
سعاد عزيز
الاوضاع السلبية تجاوزت حدود وإمکانيات النظام الايراني
أن تحاول إصلاح عدة حالات خلل وعطب في طائرة في الجو وهي تتهاوى نحو الاسفل، يعتبر بمثابة أمر غير ممکن، إذ أن الطائرة لا مصير لها غير السقوط الحتمي، وهذا ما ينسحب على النظام الايراني الذي تفاقم أوضاعه يوما بعد يوما وتتزايد مشاکله وأزماته والمثير للسخرية إنه وفي وقت قدم فيه خامنئي نصيحته الغبية للشعب بعدم الاسراف کي تتحسن الاوضاع، فإنه ووفقا لتقرير موقع تجارتنیوز، بلغ سعر الدولار في إيران، بعد قفزة قدرها 990 تومان، مستوى غير مسبوق وصل إلى 118,370 تومان. وخلال التداولات، سجل أعلى سعر للدولار عند 118,405 تومان وأدناه عند 117,650 تومان. هذا الاضطراب الحاد والمنفلت يعيد مرة أخرى لفت أنظار الرأي العام إلى الأزمة الاقتصادية العميقة في إيران؛ أزمة لا تعود جذورها إلى عوامل قصيرة الأمد، بل إلى السياسات التخريبية والبنيوية للنظام.
النظام وهو يواجه أزمة جفاف وتلوث غير مسبوق للأجواء في عدة مدن، الى جانب تراکم أزمات ومشاکل أخرى مختلفة، ولاسيما وهو يواجه عزلة دولية غير مسبوقة على الاطلاق ناجمة أساسا عن الحذر منه ومن سياساته العدوانية الشريرة، فإن أوضاعه تزداد تفاقما من حيث سلبيتها المفرطة الى حد يمکن فيه القول وبمنتهى اثقة من إنها قد تجاوزت حدود وإمکانيات النظام في معالجتها والحد من تفاقمها أکثر فأکثر.
لکن المشکلة الحقيقية التي يواجهها النظام والتي من المستحيل علاجها تمکن في حالة الرفض والکراهية الشعبية له وکذلك في نشاطات المعارضة الوطنية ضد النظام ولاسيما المتمثلة في العمليات الثورية والتعبوية التي تقوم بها الشبکات الداخلية التابعة لمجاهدي خلق والتي تزايد في الاشهر الاخيرة بصورة بات النظام يتخوف منها کثيرا خصوصا وإنها تحدث في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة مما يٶکد على إنه"أي النظام" يواجه خطرا وجوديا يتضاعف يوما بعد يوم.
والواقع، إن النظام الذي کان يواجه أصلا مشکلة مزمنة من حيث مد الجسور مع الشعب ونيل ثقته، فإنه الان يواجه مشکلة في مد الجسور مع المجتمع الدولي وإعادة الثقة به ولاسيما بعد سلسلة الحروب والازمات العميقة التي أثيرت في المنطقة بسبب من سياساته المشبوهة وبشکل خاص من خلال وکلائه الذين أصبحوا واحدا من أهم المشاکل الامنية المعقدة التي تواجهها دول المنطقة والتي أثرت وتٶثر بصورة بالغة السلبية على السلام والامن في المنطقة وتلقي بظلالها على السلام والامن العالميين، وکل ذلك يٶکد بإستحالة التعايش مع هذا النظام داخليا ودوليا ولا يوجد أي خيار سوى إسقاطه وإقامة الجمهورية الديمقراطية.

804 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع