ا.د جبار جمال الدين
مرت قبل أيام قليلة مناسبة غالية عزيزة على قلوبنا الا وهي مناسبة عيد الأم وقد تذكرت واحدة من الأمهات العراقيات الخالدات وهي السيدة سنيورة ابراهيم معلم والدة أخي في الروح والانسانية وحب العراق البروفيسور سامي موريه هذه الأم التي أنجبت رجالا أوفياء كان حب العراق زادهم وماء دجلة والفرات رضاعهم وكانت روح الاخوة والتسامح هي من أنبل صفات البروفيسور سامي واخوته الذين ظلوا أوفياء لأرض الرافدين أرض أجدادهم ومرابع صباهم لأن منبعهم منبع طيب وحضن والدتهم كان حضنا عراقيا بامتياز فتحية لهذه الأم الرؤوم ولابنائها البررة وصدق الشاعر الرصافي حين قال في احدى قصائده_ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
سنيورة الحب أم سنيورة الأمل هما أثنتان بقلب واحد خضل
كانت تشع باخلاق مهذبة سارت على دربها ساداتنا الأٌول
سنيورة أمة في الطيب واحدة طبع فريد وأوصاف بلا مًثل
إني سلكت دروب العمر قاطبةً من موحشٍ مقفرٍ فيها ومن جذل
وطفت في عالم الأخيار منتقلا من راهب عاكف او زاهد وجل
فلم أجد مثل سنيورا وفتيتها أغصان بان نمت في الاس والحلل
هي الربيع إذا مازرت روضته غناء طافحة بالبشر والقبل
يا أم سامي وألوان مصائبنا نسير من حدث دام الى أجل
من مثل شخصك أوصاف منمقة فمن حنين إلى شوق إلى خجل
أضحى العراق يئن الحزن في دمه وكان بالأمس تاج الكون والدول
ما زلت للآن في التذكار باسمة ما زلت للآن في اخلاقك الأُول
ما زال صوتك يجري في مسامعنا عذبا نديا كطعم الشهد والعسل
يا من قدمت لرب العرش طاهرة حاشاك من خطأ حاشاك من زلل
تفنى الجسوم وتفنى كل آصرة لكن ذكرك باق غير مرتحل
رسولة الحب في عصر وفي زمن غابت به نفحات الطهر والرسل
سيذكر البر دوما أن سيدة كانت إلى الخير تسعى دونما كلل
يا أم سامي سلام الله ما طلعت شمس على الناس في سهل وفي جبل
عذرا وصفحا إذا ما خانني كلمي يا بيرق المجد مرفوعا على زحل
صعدت للعالم العلوي حاملة سر الخلود وسر الحب والمثل
وأنت أعصى على موت وغائلة وأنت اكبر من حتف ومن أجل
شاء الإله بأن يلقاك مشرقة رمزا لمأثرة نبعا لمنتهل
قد كنت للخير دربا لاشبيه له لذا تألقت في قول وفي عمل
أراك في كل وجه مشرق حسن في ضحكة الطفل في ترنيمة الغزل
في بيدر حف بالنعمى وما حفلت به الأماني من صاح ومن ثمل
هذي رسالة حب قد بعثت بها غراء إن حال بعد الدار لم تحل
847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع