الأكراد يبرئون صدام من إرغام فتياتهم للعمل بملاهي مصر

      


د.اسامة مهدي/لندن: بعد سنوات من ادعاءات وتحقيقات بإرسال نظام صدام حسين السابق في العراق 18 فتاة كردية الى مصر عام 1988 وإرغامهن على العمل في ملاهيها، فقد اعلنت حكومة إقليم كردستان العراق اليوم، عدم صحة هذه المعلومات، وقررت اتخاذ اجراءات ملاحقة قانونية لجميع الأشخاص والمؤسسات والجهات التي أثارت هذه القضية وقدمت معلومات ملفقة بشأنها وتقديمها للقضاء، وإتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.

قضية بيع الكرديات لمصر ملفقة
قالت حكومة اقليم كردستان برئاسة نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء الإقليم عقب اجتماعها الاسبوعي في اربيل (220 كم شمال بغداد) عاصمة الاقليم إن ممثل الإتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني) في مصر الملا ياسين، والذي ترأس اللجنة الخاصة بمتابعة ملف الفتيات الكرديات في مصر، قد استعرض نتائج عمل اللجنة، وقدم توضيحات لمجلس الوزراء حول هذه القضية، مؤكدًا "أنه بعد عام من المتابعة والتحقيق في هذه القضية في مصر وكردستان، تبَّين أن هذه القضية ليس لها أساس من الصحة، وأن ما أشيع عن قضية بيع الفتيات الكرديات الثماني عشرة الى مصر خلال حملات الأنفال (عام 1988 حين هاجمت القوات العراقية مناطق الاقليم الشمالي ) ليس له أساس وهو عارٍ من الصحة "، كما قال بيان رسمي اليوم الخميس عقب الاجتماع واطلعت على نصه "إيلاف".
 
وطالبت اللجنة، التي تضم ممثلين عن عوائل الفتيات ومنظمات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة في إقليم كردستان، بالملاحقة القانونية لجميع الأشخاص والمؤسسات والجهات التي كانت قد أثارت هذه القضية، وقدمت معلومات ملفقة وغير صحيحة بشأنها، لمثولهم أمام القضاء، وإتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. وقد قرر مجلس الوزراء اتخاذ الإجراءات اللازمة لرد الإعتبار لعوائل تلك الفتيات.
 
لجنة كردية نفذت حملة بحث واسعة
وكانت حكومة الاقليم شكلت في آب (أغسطس) من العام الماضي 2013 لجنة باشرت حملة واسعة للبحث عن مصير 18 فتاة كردية قيل إن النظام العراقي السابق ارسلهن إلى مصر عام 1988 للعمل في ملاهيها إثر عمليات الأنفال التي شنّها ضد الأكراد آنذاك. وشكلت الحكومة لجنة رسمية لهذا الغرض وسلمت القنصل المصري مذكرة رسمية تطلب التعاون في هذا المجال.
 
ودعا رئيس حكومة اقليم كردستان اللجنة آنذاك ببذل جهودها واتباع جميع الطرق في مصر والعراق وأي مكان آخر لمتابعة هذه القضية للوصول إلى نتائج نهائية وإعداد تقرير لنتائج البحث ومتابعة الحقائق وتقديم توصياتها إلى رئاسة مجلس الوزراء كردستان. وضمت  اللجنة المكلفة ممثلًا عن ذوي الفتيات المفقودات الثماني عشرة، وممثلًا عن منظمات المجتمع المدني، ومديرًا عامًا وموظفًا قانونيًا في وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين حيث بدأت اللجنة عملها فورًا.
 
وخلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أعلن كل من رئيس اللجنة المكلفة ومنسق العلاقات بين الحكومة والبرلمان بأن رئيس حكومة الإقليم يتابع هذه القضية بمنتهى الجدية، "وسنسعى إلى بذل جميع الجهود للتحري والمتابعة للوصول إلى الحقائق والنتائج المرجوة".
 
يذكر أنه أثيرت منذ عامين ادعاءات بتسليم نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين حكومة مصر 18 فتاة كردية لاستخدامهن في الملاهي الليلية والمنتديات بعد عمليات الانفال التي نفذها النظام ضد الأكراد في ثمانينات القرن الماضي، وادت إلى مقتل الآلاف منهم وادين بعدها صدام وعدد من أركان نظامه بالإعدام لمسؤوليتهم عن الجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين الأكراد حينها.
 
ادعاءات استخبارية
وكان النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية برهان محمد فرج قد دعا ايضًا انذاك الحكومة العراقية إلى التحرك عبر قنوات الاتصال مع جمهورية مصر العربية للوقوف على صحة المعلومات التي تحدثت عن تسليم 18 فتاة كردية إلى المخابرات المصرية لاستخدامهن في المنتديات والملاهي الليلية.
وقال النائب في بيان صحافي "من خلال ما تم تسريبه من معلومات مخابراتية ابان عمليات الانفال سيئة الصيت أن ثماني عشرة فتاة كردية عراقية من اللواتي تمت انفلة عوائلهن قد تم تسليمهن في حينه إلى المخابرات المصرية لاستخدامهن في المنتديات والملاهي الليلية".
وأضاف أن هذه المعلومات لم تؤكد في حينها لكنه حين سقوط النظام العراقي السابق تم كشف بعض الوثائق التي اكدت هذه المعلومات، كما تم عرض دراما في عدد من الفضائيات تتحدث عن تلك المجموعات من الفتيات "، حيث نرى جريمة تندى لها جبين البشرية لما فيها من بشاعة وعبودية تفوق عبودية العصور الغابرة والفترات المظلمة من تاريخ الإنسانية وانها بحق مأساة وطنية وقومية وأخلاقية".

"نيران صديقة" أثار قضية الفتيات الكرديات
وكان مسلسل "نيران صديقة" الذي بث في رمضان الماضي عبر قنوات عربية عدة قد أثار  ضجة كبيرة داخل الأوساط الفنية والسياسية والشعبية في إقليم كردستان بسبب إشارته إلى قضية وجود فتيات كرديات يعملن في ملاهٍ ليلية في مصر، ما أعاد الأذهان لقضية الفتيات الكرديات التي ادعت بعض التقارير الاستخباراتية إن الرئيس السابق صدام حسين أرسل بهن إلى مصر لممارسة مهنة الرقص بعد أن قبض عليهن في قضية الأنفال.
وقال المدير الإعلامي لوزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان فؤاد عثمان في مقابلة تلفزيونية، إن قضية بيع صدام حسين فتيات كرديات للعمل في ملاهٍ ليلية في مصر وثقت من خلال خطاب رسمي للاستخبارات العراقية عثر عليه إثر سقوط النظام السابق في عام 2003. وتشير هذه الوثيقة إلى "بيع" نظام صدام للفتيات الثماني عشرة الكرديات للعمل في الملاهي بمصر.
يذكر أن حملة الأنفال التي شنّها النظام العراقي السابق ضد مناطق كردية في إقليم كردستان شمال العراق عام 1988 وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب والسورة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة.
وقد قام بتنفيذ تلك الحملة قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وافواج ما يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي انذاك من الأكراد لمحاربة أبناء جلدتهم، وقد تضمنت العملية ست مراحل وأدت إلى مقتل وتشريد عشرات الآلاف من الأكراد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع