سقط النظام البعثي , وبالطريقة التي لا نعلم , ان كان قد سقط فعلاً , ملفات العقاب الجماعي لا زالت بيد ذات اعضاء الفرق الذين افتتح فيها مظالمنا , ولا زال يتنفس بذات الرئة البعثية داخل مؤسسات الدولة .
ذهبنا خلف ( التحرير !!! ) حد ابواب منطقته الخضراء , فوجدنا انفسنا امام كذبة ذات ثلاثة جغرافيات , لا خيار لنا الا ان نتوزع عليها , وتحت سكراب عقائدها وايديولوجياتها واوهامها والمصنع من احزابها وقياداتها , فقدنا العراق الذي كان , مضغوطاً علينا ان ننساه وطناً وانتماء وهوية , وارتداء الأسماء والهويات المطرزة بأشكال وزخارف الكراهية والأحقاد والخوف من بعضنا , كل داخل مثلثه .
المثلثات التي تشكلت منها حكومة الشراكة ( الوطنية !!! ) , رأسها المؤمم داخل جدران المنطقة الخضراء , استوظف مهام اشعال حرائق الفتن وتفريخ الأزمات والتأهب للأقتتال عند تماس حدودها المتنازع عليها .
المثلث الجنوبي , يريد التمدد طائفياً بأتجاه شماله , والمثلث الشمالي يتمدد قومياً بأتجاه غربه وجنوبه , مثلث الشمال الغربي , حالماً عنصرياً وطائفياً ان يعيد شماله وجنوبه الى حضيرته القطرية , الأحقاد والكراهية وسؤ الفهم الأستغبائي , ورغبة الأنتقام من الشقيق الذي كان شريكاً في المواطنة تجذرت كثقافة للهويات الفرعية , حاضر المواطن ومستقبل اجياله معلقة بمواد دستور المثلثات , وتحت رحمة رموز الأزمات وجنون التصعيد وتبريرات الموت اليومي , يبقى الأنسان العراقي مهمشاً مغيباً ذليلاً مستسلماً لقدره مستعداً للفداء والتضحية بالروح والدم والحاضر والمستقبل من اجل سلطة وثروة ووجاهة واجهزة الرؤساء والقيادات الضرورة , في جميع الحالات لا حاضر له ولا مستقبل لأجياله , رهينة في ذمـة الذين لا ذمة لهم .
العراق الذي تقاسمته المثلثات , وابتلعت فيه الهويات الفرعية كامل الهوية الوطنية المشتركة , فقد ماهيته الحضارية والتاريخية والجغرافية , فالمسيحي , اغتيل وفجر بيته واماكن عبادته ومراكزه الأجتماعية والثقافية , اوهجر وهاجر مضطراً لتكتمل عملية الأستيلاء على ارض اجداده , الصابئي المندائي , قد اكتملت عملية اجتثاثه من جغرافيته وبيئته الحياتية , الأزيدي ’ كفر وفجر وهجر عن ارض لا يأتمن بغيرها , وهكذا بالنسبة للمكونات الأخرى .
لقد انكمشت تلك المكونات الحضارية على نفسها , مذعورة بين المفتعل من ازمات وصراعات المثلثات الأكبر وغادرت العراق مفجوعة به , وتركته وطناً اعزلاً بين حيتان المثلثات المتوحشة .
بين هوس المثلثات ( الشيعية السنية الكوردية ) , اكتملت غيبة العراق هوية وجغرافية وبشر وسيادة وبقايا دولة تركها ( التحرير !!! ) علفاً للأقليم وبعض المحافظات التي تحاول التأقلم .
نسأل طواويس العملية السياسية , هل رائيتم او سمعتم عن مسؤولين كبار مثلكم , خدعوا وسرقوا اهلهم, الى هذا الحد ... او احتقروا دماء وارواح شهدائهم واستهانوا بكرامة وحقوق ضحاياهم الى هذا الحد ... واشبعوا اوطانهم تأجيراً وبيعاً الى هذا الحد ... واتخذوا من جلادي الأمس شركاء لهم الى هذا الحد .. ؟؟؟؟ , مثل هذا يحدث فقط اذا اتخذتم من المخصي صدام حسين مثالاً وقدوة .
نسألكم سرب الثقافة المدجن , الا تخجلون وانتم تعدون مقالة تجديد بيعة السطان كما هو امسكم القريب , حيث استوحيتم عناوين ومقدمات ومصادر طروحاتكم وبحوثكم ومؤلفاتكم وقصائدكم وهـز ارداف انتهازيتكم من تخريفات الجاهل المخصي ... ؟؟؟؟ ... والآن تتسكعون اسراباً حول موائد بعض المؤسسات الأعلامية المحلية والأقليمية والدولية , تلتقطون من حولها فضلات سحت قد تساقطت من بين انياب مفترسي العراق ... ويذهب بكم التعري الى الرقض على اضلاع القضية العراقية ... ؟؟؟ .
الا تعلمون : ان مصير اولادكم واحفادكم سيتقرر مع مصير وطنهم وشعبهم .. ؟؟ , الا تعتقدون انكم غير مؤهلين للأتعاض , بأن نهاية امسكم سوف لن تكون اقل عاراً من نهاية غدكم , وقد تتعفن فيكم بضائعكم وترفضها ذائقة الرأي العام .
واخيراً ... تصرخ رئـة الناس سؤالاً :
اين العراق الذي كان قبل ان يتكون الذين غزوه واذلوه وزرعوا فيه وسلطوا عليه قردة الصدفة الذين لا يستحقوا الأنتماء اليه .
اين هو ... اين ... اين .. ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
804 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع