إنا بـِهُن َ نكتمل ُ


شعر / مثنى عبيدة حسين



تبكي حقك َ


أيها  الرجل ُ
 

فإنا  بـِهُن َ نكتمل ُ
 

أرجوك ..  لا ..  تـُخفي  دموع َ المقل ُ
 

حبيبتي
 

مشينا ..  عِشنا .. حياتنا والعمر ُ
 

سوية ً يداً بيد ٍ حتى القبر ُ
 

أستذكرُ  كيف َ جمعنا القدر ُ  

 
صغاراً بالحب ِ والمودة َ والرحم ُ
 

حتى  رُزقنا  بالبنات ِ والولدُ
 

نكافح ُ لأجلهم تفديهم المهج ُ

 
نسهر ُُ الليل  َ حتى  الفجر ُ

 
أن أنتابهم كابوساً...  ففزعُ
 

نمسح ُ قطرات ُعرق ٍ يـُصبب ُ

 
من  جباهن  مضيئة ٌ كالقمرُ
 

في الصباح ِ نرجوهم ينهض ُ

 
يــُنيرون عالمـُنا بهم نكتحل ُ

 
للمدارس ِ على الرقاب ِ نحمل ُ
 

 يرفرفون ُ بيارق ٌ علم ُ

 
فخراً تيهاً بهم نفتخر ُ
 

نضحك ُ حين ينطقون َ الحرف ُ


نـُخفي أسنانهم حين تسقطوا ُ
 

نـُطلق ُ لهم الضفائرَ والشعر ُ منسدل ُ

 
حتى لا تعرفَ من البنت أو الولد ُ

 
في الساحات ِ يلعبون َ والفؤاد ُ يبتهج ُ

 
سنة َ بعد سنة ٍ يكبرون َ ونحن نقصر ُ
 

شبابهم  يـُضيءُ  أيام َ الهـِرم ُ

 
تتزوج ُ الكبرى وسعادتنا تكبر ُ
 

لحظة َ نراها تقدم ُ
 

طفلـُها على  الظهر ِ يلعب ُ
 

نجاريه ويجارينا نخسر ُ

 
سباقاً  لم تعد تحتمله القدم ُ

 
يمتلأ البيت َ   بالأحفاد ِ  والصور ُ
 

سعادة  ٌ على  الجدران ِ  تنتشر ُ

 
الورد ُ بحديقتنا يزهر ُ
 

الأشجار ُ تعلو تشمخ ُ
 

حتى أشتد علينا يوماً مرض ُ
 

بقينا نحصي أنفاسنا نرتجف ُ
 

عيوننا  زائغاتٌُ وجل ُ
 

 من منا أولاً يرتحل ُ
 

كنت ِ تقوليها  لا تترجل أيها الرجل ُُ

 

عن صهوة ٍ حياتي فهي بعدكَ عدم ُ

 
كيف َ تمضي أيامي بلا سند ُ ؟
 

قد صبرتَ على  الألم  ِ دهراً ينصرم ُ
 

أكمل َ لأجل ِ عيني فهي دونك َ لا تبصر ُ

 
حبيبتي سأقهر ُ هذا الوجع ُ
 

لأبقى بعزم ِ الله كالجبل ُ

 
أربط ُ على  الجراح  ِ أحتمل ُ
 

فقد أحببت حياتي إذ بك ِ تكتمل ُ

 
لكن  لماذا  أرى  وردك ِ يذبل ُ

 
يـُصفر ُ... يـِسقط  ُ الورق ُ
 

ساعة اقتربت يد ُ المنون ِ والأجل ُ



سقطت  ُ مغشياً  من الحزن ِِ و الوله ُ
 

حتى سمعت ُ صوتك ِ خافتا يسأل ُ
 

أين الحبيب ؟؟ هات يـــِديك َ ألمس ُ أُقبل ُ
 

أوصيك َ  بنفسك ِ فلا  تتركني  أقلق ُ

 
نفسي  يا روحي  بك ِ  تتنفس ُ
 

أُثبت  أصبر َ  فغداً  لقاء ٌ يجمع ُ
 

عند َ رب ٍ كريم ٍ يرحم ُ
 

حتى أذا سار َ النعش ُ والركب ُ


دعوت  الله  الرحمة َ... الصبر َ..  والجمع ُ

 
بمن  كانت  له  تتعبد ُ

 
صلاحا تقوى قول ٌ عمل ُ
 

اِمرأة ٌ
 

يخفق ُ بحبها القلب ُ

 
فحـُق َ  لفراقها  ينزل ُ الدمع ُ



أمي.. أختي.. زوجتي.. البنت ُ



فلن يـُلام َ محباً للقوارير ِ* والزوج ُُ
 

فإنا بـِهـُنَ مذ  خـُلقنا نكتمل ُ




القوارير / وردت في حديث نبوي شريف ( رفقاً بالقوارير ) أي النساء .

كتبت من وحي قصيدة إلى ( أكرم جوار ) التي كتبها زوج مفجوع بفقد زوجته ، له ولكل  من  فقد َ زوجته  شريكة  العمر ُ أهديهم قصيدتي هذه .

26 / 7 / 2012

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

786 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع