برنامج العلم للجميع .. لنتذكره
المدى. عمر عبدالغفور القطان:سبق الرجل وبرنامجه القنوات العلمية الأمريكية المعربة مثل قنوات دسكفيري جنل وقناة نشنل جيوكرفك العربية بسنوات طويلة.
فكان برنامجه الذي تعود ملايين العراقيين على متابعته كل يوم أربعاء الساعة التاسعة عبارة عن جولة لاطلاع على احدث ما وصل إليه العقل البشري من نتاج علمي كان يقدم بلغة سهلة ومبسطة مفهومة من المثقف وغير المثقف من جميع طبقات المجتمع العراقي
بينما اليوم تخلو أكثر من خمسين قناة فضائية عراقية من برنامج علمي واحد منتج محليا. فمن هو؟ ...
انه كامل أدهم الدباغ الذي ولد بالموصل وتلقى فيها دروسه الأولية وحصل على ليسانس في العلوم من دار المعلمين العالية عام 1947 وعين في وظائف تدريسية وإدارية وأسهم ، في مؤتمرات علمية وتربوية في القاهرة ويوغسلافيا وإنكلترا وألمانيا وإسبانيا وشارك في تأليف كتب علمية في الفيزياء لمدارس ومعاهد عراقية وكتباً لهواة الكهرباء والراديو بلغت (30) مؤلفا علمياً مبسطاً للأطفال والأحداث،..
وترأس مجلة العلم والحياة 1968-1978 وأعد برنامج الجديد في العلم في إذاعة بغداد..
إضافة إلى إعداده وتقديمه لبرنامج ( العلم للجميع)، قدم برنامجه عام (1960) وقادته الصدفة لان يكون مقدمه، حيث اشترط المسؤولون في التلفزيون أن يقوم بتقديمه بنفسه . كان التدريس من أولى اهتماماته ولا عجب فهو أستاذ الفيزياء لسنوات طوال في عدة مدارس في بغداد وتخرجت على يديه نخب من الطلاب المتميزين.لقد دأب الجمهور على متابعة برنامج العلم للجميع الذي أصبحت له علاقة مهمة في حياتهم، آذ من خلاله كانوا يتابعون أخر المبتكرات والاختراعات التي تفصح عنها مواهب الشباب العراقي، وما يستجد في الساحة العالمية من اختراعات ومعلومات وإخبار علمية جديدة .
كان له الفضل الكبير على الحركة العلمية للشباب في العراق في نهاية الستينات والسبعينات من القرن الماضي بتأسيسه لمديرية الرعاية العلمية للشباب والتي كانت تتبع وزارة الشباب ومنها تخرجت أجيال من الشباب العلمي الواعي . دفعه حبه لبلاده ومجتمعه، وحرصه الشديد على تنمية القدرات العلمية، واندفاعه لأجل إيجاد جيل علمي ينافس الأجيال المناظرة في العالم المتقدم .
ترك برنامجه (العلم للجميع) وقعاً طيبا في الشارع العراقي على رغم من توقفه عام 1992 ووفاة مقدماه (رحمها الله) فهي وقفه وفاء لمن قدم شيء مميزا لوطنه ومجتمعه..
هل تذكرون هذا الوجه من على شاشة تلفزيون بغداد ؟
نعم انه الدكتور قدامه عبدالله الملاح 1949-1999الذي شارك المرحوم كامل الدباغ برنامجه في أخر سنوات تقديم البرنامج وكان يعد خليفته. ولد في الموصل وأنهى دراسته الأولية فيها وحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة من ألمانيا الغربية وعين في وظائف عدة منها معاون عميد كلية الهندسة/ جامعة بغداد. ورئيس قسم الهندسة فيها. وعضو جمعية المهندسين الألمان وعضو جمعية التقنية الألمانية
حضر أربعين مؤتمراً عالمياً وعربياً حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية 1990 ومشابهات رقمية 1990 وعمل في برنامج العلم للجميع مع كامل الدباغ وقدم برامج علمية أخر من على شاشة تلفزيون بغداد وتسلم البرنامج بعد وفاة الدباغ كان احد أهم كتاب مجلة علوم العراقية المشهورة على الصعيد العربي توفي عام 1999 ودفن في النمسا.
1148 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع