لغز الإساءة الى الإسلام للإنتقام من ابن الوطن
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
من القصص التي تعلمناها في القراءة المدرسية ان ملك الغابة سن قانوناً يحرم على الحيوان افتراس اخيه الحيوان وإن الجميع يجب ان يعيشوا في الغابة بحبوحة من السلام والتعايش المجتمعي ،
وأن يصار للاستفادة من القوانين البشرية لترسيخ حقوق الحيوان في الحرية وحق الحياة ، وبعد شرعنة تلك القوانين في الغابة غامر خروف وديع ان يشرب الماء مع الذئب على اعتبار ان الغابة اصبحت تحكمها دولة القانون وبدأ التعايش بين المكونات الحيوانية ، وهنا اراد الذئب ، تحت طغيان غريزته ، ان يفترس الخروف الوديع ولا بد ان تكون هنالك حجة مقنعة لمخالفة القوانين والأنظمة الديمقراطية في التعايش ، فقال الذئب للخروف : لماذا يا اخي عكرت الماء الذي اشربه ؟ فأجابه الخروف ببراءة :
يا صديقي العزيز الذئب الوديع انت تشرب من المنبع وأنا اشرب من الساقية ، فلا يمكن لي تعكير الماء الذي تشربه ، لكن الذئب عكف على تبرير رغبته في افتراس الخروف فقال :
يا اخي الخروف الآن تذكرت ، والدك بالأمس هو الذي عكّر الماء الذي شربته ، فينبغي ان افترس ابنه، فهجم الذئب على الخروف وافترسه ، هكذا التبريرات دائماً لها حضور ولا تحتاج الى شطارة ودهاء .
نحن المسيحيون في هذه الديار ( الديار الإسلامية ) حيث اصبحت كذلك بعد الفتح العربي الإسلامي ، اصبحنا رهائن عند شركائنا في الوطن من المسلمين ، لقد دأب العرب المسلمون منذ القرن الأول الهجري على فتح وتعريب وأسلمة وطننا العراقي بعد القرن السابع الميلادي . وذلك التاريخ ايضاَ شكل نقطة البداية لتحويل العراق من بلد مسيحي في القرن السابع الميلادي (القرن الاول الهجري) ، حيث كانت تنتشر الأديرة والكنائس والمدارس في عموم بلاد ما بين النهرين ( العراق القديم ) والذي كانت تقدر نفوسه بحوالي تسعة ملايين نسمة ( العدد مقدر بحسب ملايين الدنانير التي كانت تستحصل من دافعي الجزية ) من اهل الكتاب من المسيحيين واليهود . وكان المسيحيون يشكلون اكثر من 90% والبقية 10 بالمئة هم من اليهود والزرادشتية والمانويين وعابدي الأوثان كالاشوريين والكلدان والآراميين وغيرهم من الذين احتفظوا بدياناتهم القديمة .
هكذا تقلص عدد المسيحيين بمرور الزمن في العراق وفي مصر وسورية وشمال افريقيا وتركيا وغيرها . وسوف نبقى في هذا المقال نتحدث عن المسيحية في بلاد ما بين النهرين ( العراق في الوقت الحاضر ) ، فإن كان تمتع المسيحيون في زمن الدولة العباسية بمساحة لا بأس بها من الحرية الدينية في كثير من الأحيان ، فإن هجوم تيمورلنك واستباحته بجحافله المتوحشة القرى والحواضر العراقية عام 1400 م ، فقد كانت نقطة البداية لتفريغ المدن الكبيرة من المسيحيين ، فاليهود كما يقول يوسف غنيمة في كتابه " نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق " بأنهم مالوا مع الريح لحين مرور العاصفة اما المسيحيون فقد اسـتأثروا الترحال ليستقر بهم المقام في جبال كوردستان العاصية ،وهكذا اصبحت عليه الحال لحين هدوء العاصفة لتجد تلك المدن العراقية عودة مسيحية من جديد لكن بعد عقود وقرون من الزمن .
في عهد الأمبراطورية العثمانية كان يسري نظام الملل على المكونات الدينية غير الإسلامية كاليهود واليونانيون والأرمن والكلدان والنساطرة ،وفي كل هذه القرون كان الميزان في صالح الدين الإسلامي على حساب المكون المسيحي ، وحين بلوغنا عام 2003 كانت حصيلة الوجود المسيحي في العراق تبلغ حوالي 3% ، وقد غمرنا التفاؤل بسقوط الدكتاتورية وإرساء النظام الديمقراطي ، الذي يكفل المساواة والعدالة الأجتماعية ، ولكن تفاؤلنا كان في غير محله ، إذ سادت الأوطان حالة من الفوضى والخوف والذعر ، وبحق كانت موجة كارثية على المكونات غير الإسلامية التي اصابها ليس قليلاً من الارهاب والقتل والتشريد ، وكانت اشبه ما تكون بهجمة تيمور لنك في نتائجها ، من حيث تفريغ المدن العراقية من اتباع الديانات غير الأسلامية .
الغريب في هذه الهجمات بعد 2003 انها تميزت بالعنف الدموي والتفجيرات والخطف والأبتزاز وكل ما يعمل على قلع تلك المكونات ( غير الإسلامية : المسيحيون والمندائيون ) من جذورها العراقية ، وتدخلت الحكومة لكن تدخلها كان بعد فوات ، إذ كانت اعداد مهمة من هذه المكونات قد وجدت طريقها في الهجرة واستقرارها في الدول التي تحترم حقوقها وكرامتها الإنسانية كالدول الأروبية واميركا واستراليا .
وكان ثمن الإصرار على البقاء في الوطن يعني تحمل المعاناة وتبعات وردود فعل على اي جملة او حديث او رسم او تصريح يدرجه المسلمون ، او ما يطلق عليه الإسلام السياسي ، في خانة الإهانة او الإساءة للاسلام او نبيهم . وهكذا كان تصريح البابا بندكتس الساس عشر الذي صنف على انه يشكل إساءة للاسلام فعلى المسيحيين في العراق والشرق الأوسط الأستعداد لدفع القرابين والضحايا ثمناً لتلك الكلمات التي اعتبرت إساءة للأسلام .
وحينما اسلمت أمرأة ( او اجبرت على الإسلام ) في مصر ثم تراجعت ، وفي المصطلح الإسلامي ينطبق عليها حكم المرتد او المرتدة عن الأسلام وهو حكم الإعدام ، ولكن المرأة تمت حمياتها من قبل اهلها او من قبل قريتها ، وكما هو معلوم فإن المصلين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد الذين لا ناقة لهم ولا جمل بتلك الحادثة ، مع ذلك كان عليهم دفع الضريبة ففجرت الكنيسة بمصليها ، وكانت النتيجة عشرات الضحايا من الناس الأبرياء بين شهداء ومجروحين .
الحوادث كثيرة بجعل ابناء هذا الوطن رهائن وأوراق مساومة في الوطن الذي يطلق عليه اسم الوطن العراقي ، من المسيحيين والمندائيين والإيزيديين واليهود ، والأخيرين وجدوا لهم ارضاً ينعمون فيها بسلام وبقينا نحن كرهائن بيد ابناء وطننا من المسلمين ، والشئ بالشئ يذكر ، فالإيزيدية ايضاً كان لهم نصيبهم من تلك الحملة الدموية .ودائماً كان السبب انهم اخطأوا بحق المسلمين بطريقة ما ، والويل والثبور لمن يغلط هو او ابن عمه او احد ابناء عشيرته او دينه في ارجاء الكرة الأرضية بحق الإسلام فنحن ابناء هذا الوطن من المسيحيين نتحمل وزر ذلك الغلط او تلك الإساءة . الوقائع اليومية كثيرة في الإنتقام او التخويف والإرهاب بشتى الوسائل والطرق للمكون المسيحي في العراق او في مصر او لبنان او سورية وغيرها من الدول الإسلامية .
والفيلم الأخير الذي ادرج في خانة الإساءة للاسلام حقق اصحابه او منتجيه الأهداف التي ارادوها ، إذ كان الرد الفعل الغريزي المنتظر ، وكان مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز في ليبيا وثلاثة من مرافقيه، وليس مهماً ان يكون هذا السفير قد ساهم في إنقاذ ليبيا وشعبها من الحكم الدكتاتوري ، فالمهم الأنتقام ، ولا يمكن لهذا القوم ان يعرفوا معنى الحرية التي قال عنها الرئيس الأمريكي اوباما في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها 67 يقول :
دستورنا يحمي حق حرية التعبير عن الرأي ، ويضيف : ان غالبيتنا مسيحيون في الولايات المتحدة ولكننا لا نمنع تعابير ضد مقدساتنا ... انا كرئيس للبلاد وقائد للقوات المسلحة اقبل بأن اناساً سيسيمونني اسماء سيئة وسادافع عن حقهم بذلك .
إن الأقليات تحت الحكم الإسلامي لا يمكن ان ينطبق عليها حكم المواطنة العادلة ، فالحكم الصحيح والعادل يعطي الحق للمواطن الإيزيدي والمندائي واليهودي والكاكائي والشبكي والمسيحي إن كان من الكلدان او السريان او الأرمن او الآشوريين ، وكل إنسان من اتباع الديانات الأخرى غير الإسلامية ، يكون لأبناء هذه المكونات حق أن تحكم بلدها ، فلماذا لا يجوز لي او لغيري من ابناء هذه المكونات ان نتبوأ منصب رئيس جمهورية او رئيس وزارء في العراق مثلاً ؟ إن كان احدهم يملك من المؤهلات ما يناسب هذا المنصب ؟
إن حقوق المواطنة في العراق بالنسبة للاقليات كانت دائماً تختصر بمجئ حاكم يحمل في قلبه الرحمة والشفقة ، فيرحم بحالهم ويخفف عن كاهلهم الضرائب وينقذهم من تطبيق احكام اهل الذمة التي لا تلائم وروح العصر ، هذه كانت ذروة امنيتهم على مدى قرون تحت الحكم الإسلامي .
في العصور الحديثة حيث تسود لوائح حقوق الأنسان التي تساوي بين البشر ، وحقوق الأقليات ، حينما يطالنا القتل والتشريد فيقال لنا ، إن هؤلاء الذين يقومون بتلك الأعمال لا يمثلون الإسلام ، والإسلام دين مسامح ولا يفرق بين الشعوب ، لكن كيف نفسر عمليات القتل ولأنتقام من اناس يصلون في كنيسة سيدة النجاة في بغداد ؟ ولا نريد ان نتطرق بالتفصيل الى مسلسل العنف الدموي ضد اناس ابرياء جريرتهم انهم يحملون هوية دينية مخالفة للاسلام ؟
هنالك من يتحفنا ليقول ان هؤلاء من المتعصبين ، وهنا ينبري سؤال مهم وهو : يا ترى إن كان هؤلاء متعصبين ، فمن هم المسلمون الحقيقيون ؟
في الحقيقة اشار اليّ احدهم ، فيقول ، بالرغم من وجود سنة وشيعة فهنالك تقسيم آخر للعالم بين مؤمن مسلم وبين كافر غير مسلم، وبين دار الإسلام ودار الحرب . وأحد اصدقائي كان يقول ان الأسلام هو الحل ، وهنا يطفو على السطح سؤال مفاده : اي إسلام هو الحل ؟ فالذي نعرفه نحن اتباع الديانات الأخرى ان ثمة سنة وشيعة ، ولكل منهما رؤية مختلفة ، كما يبرز امامنا ثلاثة انواع من الإسلام ، النموذج الأول قرأت عنه لأبن عربي الذي فيه مساحة كبيرة من التسامح ويدعو الى التعايش مع الآخر ( غير المسلم ) وعن منطقه في الحب يقول ابن عربي :
لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيـت لأوثان و كعبة طائف وألواح توارة ومصحف قرآن
ويبدو ان تركيا اليوم اختارت هذا الطريق بالرغم من تاريخها الملوث بإبادة المسيحيين من الأرمن والكلدانيين والآثوريين . والشكل الآخر وهو هو حكم الأخوان المسلمين الذي أفرزه الربيع العربي ، وهو يسترشد بمنظرّهم حسن البنا ، والنوع الثالث هو الأسلام السلفي الذي يريد ان يعود الى جذور الدين والحياة المجتمعية الى فترة التكوين الإسلامي في القرن الأول الهجري ويمثل هذا التيار ابن تيمية .
في الحقيقة نحن المسيحيون لا ندري مع من نتعامل ، من هو الصحيح بين هذه الفرق الأسلامية إن صح التعبير ؟ هل هم جماعة طالبان والقاعدة ؟ ام جماعة بوكو حرام في نيجيريا الذين اشتهروا بمحرقتهم ؟ التي اسدل الستار عن فصولها ، وكأنها حدثاً عابراً لا يستحق حتى الإشارة اليه .
ام اسلام اية الله الخميني ، ام هو الأسلام التركي الذي فيه بصمات علمانية ، ام هم اصدقاء نعرفهم يرتادون الحانات والملاهي ويتعاملون معنا بروح المواطنة الحقة ، دون ان يحاولوا الأعتداء على غيرهم من بني البشر ؟ ام هم شريحة الكتاب والمثقفين والأدباء من المسلمين الذين يسطرون بأقلامهم الحرة كلمات الأخوة والرجولة والدعم لأبناء وطنهم من المسيحيين والمندائيين والإيزيدية ويقفون الى الى جانبهم بكل صراحة وشجاعة . ام هم الذين يخطبون في مكبرات الصوت من الجوامع ، ويقولون اللهم دمرهم تدميرا وحطمهم تحطيما ، وارسل لهم داء ليس له دواء .. او ان نسمع خطبة تقول : بأن لا يشتروا املاك المسيحين لأنها حلأل لأخوانهم وأبناء وطنهم من المسلمين ؟
في اوروبا ثمة انطباع عن الإسلام مفاده انه دين عربي غير متسامح او متعايش مع الأديان والثقافات الأخرى ولا يقبل بالتطور والأنفتاح على الآخر ، وهذه الرؤى ناجمة عن واقع الدول العربية والإسلامية بشكل عام حيث يسودها التخلف الفكري والأقتصادي والأجتماعي وتحكمها طبقة سياسية مؤدلجة دينياً وسياسياً .
من اجل دحض تلك الرؤى ألا يجدر بالمسلمين ان يبرهنوا عكس تلك النظرية وذلك على الأقل بالتعايش السلمي مع ابناء جلدتهم من ابناء وطنهم ؟
ثمة خطأ شائع في العراق وربما في الدول العربية الأخرى ، وكأن تاريخ العراق يبدأ من الفتح الإسلامي ، وقبل ذلك كان العراق والأمة العربية جمعاء كانت في جهل وظلام مطبق ، وهذا ادعاء مخالف للحقيقة والواقع ، فالبقايا من الشعوب الأصيلة كالكلدان والسريان والآشوريين والمندائيين والأيزيدية والأكراد يمثلون تاريخ وحضارات العراق القديمة ، ومن المفيد والإنصاف بأن يدمج تاريخ هؤلاء الأقوام بمشروع لتعليم التلميذ العراقي تاريخ وحضارة وثقافة هذه المكونات الى جانب التاريخ العربي الإسلامي .
كما ينبغي تدريس التلاميذ ان التاريخ العربي قبل الإسلامي كان واحة من الإزدهار والديمقراطية والحرية ، فعصر العرب قبل الأسلام لم يكن عصر الجاهلية ، حيث كانت حرية الأديان متاحة للجميع في الجزيرة العربية ، وكانت مكة حاضرة تمثل كل الأديان يؤمها ويحج اليها اتباع كل الأديان السماوية والطبيعية الى ان جاء الإسلام وأبقى مكة محجاً للاسلام فحسب .
بغية خلق ثقافة منفتحة عند الأجيال الجديدة ، ينبغي ان يعلم هؤلاء ان المكونات غير الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية هي مكونات اصيلة وهي جزء من الوطن وليس هؤلاء دخلاء ولا عملاء للامريكان وغيرهم إنهم ابناء الوطن المخلصين ، هذا هو الطريق القويم في تربية وتثقيف الجيل الجديد . وهذا هو اول الطريق لجعل الإنسان المسلم متسامحاً ومتعايشاً مع الأنسان الأخر غير المسلم . إن نشر وتعليم تاريخ هذه المكونات هو البديل لخلق ثقافة التسامح وهو البديل الصحيح لخرافة حوار الأديان والحضارات ، إن عقد مئات المؤتمرات من اجل نشر مبادئ السلم والتعايش سوف لا تقدم ولا تؤخر في تخفيف الوطأة عن كاهل اتباع الديانات الأخرى في البلاد الإسلامية .
إن المكونات العراقية الأصيلة هي جزء من الأنثروبولوجيا والتاريخ العراقي الأصيل ، ليس من المعقول جعلها رهائن بيد الأكثرية الإسلامية ، يصار الى الأنتقام منها عند صدور اي عمل يصنف انه إساءة للاسلام .
نحن نعيش بين ملايين المسلمين ولنا علاقات اجتماعية ودية ، وتربطنا علاقات صداقة وتجارة مع الكثير من المسلمين ، ولم نلمس عند اصدقائنا وجيراننا ومعارفنا من هؤلاء المسلمين سوى الأحترام والتقدير . إذن اين يكمن الخلل ؟
ولماذا يستمر الواقع المأساوي هذه الأيام حين العيش مع المسلمين ؟ وما هو الفرق بين الإسلام السياسي والإسلام الأجتماعي ؟ اين هو الإسلام الذي يرغب بالعيش مع الآخر غير المسلم ؟
ونبقى نتساءل :
هل سيبقى الذئب يفترس الخروف ابد الدهر ؟
اليس ثمة طريقاً نسلكه بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم ؟ اين ذلك الطريق لماذا لا نسلكه ؟
او بالأحرى لماذا لا يسلكه المسلمون ؟
إن العالم اليوم يتقدم في السلم الحضاري ، وحينما كان الغرب سيد الشعوب ومخترع صناعتها ومدبر تجارتها ومحرك حروبها طفقت اليوم امم وشعوب اخرى ترتقي سلم التنمية والأستقرار والتطور التكنولوجي ، فها هي دولة اليابان تنفض عنها غبار الحرب لتنافس العالم الغربي المتقدم بصناعتها واقتصادها رغم الكوارث الطبيعية المدمرة التي لحقت بها ، وها هي الصين تنهض وتتناكف مع اقوى الدول المتطورة لتقف في المقدمة ، وها هي دول اخرى تشق طريقها نحو التقدم كالهند وكوريا الجنوبية .. الخ ، ومقابل ذلك بقيت الدول العربية والإسلامية بشكل عام تراوح في مؤخرة الدول في سلم التطور الحضاري .
كل العالم ينظر الى الأمام ، لكن العرب ينظرون الى الخلف والأمجاد التاريخية التي طواها غبار الزمن ، ويريدون تطبيق الماضي الذي كان قبل 1400 سنة ، إن الربيع العربي يثبت هذه الحقيقة ، فحينما توفرت لديهم الحرية وآلية الديمقراطية وقع اختيارهم للرجوع الى الجذور الإسلامية ، ليثبتوا للعالم ان الإسلام هو الحل .
إن الحكم الطائفي الديني في العراق ، رغم مرور تسع سنوات على حكمه للعراق اثبت انه عاجز عن تحقيق طموحات الشعب في إرساء قواعد دولة القانون ، وفي تحقيق الإستقرار الأمني للمجتمع كما فشل في إيقاف الفساد المالي والإداري المستشري في كل مفاصل الدولة .
إن ما يهمنا في وطننا العراقي ان يكون لنا حقوق المواطنة ، وأن يعترف بحقوق شعبنا الكلداني اسوة بالمكونات الأخرى ، وإن لا يتخذ منا كرهائن بيد الميليشيات والإسلام السياسي ، حين وجود تصريحات او رسوم مسيئة للاسلام في منطقة من مناطق العالم . ونبقى نكرر السؤال :
اليس ثمة طريقاً آمناً لا يموت فيه الذئب ولا يفنى الغنم ؟
الدكتور حبيب تومي في 15 ـ 10 ـ 12
867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع