شيء من التأريخ / الهجوم الإيراني على قاطع الفيلق الأول في حلبجه وشميران ليلة 13 /14 آذار 1988
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٤٢) سورة البقرة
تنويه
المقال ليس دفاعا عن النظام العراقي السابق لكن للبحث عن حقيقة مرتكبي جريمة حلبجه التي أصبحت الأن شيء من التآريخ ويعرف الكثير من أبناء حلبجه مرتكبي هذه الجريمة الحقيقيين.
المقدمة
أولا. نشر موقع غار عُشتار مقال بعنوان / مسيرة خروج من ظُلمات الصهيونية إلى نور المعرفة ، المقال بجزئين ، هو ترجمة عن مذكرات بول آيسن الذي كان صهيونيا متحمسا ثم عرف الحقيقة.
ثانيا. الذي يطلع على هذا المقال يعرف حقيقة الهولوكوست ، الذي يُعرف بجريمة حرق اليهود من قبل النازية خلال الحرب العالمية الثانية ، المقال منشور على اللنك التالي.
http://ishtar-enana.blogspot.com/2014/01/2.html#mor
ثالثا. الصهيونية العالمية فرضت على المانيا الإتحادية ديه مالية مقدارها سبعة مليار دولار تدفع سنويا إلى الدولة العبرية منذ ذلك التأريخ إلى الوقت الحاضر تعويضات عن اليهود الذين قتلوا في المحرقة التي لا أساس لها من الصحة حسب مذكرات بول آيسن بالمقال أعلاه .
رابعا. أثار المقال آنفا في نفسي شجون البحث في الجريمة ضد الإنسانية التي أُرتكبت بحق شعبنا الكردي من قبل الجيش الإيراني وأُلصقت التهمة بالجيش العراقي الباسل والجيش العراقي الباسل منها براء ، براءة الذئب من دم يوسف .
خامسا. المقال من قسمين / القسم الأول يوثق الهجوم الإيراني على قاطع الفيلق الأول في منطقة حلبجه وشميران في دربندخان ليلة 13 / 14 آذار 1988 /والقسم الثاني يوثق جريمة حلبجه ضد شعبنا الكردي في حلبجه.
القسم الأول
بعد جهد وعناء في البحث في الوثائق والخرائط وأرشيف الحاسوب والأنترنيت وإستحضار للذاكرة بقوة تم توثيق هذه المعركة بسلبياتها وإيجابياتها وقد يكون أول بحث عسكري من نوعه ينشرعلى صفحات الأنترنيت عن هذه المعركة لنقدمها للقارئ الكريم من أجل إزالة الغموض الذي إكتنف هذه المعركة لفترة طويلة من الزمن.
وصف طبوغرافية المنطقة
أولا. القادم من إتجاه ( مدينة بعقوبة – مدينة كلار) قاصداً مدينة السليمانية بعد خروجه من نفق دربندخان من إتجاه الشمال يشاهد على يمينه بحيرة دربندخان بمنظرها الخلاب حيث يسير الطريق العام غرب البحيرة تلوح في الافق البعيد الى جهة الشرق سلسلة جبلية شاهقة الإرتفاع تسمى سلسلة جبال (هورامان ) جاءت هذه التسمية نسبة إلى قرية إيرانية تقع بالجهة الشرقية من السلسلة وتسمى هذه السلسلة أيضا في الجانب العراقي بسلسلة جبال ( سورين ) تشكل خط الحدود العراقية الإيرانية ، إرتفاع و وعورة هذه السلسلة بمثابة جدار بين الدولتين ، في نهاية طريق دربندخان من إتجاه الشمال يتقاطع هذا الطريق مع طريق السليمانية – سيد صادق ، الراغب بالذهاب إلى مدينة السليمانية يتجه إلى جهة اليسار، الراغب بالذهاب إلى مدينة سيد صادق أو بنجوين ، يتجه إلى جهة اليمين مرورا بمدينة عربت ثم مدينة سيد صادق ، تقاطع طريق مدينة سيد صادق ذو إتجاهين إلى جهة اليمين بإتجاه الجنوب يؤدي إلى مدينة ( خورمال– حلبجه – بياره – طويلة ) ، تعتبرهذه المنطقة إمتداد إلى سهل شهرزور الذي يعتبر من أخصب المناطق الزراعية المشهورة بزراعة الحنطة والشعير.
ثانيا. الراغب بالذهاب إلى مدينة حلبجه من مدينة سيد صادق الطريق يتجه من الشمال إلى الجنوب تكون المنطقة مفتوحة نسبيا لون الأرض فيها سجادة خضراء وتكون بحيرة دربندخان إلى جهة يمين الطريق وسلسلة جبال سورين إلى جهة يسارالطريق تشكل هذه المنطقة لوحة طبيعية في غاية الجمال رسمها الخالق سبحانه وتعالى كما توجد في المنطقة عدة قرى أشهرها ، أحمد ئاوه قرية سياحية ينشدها أهالي السليمانية صيفا لقضاء أيام الجمع والعطل في جوها ومنظرها الخلاب - خورمال - سيروان – قضاء حلبجه كما توجد مدينة بياره الأقرب إلى خط الحدود التي تقع في الفتحة الشمالية من سلسلة جبل سورين تليها إلى الجنوب مدينة طويلة التي تقع في الفتحة الجنوبية من سلسلة جبل سورين تقابلها في الجانب الإيراني مدينة نوسود التي إشتهر إسمها في بداية الحرب العراقية الإيرانية سنة 1980 التي تواجدت القطعات العراقية على محيطها الغربي .
وصف خط الحدود في المنطقة
من أجل أن يكون القارئ بصورة واضحة وجدنا ضرورة وصف خط الحدود العراقية الإيرانية ، نبدأ من جهة الشمال من منطقة بنجوين تبدأ عارضة سلسلة جبل سورين التي تمتد بشكل مستقيم من جنوب مدينة بنجوين إلى جنوب شرق مدينة حلبجه ويبلغ طول هذه السلسلة ما يقارب 100 كيلومتر وهي الأطول في السلاسل الجبلية في المنطقة الشمالية من العراق ويزيد إرتفاعها على 1800 متر رُسم خط الحدود في أعلى ووسط هذه السلسلة العملاقة يبدأ من الشمال نحو الجنوب وعندما تقترب السلسلة من مدينة حلبجه تنعطف السلسلة قليلا إلى جهة الشرق و تشكل تقعر داخل الأراضي العراقية وتحدب داخل الأراضي الإيرانية ، توجد فتحتين في سلسلة جبل سورين الفتحة الشمالية في وادي ناحية بياره والفتحة الجنوبية في وادي ناحية طويلة التي تقابل مدينة نوسود الإيرانية ، تنتهي سلسلة جبل سورين جنوب غرب مدينة نوسود الإيرانية بمسافة قليلة ، ثم يسير خط الحدود بين الدولتين وسط نهر سيروان الذي يجري داخل الأراضي الإيرانية من إتجاه الشمال الشرقي نحو إتجاه الجنوب الغربي في منطقة ذات طبيعة جبلية معقدة جداً ثم يتجه خط الحدود بإتجاه الجنوب الغربي حتى ناحية شميران التي تقع شرق عارضة جبل شميران جنوب مدينة حلبجه حيث يصب نهر سيروان في حوض بحيرة دربنديخان ثم ينعطف خط الحدود نحو الجنوب شرق مدينة شميران ، عارضة جبل شميران تشكل الكتف الشرقي لسد دربندخان .
الطرق في المنطقة
يوجد طريق واحد في المنطقة هو طريق مدينة ( سيد صادق – سيروان – حلبجه) تبلغ المسافة بين مدينة سيد صادق في الشمال ومدينة حلبجه في الجنوب بحدود 60 كيلومتر كما تتفرع من الطريق الرئيسي عدة طرق فرعية تؤدي إلى عدة قرى أشهرها - أحمد ئاوه - خورمال - بياره - طويلة.
خلفية تأريخية
أولا. في بداية الحرب العراقية الإيرانية قامت قطعات من تشكيلات الجيش العراقي الباسل ، من الفيلق الأول بالتقدم بإتجاه مدينة نوسود الإيرانية المقابلة لقرية طويله العراقية وأحتلت المرتفعات المحيطة بالمدينة من جهة الغرب.
ثانيا . مدينة نوسود الإيرانية مساحتها بحجم مساحة مدينة حلبجه العراقية إلا إن الفرق بينهم ، مدينة حلبجه تقع في منطقة شبه مفتوحة بينما مدينة نوسود تقع في منطقة ذات طبيعة جبلية معقدة .
ثالثا. حدثني أحد آمري أفواج المشاة في حينه ( م غ ح ) التي عملت في قاطع نوسود بالصعوبات التي واجهها الفوج خلال التواجد في القاطع وكثرة الخسائر التي تكبدها .
رابعا. وجهة نظري الشخصية / كانت هذه العملية العسكرية لا مبرر لها لكون المدينة ليس هدف سوقي مهم وتقع في منطقة ذات طبيعة جبلية معقدة يصعب الدفاع فيها كما أن خط إدامة القطعات صعب للغاية.
حقائق تآريخية
1. في عام 1982 بعد معارك شرق البصرة صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإعفاء الأكراد من الخدمة العسكرية في الجيش وتم تسريح من كان بالخدمة فعلا بالوقت الذي كانت وحدات الجيش العراقي الباسل تعاني من نقص شديد بموجودها الفعلي بسبب الضغط المستمر للحرب بين الجانب الإيراني والجانب العراقي .
2. صدر قرار أخر بتشكيل أفواج الدفاع الوطني من الأكراد وفق الضوابط التالية :
أ.تشكل هذه الافواج من قبل شيوخ العشائر الكردية ( الأغوات ) كل ضمن منطقته الجغرافية .
ب. يكون رؤساء العشائر الكردية هم آمري هذه الأفواج .
ج. ينسب ضابط إداري لكل فوج .
د. تكفل الدولة القيام بتجهيز هذه الأفواج وتدفع رواتب منتسبيها.
هـ. أن لا يكون الزي العسكري لباسا لهم .
و. تعهد إلى هذه الأفواج مهمة الدفاع عن المناطق التي يتواجدون فيها في كافة المدن الكردية.
ز. تشكل قيادتين الاولى في الفيلق الأول وتسمى قيادة جحفل الدفاع الوطني الأول والثانية في الفيلق الخامس وتسمى قيادة جحفل الدفاع الوطني الخامس ويجري ربط أفواج الدفاع الوطني بها من الناحية الإدارية .
3. كانت مهمة الفيلق الأول الدفاع عن الحدود العراقية مع إيران من منطقة دربندخان جنوبا الى منطقة قلعة دزه شمالا ( قاطع السليمانية ) .
العمليات العسكرية في قاطع الفيلق الأول في السليمانية خلال الحرب العراقية الإيرانية
أ. تمكن العدو الإيراني في قاطع الفيلق الأول قاطع السليمانية من إحتلال عوارض تعبوية ومدن صغيرة لقربها من خط الحدود العراقية الإيرانية مثل ( بنجوين - باسنه - ماوت ) بمساعدة ودعم من بيشمركة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلا أن هذه المدن كانت أرض حرام بالإضافة إلى أن سكان هذه المدن تم إخلائهم إلى مناطق خلفية .
ب. أغلب هذه المعارك دارت بين أواخر سنة 82 و سنة 83 عندما كانت المعارك في قواطع الوسط والجنوب ساخنة .
ج. بعد معارك شرق البصرة في كانون ثاني 1987 في قاطع الفرقة 11 والتي سميت بمعركة نهر جاسم صدر توجيه من الرئيس الراحل صدام حسين ، مضمونه كل فرقة مشاة تحرر لواء مشاة من قاطعها الدفاعي لغرض التدريب إستعدادا لتحرير مدينة الفاو وبقية الأراضي العراقية التي إحتلها الجيش الإيراني في قاطع الفيلق الثالث شرق البصرة ، وبعد سنة كاملة من التدريب المتواصل نهارا وليلا أصبحت القطعات على أتم الإستعداد بإنتظار ساعة الصفر لتنفيذ الواجب المقدس لتحرير الأراضي العراقية المحتلة من دنس الجيش الإيراني .
معلومات مديرية الإستخبارات العسكرية العامة
1. كانت تقارير مديرية الإستخبارات العسكرية العامة تؤكد قيام العدو الإيراني بهجوم على قاطع الفيلق الأول في مدينة السليمانية من إتجاهين :
أ. الإتجاه الأول . قيام العدو الإيراني بهجوم واسع النطاق من إتجاه ماوت لإحتلال مدينة السليمانية كمرحلة أولى تمهيدا للإندفاع نحو مدينة كركوك كمرحلة ثانية تحقيقا لأحلام قادة طهران المريضة بغية إحتلال مدينة من شمال العراق كما حدث في معركة إحتلال الفاو جنوب العراق سنة 1986 .
ب. الإتجاه الثاني . قيام العدو الإيراني بهجوم على الكتف الشرقي لسد دربندخان من جهة شرق مدينة شميران لغرض إحداث تخريب في جسم السد بغية إحداث فيضان على المدن الواقعة على نهر ديالى وقطع طرق مواصلات إدامة قطعات الفيلق الثاني المدافعة عن خط الحدود من المنطقة المقابلة لمدينة ميدان جنوب شرق دربندخان شمالا حتى مدينة بلد روز جنوبا .
ج. في اليوتيوب المثبت في اللنك أدناه يتحدث اللواء الركن صابر الدوري مدير الإستخبارات العسكرية العامة في حينه خلال لقاء مع الرئيس الراحل صدام حسين بعد معركة تحرير الفاو في 17 / 4 / 1988 عن نوايا الجيش الإيراني في قاطع السليمانية في بداية سنة 1988 .
http://www.youtube.com/watch?v=eRQUBYSntU8&f
2. في أواخر شهر شباط سنة 1988 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بصورة مفاجئة بحركة عدد من التشكيلات من قاطع الفيلق الثالث في البصرة إلى قاطع الفيلق الأول في السليمانية ، أغلب الآمرين بمختلف المستويات أصابهم نوع من التذمر لعدم معرفتهم أسباب حركة القطعات إلى قاطع الفيلق الأول ولكون القطعات أكملت تدريبها لتنفيذ مهماتها في قاطع الفيلق الثالث .
حجم قطعات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع حلبجه
أولا. كان يتواجد في عارضة جبل سورين الحدودية في قاطع حلبجه ثلاث تشكيلات لم تسعفني الذاكرة ذكر أرقامها من قوات الحدود وألوية المشاة الإحتياط المتشكلة حديثا والتي غالبا ينقصها التدريب والإعداد القتالي ونسبة تكاملها من الأشخاص لايزيد على 80 % من الملاك .
ثانيا. قيادة فرقة المشاة 50 ترتبط بقيادة الفيلق الأول مقرها في حلبجه تم تشكيلها قبل أحداث حلبجه بفترة قصيرة ولم يتم تكامل هيئة ركن مقر الفرقة وباقي آمريات الصنوف والخدمات ، وتم ربط التشكيلات المتواجدة في قاطع حلبجه بها لتأمين القيادة والسيطرة.
ثالثا. لم يتم تخصيص قطعات من التشكيلات التي جرى سحبها من قاطع عمليات الفيلق الثالث إلى قاطع حلبجه لسببين الأول لأهمية مدينة السليمانية كهدف سوقي خطير يتوخاه الجيش الإيراني والسبب الثاني طبوغرافية منطقة حلبجه وعدم إمكانية عبور القطعات الإيرانية بحيرة دربندخان كمانع مائي من ضفتها الشرقية إلى ضفتها الغربية إلا بعد إستحضارات هندسية لايمكن تأمينها بسهولة عبر المنطقة الجبلية المعقدة.
حجم قطعات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع دربندخان
أولا. كانت تتواجد ثلاث تشكيلات مشاة في العوارض الجبلية المحيطة بسد دربنخان من جهة الشرق عارضة جبل شميران التي تشكل الكتف الشرقي لسد دربنخان وعارضة جبل براناند من جهة الغرب التي تشكل الكتف الغربي لسد دربندخان وعارضة جبل بمو شرق نهر ديالى المشرفة على مدينة ميدان الكائنة جنوب شرق دربندخان.
ثانيا. قيادة فرقة المشاة 36 ترتبط بقيادة الفيلق الأول وهي من فرق المشاة الوقتية التي شكلت خلال الحرب التي كان مقرها يتواجد جنوب غرب سد دربندخان يسار طريق كلر – السليمانية قبل دخول النفق من إتجاه كلر ترتبط بها التشكيلات التي ذكرنا تواجدها في العوارض الجبلية المحيطة بسد دربندخان عارضة جبل براناند.
الحدود الفاصلة بين الفرقة 36 في دربندخان والفرقة 50 في حلبجه
أولا. أذكر هذا المصطلح لأهميته لأن العد الإيراني كان دائما في جميع هجماته يستهدف الحدود الفاصلة بين التشكيلات وبين الفرق وبين الفيالق في المواضع الدفاعية العائدة لها لسبب بسيط معظم الآمرين لايعيرون إهتمام كافي لغلق الفجوات بين المواضع الدفاعية لتلك الوحدات والتشكيلات لعدم تقديرهم لخطورتها.
ثانيا. في هذه القاطع كانت الحدود الفاصلة بين تشكيلات قيادة فرقة المشاة 36 في جنوب المنطقة وتشكيلات قيادة فرقة المشاة 50 في شمال المنطقة هو حوض نهر سيروان الذي جرى وصفه آنفا خلال وصف خط الحدود بين العراق وإيران .
بدأ العمليات العسكرية
1. بدأت العمليات العسكرية بتاريخ 27 شباط 1988 لتأمين العوارض الجبلية ذات الطبيعة المعقدة ومسكها لتأمين الدفاع عن مدينة السليمانية وهي ( إمتداد سلسلة جبل آزمر بإتجاه بيره مكرون – عوارض حوض مالومه وعوارض حوض جوقماغ – العوارض التي تؤدي إلى مدينة دوكان ) .
التي خصصنا لها مقالة بعنوان ( العملية العسكرية الإستباقية التي أجهضت إحتلال مدينة السليمانية ) التي نشرت في موقع الكاردينيا بتأريخ 9 آب 2013 في اللنك التالي :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/5817-2013-08-09-21-00-35.html#disqus_thread
2. ليلة 13 / 14 آذار 1988 بدأ العدو الإيراني بهجوم بإتجاهين:
أ.الإتجاه الأول. قيام الجيش الإيراني بهجوم بإتجاه القطعات المدافعة في حوض ماوت( عارضة كوجر) وإستطاع العدو الإيراني إحتلال موطئ قدم بموضع أحدى الأفواج المدافعة عن هذه العارضة الجبلية المعقدة طبيعيا بقسمها الأعلى أي قمة كوجر إلا إنه فشل في إحراز تقدم في هذا الإتجاه ليقضة القطعات المدافعة أولا ، وللضربة القاضية التي وجهتها قطعات الجيش العراقي الباسل إلى مجموعات البيشمركة التي كان العدو الإيراني يعول عليها في تأمين المنطقة التي أشرنا إليها آنفا في العملية العسكرية الإستباقية التي أجهضت إحتلال مدينة السليمانية .
ب.الإتجاه الثاني :
أولا.قيام الجيش الإيراني بمساعدة بيشمركة حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني بمهاجمة مواقع وحدات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع حلبجه وقاطع شميران ، بعملية تسلل مستهدفا الحدود الفاصلة بين الفرقتين 36 و50 من ضفتي نهر سيروان الشمالية والجنوبية الذي يصب في بحيرة دربندخان والتي جرى وصف طبيعة المنطقة التي كان يجري بها آنفا من إتجاه جنوب غرب حلبجه بمسافة تزيد على 15 كيلومتر لكون المنطقة شبه خالية من القطعات العراقية وجرى التراشق بين الطرفين في هذا المكان بالذات بالعتاد الخاص (غاز الخردل ) لمنع تقدم العدو بإتجاه عمق الأراضي العراقية والدفاع عن الحدود العراقية وتكبد العدو خسائر كبيرة ولكون هذا الغاز ذو تأثير محدود في المناطق المرتفعة التي تكون فيها التيارات الهوائية قوية والريح السائدة شمالية غربية أي يكون إتجاه الغازات الناتجة بإتجاه الجنوب الشرقي من الحدود واصل العدو الإيراني قيامه بإحاطة واسعة ، بإتجاه الشمال الشرقي مباغتا تشكيلات قيادة فرقة المشاة 50 المدافعة في سلسلة جبل سورين الحدودية من إتجاه الخلف قاطعا خطوط مواصلات إدامتها وحال شعور هذه القطعات بتطويق مواضعها الدفاعية إنهارت معنويات مقاتليها ، قسم منها إستسلم للعدو وقسم ترك مواضعه الدفاعية وتسرب بإتجاه مدينة خورمال ومدينة سيد صادق كما تم مهاجمة مقر فرقة المشاة 50 المتواجدة في مدينة حلبجه وإستطاع الجيش الإيراني والبيشمركة من إحتلالها لكون القطعات المدافعة عنها قطعات من وحدات الحدود وقطعات من وحدات مشاة إحتياط ضعيفة التدريب والإعداد القتالي وتكبدت وحدات الجيش العراقي خسائر بشرية جسيمة وتم أسر أعداد كبيرة ومن ضمن الأسرى قائد فرقة المشاة 50 العميد الركن علي العويد .
ثانيا.أصدرت قيادة الفيلق الأول أمر بحركة لواء 66 القوات الخاصة إحتياط الفيلق بعد حدوث المعركة صباح يوم 14 آذار 1988 لدعم قيادة فرقة المشاة 50 لكن اللواء لم يتمكن من تحقيق المهمة التي كلف بها لصعوبة الموقف.
ثالثا. إصطدمت قطعات العدو الإيراني التي تقدمت من الضفة الجنوبية لنهر سيروان بإتجاه عارضة جبل شميران التي كانت تروم الوصول إلى الكتف الشرقي لسد دربندخان بغية إحداث تخريب بجسم السد بقطعات فرقة المشاة 36 التي كانت تدافع في عارضة جبل شميران الحيوية وحدث قتال عنيف بين الطرفين وتمكن العدو الإيراني من إحتلال( جبل زمناكو) وإحتلال موطئ قدم في عارضة جبل شميران لكن لم يحقق تفوق حاسم بسبب صمود القطعات في مواضعها مما حال دون وصول قطعات العدو الإيراني إلى الكتف الشرقي لسد دربندخان ، وأستمر القتال بشكل متقطع لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
إجراءات القيادة بسبب الإخفاق في صد هجوم العدو الإيراني على حلبجه
أولا. تنحية قائد الفيلق الأول المرحوم اللواء الركن ق خ كامل ساجت من منصبه و تعيين القائد الرديف لقائد الفيلق اللواء الركن سلطان هاشم أحمد قائدا للفيلق الأول فك الله أسره بدلا عنه.
ثانيا. محاسبة آمر اللواء 66 قوات خاصة لا تسعفني الذاكرة من تذكر إسمه وجرى إعدامه كذلك كافة الضباط الذين تركوا مواضعهم الدفاعية و إستطاعوا الإفلات من قبضة الجيش الإيراني وإنسحابهم نحو خورمال وسيد صادق تم محاسبتهم وتم إعدام قسم منهم لتركهم مواضعهم الدفاعية.
القسم الثاني / ضرب حلبجه بالعوامل الكيمياوية السامة
أولا. لفشل جيش العدو الإيراني بالتقدم نحو مدينة السليمانية وعدم تمكنه من الوصول إلى الكتف الشرقي لسد دربندخان وإنتقاما لخسائره الكبيرة في حوض نهر سيروان جنوب غرب حلبجه لجأ العدو الإيراني يوم 16 اذار1988 بالتنسيق مع بيشمركة حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني إلى ضرب حلبجه بالعوامل الكيمياوية السامة لإحراج القيادة العراقية وتشويه صورتها أمام الشعب الكوردي أولا وأمام الرأي العام الدولي ثانيا وأُلصقت التهمة بالجيش العراقي الباسل.
ثانيا. تم تصوير فلم للضحايا من قبل إحدى قنواة التلفزة الإيرانية ونشر بواسطة وسائل الإعلام الإيرانية وتلقفت وسائل الإعلام الدولية نقل وعرض الفلم في معظم محطات التلفزة الدولية مما أثار ضجة وإستنكار دولي كبير ضد العراق.
تحليل الفلم الذي صور ضحايا الضربة الكيمياوية
أولا. تم تصوير وعرض الفلم بعد الضربة الكيمياوية مباشرة وبما أن التصوير في مثل هذه الظروف يحتاج إلى إستحضارات فنية يستخدمها المصورين أثناء التصويرتلافيا لإصابتهم ولا يمكن تأمينها بشكل مفاجئ ، إلا إذا تم تهيئتها بتخطيط مسبق لتأريخ وقوع الضربة الكيمياوية ومعرفتهم التامة بما سيحدث .
ثانيا. وفقا للسياقات التعبوية في معظم جيوش دول العالم إذا إحتل الجيش المهاجم منطقة تتواجد فيها مواضع دفاعية للجيش المدافع تمسك هذه المواضع من قبل القطعات المهاجمة.
ثالثا. وفقا للسياقات التعبوية في معظم جيوش دول العالم يقوم الجيش المدافع بقصف المواضع الدفاعية التي إحتلها الجيش المهاجم بالمدفعية والصواريخ والقوة الجوية وهذا ما كان يحدث طيلة سنوات الحرب وكانت تُصور أفلام لأرض المعركة وتعرض على شاشات التلفزة.
رابعا. من خلال عرض فلم الجريمة النكراء لم نشاهد صور للمواقع العسكرية لوحدات الجيش العراقي كمقر قيادة فرقة المشاة 50 التي إحتلها الجيش الإيراني كما جرت العادة ولم نشاهد جثة واحدة لجندي إيراني قتل بعد الضربة الكيمياوية السامة ، هل من العقل والمنطق يحدث هذا وبماذا يُفسر ؟
خامسا. تساءلت كثيرا في حينه هل من المعقول جيش محترف كالجيش العراقي قاتل الجيش الإيراني لمدة 8 سنوات يترك المواضع الدفاعية التي إحتلها الجيش الإيراني والتي تكون غالبا خارج حدود مدينة حلبجه ولديه خرائط وإحداثيات المنطقة مثبته بدقة متناهية ويقصف المنطقة السكنية للمواطنين ؟
سادسا. معظم صور الضحايا كانت من النساء والأطفال وكبار السن المعمرين من الذكور .
سابعا. سؤال في غاية الأهمية لم نشاهد بين صورالضحايا جثث كثيرة من الذكور الذين أعمارهم بين 10 إلى 50 سنة أين ذهب هؤلاء ؟ أليس هذا غريبا ؟
ثامنا. جواب للسؤال السابق ، تم إخلاء الذكور بوقت مبكر وبتنسيق مُسبق بين قيادة الجيش الإيراني وقيادة بيشمركة الأتحاد الوطني الكردستاني.
المواقف الدولية والنتائج التي ترتبت عليها لاحقا
أولا. بعد عرض فلم الجريمة النكراء ومشاهدة الرأي العام الدولي لجثث الضحايا أحدث ضجة كبرى على مستوى الإعلام العالمي والسياسي والمنظمات الدولية ووجهة التُهمة إلى الجيش العراقي الباسل والدولة العراقية .
ثانيا. سًخرت المنظمات التي تعني بحقوق الإنسان العالمية كل إمكانياتها الإعلامية السوداء لتشويه صورة الجيش العراقي الباسل وسمعة الدولة العراقية وإسدال الستار على مرتكبي الجريمة الحقيقيين.
ثالثا. تم فتح مكاتب إعلامية للجهات المستفيدة من هذه الجريمة النكراء في أُوربا وأمريكا بخبرات من آلة الإعلام الصهيونية العالمية وبتمويل من شركات النفط العالمية الكبرى بهدف الإستمرار في بث السموم السوداء بين طبقات المجتمع العراقي من أجل زعزعة الثقة بالدولة العراقية والتغطية على مرتكبي الجريمة الحقيقيين.
رابعا. بعد إنتهاء الحرب في 8/ 8 / 1988 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية مسلسل جديد ضد العراق بتحريض الكويت على إنتاج كميات من النفط المسروق من حقول نفط الرميلة الجنوبي العراقية خارج حصة أُوبك وبيعه بأسعار دون السعر المقررمن قبل منظمة الدول المصدرة للنفط أُوبك بهدف إنهاك الإقتصاد العراقي المثقل بالديون أصلا بسبب الحرب .
خامسا. بعد قرارإحتلال الكويت الغير صائب من قبل العراق في 2 آب 1990 وقع العراق في كمين نصبته الولايات المتحدة الإمريكية بحنكة سياسية وما أعقبه من خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الإمريكية مع حلفاءها على العراق في آذار 1991 خرج منها العراق مثقل بالجراح وتعاقبت عليه بشكل درامي قرارات مجلس الإمن الدولي الجائرة التي فرضت عليه حصار جائر إستمر لغاية شن الحرب سنة 2003 و ذهب ضحية هذا الحصار أكثر من نصف مليون طفل عراقي بسبب منع توريد اللقاحات الطبية والأدوية وسوء التغذية .
سادسا. بسبب هذه الجريمة النكراء وبعد أحداث الكويت وقرارات مجلس الأمن الدولي فرضت على العراق فرق التفتيش الدولية للتحري عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة التي إستمرت في عملها إلى نهاية سنة 2002 وبداية سنة 2003 وإتخذت كذريعة لتدمير العراق تدميرا كاملا حيث شنت الولايات المتحدة الإمريكية مع حلفاءها الحرب على العراق وتم إحتلاله في نيسان 2003 وذهب ضحية هذا العدوان أكثر من مليون ونصف المليون إنسان بريء مع تدمير لكامل البنى التحتية في العراق.
شهادة موثقة بصورة وصوت البروفسور ستيفن بيليتر الخبير في وكالة المخابرات الأمريكية يشرح حقيقة ماحدث في حلبجه يوم 16 / 3 / 1988
بعد خمسة عشر سنة من تأريخ وقوع جريمة حلبجه في 29 كانون الثاني 2003 قبل شن حرب إحتلال العراق بفترة قصيرة في جامعة ( سان بونا فينجر اوليان نيويورك) تحدث البروفسور المتقاعد ستيفن بيليترالخبير في شؤون الحرب والمحلل في وكالة المخابرات الأمريكية خلال محاضرة لعدد كبير من ضباط الكلية العسكرية الأمريكية يجيب على أسئلة حول أسلحة الدمار الشامل المحتملة لدى صدام وعن قصف الكورد بالأسلحة الكيمياوية بعدها يبدأ بالتحدث عن حلبجه ،يقول نحن نعلم شيئين إثنين عن حلبجه إلى من لا يعرف ماهي حلبجه .. حلبجه حادثة سجلت في نهاية الحرب العراقية الإيرانية عندما قُتل مدنيون عراقيون بالكيمياوي هم من الكورد في شمال العراق أي المنطقة الكردية ومن المثير إنهما لم يبحثا في الولايات المتحدة أو بريطانيا هاتان الحقيقتان:
أولا. كانت هناك معركة ومهما قرأت لم يكن هناك هجوم عراقي على الكورد لأنهم كورد أي تطهير عرقي لقد كانت معركة ضمن حرب ، الكورد من جماعة الطالباني إصطفوا إلى جانب الإيرانيين ومكنوا الإيرانيين من التسلل إلى حلبجه في الليل وعند الصباح ظهروا و أخرجوا العراقيين من حلبجه هذا مانعرفه فعلا عن الكورد.
ثانيا. وكالة المخابرات الدفاعية دي آي أي في أمريكا قامت بدراسة فورا بعد الحادثة وإستنتجوا من جثث الضحايا الكورد إنهم قتلوا بنوع من غازمعين لأيمتلك العراق منه ، لكن إيران تمتلك هذا النوع من الغاز أي أن إيران هي من قامت بالهجوم.
ثالثا. لكن كل هذه الحقائق لم تطرح حينما تمت مناقشة هذه الحالة ، القضية هي إن الدراسة موجودة لكن لم يأخذ بها أحد إلا بعد الحرب ، وبعد هذه الحرب أُعيد رواية القصة بشكل جديد وتحولت إلى تطهير عرقي عراقي للكورد ، واليوم إذا تكلمت لأي أحد عن هذه الحادثة فإنه سيخبرك إنها تطهير عرقي كما تروي وسائل الإعلام ، ولكن أي من وسائل الإعلام لا تذكر إيران أو تقرير أل دي آي أي ، أقول هذا وأنا كنت ضابط مخابرات آنذاك وعملت مع أل دي آي أي كمحلل لوضع تلك الدراسة .
رابعا. إليكم لنك فلم اليو تيوب التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=H-rxlWnZsIY&feature=player_embedded
خامسا. وقد جرى تحقيق ثانٍ بالموضوع أجرتهُ لجنة من الكلية العسكرية الإمريكية ، بتكليف من وزارة الدفاع الإمريكية لوضع دراسة إستراتيجية موضوعها (كيفَ سيُقاتل العراقيون الولايات المتحدة)، وقد ترأس تلك اللجنة البروفسور ستيفن بيليتر Stephen Pelletiere
وهو نفس الشخص الذي كان يُلقي محاضرة في الفيلم المشار اليه آنفا حيث قدّمت هذهِ اللجنة تقريراً مؤلفاً مِن 93 صفحة ، يؤكد إن الجيش العراقي لم يكن يملك غاز (هيدروجين السيانيد ) الذي ضُربت به حلبجه.
وقد كتبَ رئيس اللجنة البروفيســــور Stephen Pelletiere مقالاً في جريدة نيويورك تايمز بتاريخ 31/1/2003 تحت عنوان (جريمة حرب أم عمل حربي) ، ونص المقال موجود في موقع الجريدة على شبكة الانترنت على الرابط التالي:
www.nytimes.com/2003/01/31/opinion/31pell.htm
ويختم البروفيسور (Stephen Pelletiere) مقالهُ بالقول:
(إنني لا أريد أن أُحسّن صورة صدام حسين ، وعليهِ أن يُجيبَ على أسئلة كثيرة عن خروقاتهِ لحقوق الانسان ، ولكن إتهامهُ بأنهُ قصفَ شعبهُ بالغازات السامة في حلبجه ، كفعل من أفعال الإبادة ، غير حقيقي وباطل).
شهادات دبلوماسين وفنيين رافقوا وفود أجنبية وفرق التفتيش الدولية زارت العراق بعد تآريخ إرتكاب الجريمة
نشر قبل سنتين في موقع وجهات نظر مقال للكاتب السياسي العراقي رافد العزاوي شهادات لأشخاص دبلوماسيين وفنيين بحكم عملهم / سأقتبس مما ذكروا بشهاداتهم بشكل موجز:
أ. شهادة السفير موفق جاسم العاني ، الموقع الوظيفي: مدير قسم العلاقات مع كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان واُستراليا ونيوزيلاندا، ضمن الدائرة السياسية الأولى ، في عام 1988 أي بنفس سنة المذبحة ،الإقتباس التالي :
أودُّ أن أقول بأنني كنتُ شاهداً (ليسَ على الحَدث وإنما على ما تلا الحَدث) من تحقيقات بإعتباري كنتُ مُديراً لـقسم العلاقات مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان واُستراليا ونيوزيلاندا في وزارة الخارجية آنذاك ؛ ففي أواخر شهر أبريل/ نيسان 1988، تسلّمتُ مُذكّرة مِن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد السيدة (أبريل غلاسبي) تُفيد إنَّ وفداً مِن مُساعدي أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومجموعة من الخُبراء يَودّونَ زيارة العراق لإجراء مُباحثات حولَ إدعاءات إيران والأحزاب الكردية العراقية عن إستعمال العراق للإسلحة الكيمياوية ضدَّ أهالي مدينة حلبجه العراقية ، أثناء معارك دارت بين القوات العراقية والقوات الإيرانية على أطراف المدينة وحصلت الموافقة على مَجيء الوفد الأمريكي مِن قِبل رئاسة الجمهورية ، وقد كانت الموافقة مَبنّية على أساس (براءة العراق من هذا العمل الإجرامي) بعدما بدأت أصوات تعلوا هنا وهناك ، وخاصةً من بعض منظمات حقوق الإنسان وبعض الصُحف (المدفوع لها) لإثارة القضية دولياً ، وكان رأي القيادة االسياسية [أن تأتي جهة دولية مُحايدة للتحقيق بالامر لتضع الامور في نصابها]؛
وقد حضرَ الوفد الأمريكي في حوالي النصف الثاني من شهر مايو/ آيار 1988، حيثُ قمتُ بإعداد برنامج واسع للزيارة
الجدير بالذكر إن الوفد الأمريكي ضمَّ أكثر من 40 عضواً (!!) من بينهم خُبراء من وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ (CIA) وبعض المُختصين في شؤون الأسلحة الكيمياوية
وفعلاً ذهبنا بحافلة سياحية وبصحبتنا ضابط كبير من مديرية الإستخبارات العسكرية العامة ، وهناك بدأ الخبراء بجمع المعلومات وأخذ العينات من التُربة ، الماء ،الاشجار، الهواء ، ملابس بعض الاهالي ، ومسحات من جُدران بيوت المدينة ،كما تمَ الإستفسار من بعض الناجين عن الكثير مِن الامور والأعراض التي ظهرت على أهل المدينة أثناء الحادث وما تلى الحادث ، ثم عادَ الوفد إلى الولايات المتحدة .
وقد تابعنا مع سفارتنا في واشنطن نتائج الزيارة والتقارير التي قد يُقدّمها الوفد إلى الجهات الأمريكية المعنية ، وكذلكَ الكونغرس الأمريكي ، وبعد أكثر من شهرين من الزيارة ، أي بعد ظهور نتائج تحليلات المختبرات العلمية المتخصّصة ، تقدّمَ الوفد بتقريرهِ إلى الكونغرس والذي أكّدَ فيهِ :
[إنَّ التحليلات المُختبرية أظهرت إن السلاح الكيمياوي المستعمل في معركة حلبجه هو(هيدروجين السيانيد) والذي تمتلكهُ الترسانة العسكرية الإيرانية ، وإن المعلومات المتوفرة لدى دوائر الإستخبارات الأمريكية تؤكّد إنَّ العراق لم يشتري هذا النوع من السلاح ولم يستطيع أن يُنتج هذا النوع من السلاح].
وهذا التقرير موجود في أرشيف الكونغرس الأمريكي إلى يومنا هذا.
ب. شهادة اللواء المهندس حسام محمد أمين ، الموقع الوظيفي ، عمل
مديراً عاماً لدائرة الرقابة الوطنية في العراق قبل الإحتلال الأمريكي عام 2003 ، وهي الدائرة التي كانت تمثل حلقة الوصل بين الحكومة العراقية ولجان التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية والتي تشكلت بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة عام 1991، وكان قبل ذلك قد عمل لسنوات طويلة في تشكيلات الجيش العراقي ومنشآت التصنيع العسكري ، ومنح لقب عالم سنة 2000 بناء على إنجازاته وبحوثه العلمية.
الإقتباس التالي :
هناك سؤال لابد أن يخطر على بال أي منصف وباحث عن حقيقة ما جرى في حلبجه سنة 1988… وماحدث كان جريمة بشعة وقتل جماعي لمواطنين عراقيين آمنين هم وأطفالهم وعوائلهم ، والسؤال ، على بساطته ، لايحضر لدى تفكير الكثير من المتتبعين لهذه القضية التي كثر الحديث عنها مؤخراً ، بعد أن ظهرت الكثير من الحقائق التي كانت مصادرها غربية ومن الدرجة الاولى والتي أكدت بأن إيران هي التي كانت من أرتكبت تلك الجريمة التي يندى لها الجبين .
ماهي إستناجات فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة التي عملت في العراق طويلاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الجائر المرقم 687 سنة 1991 حول قضية حلبجه ؟ ولماذا سكتت هذه الفرق ذات الطبيعة العدوانية والإستخباراتية والتي كانت تهيمن عليها وتوجهها الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها المركزية طيلة فترة عملها التي إمتدت منذ سنة 1991 وحتى قبل يوم واحد فقط من بدء العدوان العسكري الأمريكي سنة 2003 الذي أدى إلى إحتلال العراق وتدميره ؟ ولماذا لم تُقم فرق التفتيش حتى بزيارة مدينة حلبجه عٍلماً بإنها كانت تقوم بين فترة واُخرى ، بزيارة مواقع مختلفة في شمال العراق كالجامعات والمواقع الصحية ، وغيرها ، بالسيارات وبالطائرات السمتية وبمرافقة منتسبي دائرة الرقابة الوطنية ؟
لقد تدخلت فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة في كل صغيرة وكبيرة من خلال طلباتها لمعلومات لاعلاقة لها حتى بولايتها وطبيعة عملها ، فلماذا لم تطلب معلومات تفصيلية أو تحقق في موضوع أكثر أهمية وله صلة وثيقة بعملها ونشاطها ، وهو الإدعاء بإستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أهالي حلبجه وسكانها الآمنين من قبل الجيش العراقي؟
والجواب بكل بساطة لأنها كانت تعرف من الذي قام بتنفيذ هذه الجريمة ، وهي إيران وليس العراق .. ليس من خلال تقارير المخابرات المركزية الأمريكية أو الإدارة الأمريكية فحسب ، بل من خلال فريق كيماوي متخصص تابع للامم المتحدة زار العراق وإيران سنة 1988 وزار الجرحى لدى الطرفين ، كما التقى بعدد من الجرحى الذين كانوا يعالجون في المستشفيات الأوربية في وقتها ، إضافة إلى إجرائه لتحليلات مختبرية لعينات من التربة والجثث والاعشاب …. إلخ ، وكتب تقريره وإستنتاجاته التي تبرئ الجيش العراقي الباسل من هذه الجريمة البشعة ، براءة الذُئب من دم يوسف.
وقد قدر لي شخصياً أن التقي برئيس هذا الفريق ، وهو أستاذ في إحدى الجامعات الاسترالية (وأعتقد أن إسمه الدكتور دان) في يونيو/ حزيران عام 1991، عندما كنا في سيارة واحدة في طريقنا إلى منشأة المثنى العامة حيث كان رئيساً للفريق الكيماوي الاول التابع للجنة الخاصة ، إذ بادرني بسؤال فوجئت به وهو : هل عرفتني ؟ فأجبته بالنفي ، حينها ذكر إسمه ، مضيفا أن هذه الزيارة للعراق هي الثانية له ، وحكى لي قصة تكليفه بالتحقيق في قضية حلبجه ، وإنه زار كلاَ من العراق وإيران ، وكذلك عدة مواقع على الحدود العراقية الإيرانية ، وأعدَّ تقريره النهائي ، الذي أكد فيه ان إيران هي التي قامت بهذه الجريمة البشعة.
وبصراحة فوجئت كثيراً بما قال ، على الرغم من فرحي وإرتياحي ، ولابد لي أن أعترف بهذا لأن كل شيء أصبح تآريخاً الآن ، وسبب دهشتي هو إنه لم يكن لدي أية معلومات عن هذا التقرير وإستنتاجاته وكان يخالجني حينها نوع من التأثر بالدعاية والإعلام المضاد ، الذي كان يروج عكس هذه الحقيقة ، ولم أكن أحفظ في مخيلتي إلا تلك الصور الفوتوغرافية الكبيرة والمؤثرة التي كانت تنشر على أعمدة شوارع المدن الاوروبية ، التي كنت اوفد إليها نهاية الثمانينات ، لهذه المجزرة الكبيرة وهي الصور التي كانت تتهم العراق زوراً وبطلاناً بأنه هو الذي نفذ الضربة الكيماوية في حلبجه.. إذ لم يكن لطبيعة عملي قبل عام 1991 علاقة بمتابعة مثل هذه الأحداث حيث كنت أعمل في مجال البحث العلمي والتصنيع العسكري ، ولذلك فرحت كثيراً عندما سمعت هذه الشهادة من مصدرها الأصلي مباشرة ، وطلبت منه تزويدي بنسخة من التقرير المذكور، وقال لي يمكنك إيجاده لدى وزارة الخارجية العراقية ، ومع ذلك أوصل لي هو، بعد يومين من مغادرته ، نسخة من التقرير الذي أرسلته لي سكرتيرته بالفاكس من مكتبه في اُستراليا.
وعود على بدء ، وللتأريخ أقول فإن المعنيين في وزارة الخارجية كانوا يعرفون بهذا التقرير الذي أعدَّه رئيس الفريق الكيماوي الاول التابع للجنة الخاصة ، وإستنتاجاته ، ولكن للأسف ، وأقولها بكل حسرة ، لم يتم إستخدامه في إيضاح موقف العراق العادل ، وتبرأته من هذه التهمة المزيفة الخطيرة ، عن طريق تكليف إحدى شركات الإعلام والعلاقات العامة العالمية أو مكاتب المحاماة الدولية المرموقة ، لغسل ماعلق في أذهان الناس في داخل وخارج العراق ، من إتهام باطل جملة وتفصيلاً ، لأن إمكانيات الإعلام الوطني العراقي ، وكما هو معروف ، لم يكن بمقدورها أداء الأثر المطلوب على المستوى العالمي !
والسؤال المهم هنا:
لماذا يُتداول موضوع حلبجه إعلامياً وسياسياً ، إلى يومنا هذا ، على أنهُ من فِعل الجيش العراقي الباسل دون أن يكشفَ عن حقيقة المُجرِم المُغيَّب عمداً؟
والإجابة هي : إن من سياسة الولايات المتحدة المنهجية هي إستعمال مثل هذه الأحداث (كأوراق سياسية وإعلامية ضاغطة) وحسبَ تطور أو تدهور العلاقة السياسية مع هذا البلد أو ذاك .
موقع شباب العراق للإحصاء والمسح
أولا. بتاريخ 23 / 8 / 2013 نشر موقع شباب العراق للإحصاء والمسح على الأنترينيت معلومات قيمة من خلال فديو صوتي يتحدث عن معركة حلبجه معلقا على صورة لخريطة منطقة حلبجه مثبت عليها محور هجوم الجيش الإيراني على قاطع حلبجه ليلة 13 / 14 آذار1988 وقد إستعنت بهذه الخريطة لأهميتها .
http://www.iraqsurveys.com/mktbt_alfydyw.php?Id=GB5XH4Rzzec
ثانيا. من خلال إتصالات شباب الموقع بضباط وبأشخاص من شباب حلبجه عاشوا أحداث الواقعة في حينها تمكن الموقع من جمع معلومات تفصيلية جيدة عن معركة حلبجه وعن مرتكبي الجريمة النكراء ضد أبرياء حلبجه / سأقتبس بعض هذه الحقائق.
ثالثا. تم قصف حلبجه بطائرتين إيرانيتين نوع فانتوم 4 تم التعرف عليها من خلال صور التقطت لها خلال تنفيذ الضربة الكيمياوية بعد مطابقتها مع صور الطائرات المنشورة على الأنترنيت وبما أن العراق لايمتلك هذا النوع من الطائرات هذا دليل مضاف لما نشر بإفادات الشهود أعلاه.
رابعا. إنطلقت هذه الطائرات من قاعدة سنندج الجوية الإيرانية التي تقع على نفس خط عرض مدينة حلبجه .
خامسا. لون الدخان الناتج خلال الإنفجار لون أبيض كما واضح في الصورة
وهذه أحد صفاة غاز ( هيدروجين السيانيد ) الذي لايمتلكه العراق حسب شهادة مفتشي أسلحة الدمار الشامل أعلاه .
سادسا. غاز (هيدروجين السيانيد ) يسبب نزف داخلي في جسم الإنسان ولايترك أثار على جسم الضحايا و كان هذا ملاحظ في صور الضحايا التي نشرت في الفلم الذي نشر في حينه بينما غاز الخردل يترك أثار على جسد الإنسان منها إحمرار الجسم وظهور فقاعت في المناطق المصابة من جسم الإنسان.
رحم الله ضحايا مجزرة حلبجه ورحم الله شهداء الجيش العراقي الباسل
وغضب الله على الذين إرتكبوا هذه المجزرة ولعنة الله على الذين يعرفون الحقيقة ويكتمونها .
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسً۬ا فَٱدَّٲرَٲٔۡتُمۡ فِيہَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجٌ۬ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ (٧٢) فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِہَاۚ كَذَٲلِكَ يُحۡىِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيڪُمۡ ءَايَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (٧٣) البقرة
اللواء فوزي البرزنجي
6 شباط 2014
941 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع