شفق نيوز- بغداد/ أربيل/ عمان/ أنقرة/ واشنطن:يحذر أربعة مراقبون من توسع نطاق الاستهدافات الإسرائيلية لتشمل العديد من الدول التي فيها مقرات لقيادات حركة حماس الفلسطينية، وقد تطال حتى المساندين للحركة والنشطاء ضمن مخطط تغيير خارطة الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التحذيرات بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة في كلمة أمس الأربعاء: "أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم، أو أن تقدموهم للعدالة. لأنه إذا لم تفعلوا ذلك سنفعله نحن".
وجاءت هذه الرسالة التحذيرية بعد يوم واحد من ضربة إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة استهدفت مقر إقامة قادة حماس، فيما أفادت "القناة 14" العبرية، بأن سلاح الجو الإسرائيلي مر فوق الأردن وسوريا والعراق والسعودية لتنفيذ عملية "يوم الحساب".
وبناءً على هذه التحذيرات، فإن إسطنبول هي المحطة الثانية في قائمة الاستهدافات الإسرائيلية، ما لم تتخذ تركيا تدابيرها وتُخرج قيادات حماس من أراضيها، قبل فوات الأوان"، وفق المحلل السياسي الكوردي العراقي شوان زنگنه.
وأشار زنگنه، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أنه كان يتوقع أن تكون الضربة الإسرائيلية الأولى على حماس في إسطنبول، لكن يبدو أن إسرائيل استغلت مفاوضات الدوحة "كفرصة ثمينة لتغتال أكبر عدد ممكن من قيادات حماس في ضربة واحدة".
وحذر المتحدث من أن "قيام إسرائيل بعملية اغتيال لقادة حماس في تركيا، سيدفع العلاقات بينهما إلى مزيد من التوتر، والتي هي متوترة في الأساس".
ومن أنقرة، استبعد المحلل السياسي التركي جوك أوغلو، إقدام إسرائيل على استهداف قيادات حماس في تركيا "رغم التصريح بذلك من قبل مسؤولين إسرائيليين باستهداف قيادات حماس في تركيا وقطر ولبنان".
وعزا أوغلو، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، ذلك، إلى أن تركيا عضو في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، "لذلك من المستبعد قيام إسرائيل بمهاجمة الأراضي التركية"، ورغم ذلك، حذرت تركيا من القيام بهذا العمل وتوعدت بالرد حال حصوله.
في حين عمّق الخبير الأمني العراقي سرمد البياتي، قراءته لضربة الدوحة التي "تجاوزت الأعراف السياسية، وانتهكت السياقات الدبلوماسية، كما خرقت السيادة الجوية للبلدان المعنية، في الوقت الذي كانت ترعى فيه قطر مفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني"، وفق تعبيره.
ورأى البياتي في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن هذه الضربة الإسرائيلية حملت رسالة مفادها أن "المنطقة أصبحت جميعها تحت السيطرة الإسرائيلية، وبالتالي تضرب متى تريد"، وهنا تكمن خطورة الأمر.
وهذا ما يتطلب، وفق المتحدث، اتخاذ "مواقف صارمة من السعودية ودول الخليج والعراق والأردن وجميع دول المنطقة بما في ذلك إيران، لأن التهديد واضح، مع عدم وجود أي رادع على تلك الخروقات الإسرائيلية".
واتفق الباحث الأمني العراقي، منقذ داغر، على أن ضربة الدوحة أثبتت أن نتنياهو ليست لديه حدود، وبالتالي يستهدف أي مكان يتواجد فيه قادة حماس بتوافق تام مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إطار مخطط لتغيير خارطة الشرق الأوسط.
لكن داغر، ذهب خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى تحديد التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة بأن المقصود منها هو العراق، حيث سبق لهذه التحذيرات تهديدات متكررة للبلاد في هذا السياق، لكن من غير المعلوم وجود قيادات لحماس داخل العراق، بل مساندين لهم فقط.
وهذا ما حذر منه المحلل السياسي الأردني حازم عياد، من "توسع دائرة الاستهداف لتشمل ليس القيادات من الصف الأول من حماس فقط، بل من الصف الثاني والثالث والرابع، وحتى النشطاء بذريعة أنهم شكلوا تهديدات لإسرائيل، على سبيل المثال في إرسال سفن الحرية، وغير ذلك من وسائل دعم غزة".
كما لفت عياد، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "توسع الاستهدافات الإسرائيلية لن تقتصر على الغارات الجوية، وإنما باستخدام فرق الموت التي يديرها الموساد لتنفيذ هذه المهام التي قد تصل إلى القارة الأوروبية أيضاً".
ومع ارتفاع هذه المخاطر لا سيما على العراق، بحسب ما أكده المراقبون، طمأن غبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن "العراق يحظى باهتمام كبير لدى الإدارة الأمريكية لضمان الاستقرار فيه".
وأكد صوما، لوكالة شفق نيوز، أن منطقة الشرق الأوسط عموماً تعتبر من أهم المناطق التي ترتبط بالأمن والاقتصاد الأمريكي، لذلك الإدارة الأمريكية تعتمد دائماً على سياسة التوازن والاستقرار في هذه المنطقة، وخصوصاً مع دولة مثل العراق، إذ تمتلك رابع أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم.
وخلص صوما، إلى أن دور العراق مهم في استقرار أسعار النفط التي لها تأثير مباشر على الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي تسعى الولايات المتحدة إلى المحافظة على استقراره.
403 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع