استياء لتعيين إبنة معصوم سكرتيرة للرئيس بمرتب ضخم

             

                           جوان فؤاد معصوم

 د.اسامة مهدي/ لندن:اثار نشر وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية العراقية بتعيين جوان، ابنة الرئيس فؤاد معصوم، سكرتيرة خاصة له، بمبلغ 13 مليون دينار عراقي شهريًا، تعليقات ساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي تراوحت بين الهجوم على طريقة تعيين اقارب المسؤولين الكبار في الوظائف التي يشغلها هؤلاء، معتبرين أن العراق اصبح نهبًا للباحثين عن مصالحهم الخاصة من المسؤولين، فيما الشعب يعاني الفقر والنزوح والتهجير والبلاد تعيش تقشفًا ناتجًا عن اضطراب الوضع الاقتصادي وعدم وجود موازنة عامة للانفاق على احتياجات المواطنين.

اثار قرار تعيين إبنة الرئيس العراقي فؤاد معصوم بمنصب سكرتيرة الرئيس الخاصة، موجة غضب اشعلت شبكة التواصل الاجتماعي، عبّر خلالها عراقيون عن استيائهم من القرار، معتبرين أنه مساهمة في الفساد ونهب لاموال الشعب، حيث كشفت وثيقة صادرة عن ديوان رئاسة الجمهورية عن تعيين ابنة الرئيس العراقي فؤاد معصوم سكرتيرة خاصة له بعقد يُدفع بموجبه مبلغ قدره حوالي 13 مليون دينار عراقي شهريًا (حوالي 11 الف دولار) عدد المخصصات الاخرى التي ترفعه الى حوالي 30 مليون دينار شهريًا (حوالي 26 الف دولار شهريا).

            

  وتقول الوثيقة وهي عبارة عن خطاب رسمي صادر عن ديوان رئاسة الجمهورية، بتاريخ الثاني عشر من الشهر الماضي، وموقع من رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني انه "بناءً على مقتضيات مصلحة العمل تقرر تعيين الدكتورة جوان فواد معصوم بعقد للعمل بصفة مستشار للسيد رئيس الجمهورية وبأجر شهري مقطوع قدره (12900000) ولمدة سنة واحدة قابلة للتمديد ابتداءً من تاريخ 2/9/2014 ولغاية 1/9/2015".. وأوضحت الوثيقة أن المبلغ هو ما يعادل ما يتقاضاه اقرانها في الوظيفة من راتب ومخصصات .
 ناشطو التواصل الاجتماعي غاضبون
وجاءت تعليقات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي الضوء على اوضاع البلاد والفساد المستشري في اجهزتها رغم الوعود التي يطلقها المسؤولون المحليون باستمرار عن عزمهم اتخاذ الاجراء اللازم لمكافحة هذا الفساد الذي يقرون بأنه الوجه الثاني للارهاب في اضراره بمصالح البلاد .. وفي خطبة الجمعة الماضي عبر السيد احمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني عن غضب المرجع من هذا الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، مؤكداً أنه يتألم بمرارة لهذه الحال التي يشهدها العراق.
وازاء ذلك فقد علق سالم الربيعي قائلاً: "عادي فين الغرابة اننا بديرة (بلد) كلمن ادارته الو" .. بينما قال المحامي الحجامي "العراق جثة هامدة تنهش بها الكلاب".. فيما عبر حازم ابو ريفات بالقول"الله يخرب بيوتكم .. ولكم على كيفكم (تمهلوا) هذا الشعب المظلوم.. اما مناف العاني فقال "اعتقدنا هذا الرئيس أحسن من الباقين طلع اطكع (أسوأ) منهم كلهم .. الستَ راعي الدستور والمال العام؟".
 
ومن جانبه علق مواطن آخر هو عبد الكريم العيثاوي قائلاً: " لاتستغربوا فإن منهج السياسيين الذين يتصدون للسلطة في بلادنا هكذا!".. بينما اشار ابو عمر الكلعاوي الى انه "غير معقول .. يعني هؤلاء لا يحترمون انفسهم ولا شعبهم .. عين اقربائك واصدقائك لكن ليس بهذا البذخ .. طيب اذا تعينت على الملاك الدائم ومعها غلاء المعيشة ومخصصات العائلة والسكن سيصبح الراتب 30 مليون دينار (25 الف دولار) شهريًا.. ما تشوفون شعبكم نصفه نازحون ومهجرون ومذبوحون وجياع .. هل فقدتم انسانيتكم وضمائركم ودينكم .. الله اكبر منكم وحسبنا الله ونعم الوكيل" .. في حين عبر طالب طعمة عن استيائه بالقول "والله العراقيون سيبحثون عن شريف واحد وما راح يلكونه" .. أما هلال الخليفي فقد اكتفى بالقول "اشتغلت سوالفهم (فضائحهم)".. في حين قال عامر العامر "والله الجماعة الكل يتراكضون شيعة وسنة على ارضاء الاكراد .. بالعافية عليهم".. وتساءل حسن هادي "يا جماعة يمكن يكون هذا عقد زواج وليس عقد عمل .. تأكدوا جيدًا حتى لاتظلموا الرئيس معصوم!".
 
وفي الاطار نفسه، قال حياد جابر "ولهذا تمنع الدول المتقدمة اشغال الاقارب عملاً في نفس مكان المسؤول".. فيما اكتفى مؤيد الونداوي بالقول "معصوم لايشبع!".. اما بشرى الجاف فقد عبرت عن رأيها بالقول "الله ينتقم منهم في الدنيا والاخرة .. جعلونا نتقاتل ونختلف على اشياء تافهة ليسرقونا في وضح النهار دون أن ننتبه .. نحن نستاهل كل ما يحصل لنا ما دمنا منقسمين، ولا نتوحد لنطالب بحقوقنا ونفرض احترامنا عليهم".. في حين عبر جواد فرحان المسعودي عن استغرابه قائلاً "وثيقة من رئاسة الجمهورية تطلع وتنشر بهذا السهولة .. يا للبؤس".
 
ويستمر المعلقون في ابداء آرائهم في هذا الموضوع، فيقول محسن الخالدي "حكومة فاسدة فاشلة وشعب جائع .. ماذا تتوقع؟".. في حين اشار عماد حمو الى انه في العراق "حكومة حرامية وما ينفع معها .. كل الاحزاب تتحكم بمصير الشعب وتنهب وتخرب كل ما هو جميل فيه معانٍ وحضارة وتستبيح دماء كل طوائفه باسم الطائفية وباسم الارهاب".. وقالت رحاب سلمان "على اعتبار ان "الاقربون اولى بالمغروف.. وليس بالمعروف!".. بينما اشار ابو معد الى ان " الشعب لا حول له ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. تلاقفوها ابناء ....!". اما المعلق صباح السامرائي فقال غاضبًا "حرام عليكم هذه سرقة اموال الفقراء وسرقة اموال الشعب بطريقة قانونية معيبة".. ورأت روز فجر "أن اباها رئيس جمهورية وطبعا هذه فرصة ..هية بقيت عليها"..
 
ومن جهته، تساءل غسان راسم قائلا "هل هذا اضافة الى راتبها التقاعدي كوزيرة سابقة للمواصلات؟.. .. اما سارة فقد اكتفت بالقول "ألله لايوفقهم .. اتق الله يامعصوم .. الفقراء وين يروحون".. في حين تساءل حسين ابو جهاد العبدي "كيف ستكفي الميزانية التقشفية؟".. وايضا تساءل مهدي المندلاوي "كيف سنتقدم؟ اذا يجيبوا عمك وخالك وابناء عمومتك واخوالك والجيران .. ويعينوا الساقطين .. من هالمال حمل جمال .. هو العراق فرهود الان؟".. ثم اشار فراس الكبيسي الى "ان هذا شيء عادي في العراق فلا تستغربوا".. وفي الختام قال خالد العاني غاضبًا "الله لايوفقكم دمرتم البلد!".
وكانت جوان فؤاد معصوم قد شغلت منصب وزيرة الاتصالات في حكومة ابراهيم الجعفري التي تشكلت عام 2005 واتهمت بتجاوزات مالية حيث قالت هيئة النزاهة العراقية في تموز (يوليو) عام 2009
أن الرئيس العراقي (السابق) جلال الطلباني رفض تنفيذ امر قبض صادر بحق الوزيرة جوان بعد أن طلب والدها من طالباني التدخل لحل الموضوع خارج القضاء، وذلك بعد ان كانت دائرة التحقيقات العامة بهيئة النزاهة قد امرت بالقبض على جوان بقضايا تتعلق بفساد مالي واداري.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع