نحو ثقافة عراقية جديدة تستوعب التعدد والاختلاف

  

     نحو ثقافة عراقية جديدة تستوعب التعدد والاختلاف

 

  


       بغداد / الگاردينيا - عبدالرضا غالي الخياط *

 

يعد الدكتور عبد جاسم الساعدي احد المفكرين العراقيين المعاصرين، لما له من نشاط  فاعل في مجال التربية والتعليم، فضلاً عن مشاركاته الفاعلة في الحراك الثقافي والسياسي في المشهد العراقي، وهو احد قادة إضراب عمال شركة الزيوت النباتية في العام 1968 في بغداد، وقد سقط إمامه العامل النقابي " جبار لفته " شهيداً برصاص البعثيين المسلحين بإدارة " صلاح عمر التكريتي " فاعتقل لمدة عام بتهمة حمل السلاح  وقتل العامل المذكور، حيث لفقت السلطة الحاكمة حينذاك التهمة في محاولة منها إبعاده عن نشاطه النقابي.
التقيناه مساء أمس السبت ودار بيننا حديث عفوي حول تسجيل اسمه في قائمة المرشحين لانتخابات اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق في دورته المقبلة والتي ستجري في منتصف نيسان الجاري 2016، وقد أجاب عن سؤالنا بموضوعية، إذا قال والحديث له :
لعها مغامرة أخرى من مغامرات الدخول في لعبة التأسيس والتنظيم والإدارة والتغيير والتواصل الجميل والأخلاق مع الأدباء والمثقفين والمبدعين، بعد عقود من الخوف والانطواء والتهميش والضياع في لجة الصراعات السياسية ومحاولات الاحتواء واستغلال حاجة الأدباء، يأخذني الطموح والانتماء وتجربة ثلاثة عقود ونصف في العمل المتواصل مع الكتابة والثقافة والمبدعين العراقيين سواء في خارج العراق، أو في خضمه الأكثر اضطرابا وقلقا لان أكون مبتهجا في عمل مشترك يثير الأسئلة والحوار ويفعل المشروع الثقافي الديمقراطي، ويستوعب الأدباء والكتاب ويوفر الضمانات الأساسية لحياة كريمة بسن تشريعات قانونية تحمي الأدباء وعوائلهم وتدفع عنهم الضغوط الاجتماعية والصحية، لتعيد لأصوات العراق الثقافية اعتباراتها الإنسانية، وحريتها في الإبداع والكتابة والحركة وتطوير سبل حضورها وادائها، حيث نسعى مع أصدقائنا القادمين إلى منصة الاتحاد، لان نضع برامج عمل واضحة تلبي المرحلة القادمة في الشفافية والوضوح والمساواة والعمل الجماعي، بعيدا عن القرارات الفردية والصوت الواحد في محاولة جادة إعادة النظر في النظام الداخلي للاتحاد وتغييره لما يناسب الآتي في العراق وطي صفحات الإلحاق والتبعية لمؤسسات الدولة السياسية. كما يلزمنا الانفتاح على التنوع الثقافي في العراق واستيعابه وفتح صفحاته المغلقة وتشجيع حركة الإبداع والنقد والتفاعل بين الثقافات الوطنية، من خلال دعم الطاقات الشابة واحتضنها وتوفير أفضل شروط الإبداع والتواصل والاستفادة من الثقافات العالمية والعربية والإقليمية بمنحها الأولوية في إعادة بناء مراكز الاتحاد في المحافظات من الناحية التنظيمية والعملية وخلق الأجواء المناسبة للإبداع مع المحيط الاجتماعي والثقافي، وتوفير الإمكانات المالية وتنظيم شبكة اتصالات الكترونية تنفتح على الفضاءات الأخرى.
 وفي الوقت نفسه نهدف بتنسيق الاتحاد القادم ومراكزه في المحافظات بما يضمن لنا التفاعل المثمر وخلق أجمل العلاقات من خلال التواصل الجاد مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة والنقابات ومراكز البحث والدراسات والجامعات العراقية، والتعاون مع المؤسسات في البلدان العربية لمواجهة التحديات الكبيرة والتي تهدد التجربة الجديدة في العراق وإجراء حوارات ثقافية بمستوى المسؤوليات القادمة.
السيرة الذاتية باختصار:
● نشأ في بيئة شعبية يضمها خندق عميق بامتداد بغداد، أدرك فيها معنى الانتماء والفصل الاجتماعي بين أمتين.
● التحق بالحركة العمالية والنقابية ابتداء من العام 1960، وتراكمت لديه مشاهد حركة " المعذبين " تحت سياط الجلادين، اثر انقلاب البعثيين في 8 شباط العام 1963.
● أكمل دراسة البكالوريوس في كلية الشريعة ببغداد، ودرجة الماجستير والدكتوراه في كلية اللغة العربية / جامعة الأزهر، القاهرة.
●غادر العراق مرغما لأسباب سياسية في أيلول 1975، واكتسب خبرة ثقافية واجتماعية وعلمية في جامعات عربية من خلال اشتغاله في التدريس في معهد معلمات زلتين في ليبيا من 1975 - 1977.  وجامعة تيزي وزو في الجزائر من 1977- 1982. وجامعة محمد الأول في المغرب من 1988- 2003.
● أكمل مشوار الاغتراب في انكلترا وعمل مصححاً في جريدة " الحياة " ومجلة " الوسط " وأسس مع زملاء في انكلترا العام 2000 " جمعية الثقافة العربية " في لندن، تعني بالنقد ونشر الثقافة وتعليم الطلاب العرب والأجانب / اللغة العربية.
● نظم بمشاركة زملاء له آخرين، سبع ندوات ثقافية سنوية في لندن ابتداءً من العام 1996 - 2002، أربع منها عقدت في جامعة لندن، كانت ذات طابع ثقافي عربي بمشاركة مفكرين وأدباء عراقيين وعرب ومستشرقين.
● شارك في مؤتمر الثقافة والترجمة / بورقة نقدية عن الثقافة والمثقفين والعراقيين في الخارج العام 1996 في اسبانيا.
● عمل مدرسا في معهد المعلمين في الاعظمية.
● عمل أستاذاً مساعداً لمادة الأدب الحديث في الجامعة المستنصرية - بغداد.
● يتولى إدارة جمعية الثقافة للجميع بمشروعات تربوية وثقافية ونقدية لفائدة المجتمع المدني.

   
اصدر الكتب الآتية :
1- الأدب والدولة في العصر الأموي،  كولون - المانية العام 1994.
2- الذاكرة والحنين في القصة العراقية القصيرة في المنفى - لندن 1995.
3- الشعر الوطني الجزائري بين حركة الإصلاح والثورة - الجزائر 2001.
4- العودة إلى بغداد وإشغال الذاكرة - 2004.
5- الحركة الوطنية في العراق وإضراب عمال الزيوت النباتية - بغداد 2007.
6- العنف السياسي في الأدب القصصي العراقي - عمان - 2013.
- وله أيضاً عدة كتب وبحوث ودراسات أكاديمية اطلعنا عليها ما زالت تنتظر الطبع.
- نشر العديد من المقالات والبحوث والدراسات في المجلات والصحف المحلية والعربية والدولية، منها على سبيل المثال دون الحصر، مجلة الشورى / دراسات عربية / الأقلام / كلية الإعلام / القدس العربي / جريد العرب اليوم اللندنية.
● رئيس اللجنة الثقافة في جامعة تيزي وزو / الجزائر.
● انتخبه سكرتيرا لرابطة الكتّاب والأدباء العراقيين في انكلترا العام 1989 – 1991.
● أعد وأشرف على أوراق الندوة السابعة في كتاب " إشكالية السلطة في الفكر العربي الإسلامي " العام 2001.
● شارك ثلاث مرات في ندوة سنوية في الجزائر/ عن أدب / الروائي عبد الحميد بوهدوقة.
● شارك في مؤتمر باريس / التعليم والثقافة في العراق بدعم من " الأميرة موزة " وتنظيم منظمة اليونسكو / بورقة ثقافية في تشرين الثاني / نوفمبر 2008.
● دعي للمشاركة في اجتماعات اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان في البلدان العربية التابعة للجامعة العربية / القاهرة / تموز 2009.
● عاد إلى العراق في 1 / أيار / 2003، وأسس" جمعية الثقافة للجميع " في نهاية العام نفسه في بغداد، بوصفها إحدى منظمات المجتمع المدني الفاعلة في نشر الثقافة النقدية وتأهيل الشباب بمهارات الحياة، وهي جمعية تعني بنشر الثقافة والحوار والنقد والتعدد والاعتراف بالآخر، وبناء مؤسسات قانونية وثقافية لمعالجة مضاعفات الخوف والديكتاتورية لعقود ماضية. وقد نظمت الجمعية أربعة مهرجانات للشعراء الشباب على مستوى العراق، بالإضافة إلى عقد عشرات الندوات والمؤتمرات ودورات تدريبية في الإعداد والتأهيل، بلغ عدد المستفيدين المباشرين نصف مليون مواطن، في مهارات / الحاسوب والخياطة وتعليم اللغة الانكليزية ومكافحة الأمية وافتتاح مراكز النصيحة والإرشاد في بغداد في البياع وأبو دشير واليوسفية ومدينة الصدر و9 نيسان والرصافة الأولى والزعفرانية والباوية للأهداف نفسها.
● رئيس تحرير مجلة السؤال " وهي مجلة ثقافية شهرية صدر منها 21 عددا.
● دعمت جمعية الثقافة للجميع، إصدارات أدبية وثقافية وفنية بلغ عددها ( 20 ) كتابا.
● عضو الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين / بغداد.
*مدير مكتب الگاردينيا في بغداد
  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

559 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع