
ولما أحس بارتباكي قال لي:
بابا لا تخاف، ليش انته مرتبك؟!
أجبته: آني أريد اسميك بألآسم اللي آني أحبه
كال: شنو هالاسم؟!
گتله: أبو دعير
گال: ولا يهمك.
بعدما أزالت أريحية أبو دعير الارتباك والخوف مني كال الزعيم:
((انته تدري گاعد تبيع أمراض وسموم للعراقيين)) !!!
گتله: لا ولله ما ادري شلون؟!
گال: ((لازم يكون عندك ماي نظيف وجاري حتى تغسل بيه الخس قبل لا تبيعه للناس، لأن دتبيع للناس المارة مباشرةً وبدون غسل))..
جاوبته: ابو دعير اني مبسط بالشارع بعربانه منين أجيب ألمي؟؟!!
گال:( باچر راح أسويلك حنفية قريبة على المنهول، واحچي ويه البلدية علمود ما يضايقوك ،بس تره أذا أمر واشوفك تبيع خس ما مغسول أزعل منك، واني راح أنطيك كل أسبوع دينار راتب مني، بس اهتم بصحة العراقيين) .
في اليوم التالي انتصبت الحنفية بجانب الرصيف، وأستمر راتبي الاسبوعي من الزعيم ،حتى بعد ان أتحولت لبيع (الرگي) في فصل الصيف، وفي بعض الأحيان ينقطع الزعيم عن المرور بي لفترة تطول وتقصر حسب جدول أوقاته المزدحم، وحينما يأتي ينزل من السيارة يضحك ويگول:
((جعفر اشگد تطلبني مال چم أسبوع))؟؟!!
ويمازحني قائلا:
دير بالك أتزيد عليه تره آني حاسبهن!
((لا تسأل الوطني ما كسب, سلّهُ ماوهب))!
1734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع