الروائي إميل حبيبي والمحامي بهاء الدين الطود وملف التعويضات المادية…!!
وريغ لحسن
بين أوراق ملفاته وكتبه، عثر المحامي والروائي بهاء الدين الطود على وثيقة كان قد توصل بها من طرف الكاتب والروائي والمسرحي الراحل إميل حبيبي (1996-1921).
وهذه الرسالة/ التوكيل بعث بها إميل حبيب إلى بهاء الدين للتفاوض باسمه ونيابة عنه مع وزارة التربية الوطنية قصد الحصول على حقوقه المتعلقة بتدريس إحدى رواياته. وكانت وزارة التربية الوطنية قد اختارت رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" التي صدرت طبعتها الأولى سنة 1974. وهي الرواية التي عبرت عن المعاناة التي كان يعيشها سعيد أبي النحس المتشائل (بطل الرواية) في فترة الحكم العسكري التي فرضته إسرائيل على عرب الداخل. وقد تفوق إميل حبيبي، كعادته في أعماله السردية والمسرحية، في اختيار كلمة "المتشائل" لوصف حقيقة ما يجري في دواخل الشعب الفلسطيني. فعبارة"متشائل" نحت من كلمتين هما "متشائل" و"متفائل"، مما يحيل إلى معنيين إثنين. وجاء في الرواية على لسان بطلها سعيد أبي النحس:«خذني أنا مثلاً، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل . فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل».
بالعودة إلى الرسالة/ التوكيل، فقد كتب الراحل إميل حبيبي بخط يده هذه العبارات يوم 31 غشت 1993بمدينة أصيلة: «أشهد، أنا الموقع أدناه الكاتب والروائي والمسرحي إميل حبيبي ، الحامل لبطاقة التعريف رقم بطاقة الهوية 20463865 والصادرة في مدينة الناصرة، بتوكيلي الأستاذ المحامي بهاء الدين الطود للقيام بتمثيلي لدى وزارة التربية والتعليم بالمملكة المغربية، وإن اقتضى الحال لدى كل مؤسسة مسؤولة عن تقرير كتابي الحامل لعنوان« الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل»، ضمن مناهج التدريس في المملكة المغربية. وكذا التفاوض نيابة عني قصد الحصول على حقوقي وتعويضاتي المادية التي يسمح بها القانون». ولحظة عثوره على هذه الرسالة/التوكيل، قام بهاء الدين الطود بنشرها وتعميمها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معلقا عليها بما يلي:«وأنا أبحث هذا اليوم بين أوراقي في مكتبي، عثرت على هذه الوثيقة التي أعادتني إلى زمن مضى، حين وكلني فيها الروائي الفلسطيني الصديق رحمة الله عليه إيميل حبيبي، لأنوب عنه في مواجهة وزارة التربية والتعليم المغربية، التي قررت تدريس مؤلفه "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، دون أن تستشيره في ذلك أو تسدد له مستحقاته القانونية.» هل استجابت وزارة التربية الوطنية للرحل إميل حبيبي ومكنته من مستحقاته؟ وماهي قيمة هذه المستحقات التي تكون قد سددتها الوزارة للروائي الفلسطيني؟ لماذا لم تستشر الوزارة الروائي الفلسطيني قبل اختيار رواتيه ضمن مناهجها الدراسية؟… الجواب عن هذه الأسئلة سيبقى معلقا حتى إشعار آخر…!!
وريغ لحسن
1082 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع