توزيع سيارات ومسدسات.. نينوى تواجه الترهيب الانتخابي والتغيير الديمغرافي

           

رووداو ديجيتال:نينوى، تلك المحافظة التي تعد ثالث أكبر مدن العراق، تبعد عن العاصمة بغداد بنحو 465 كم، وتبلغ مساحتها أكثر من 33000 كم مربع، وتشير آخر تقديرات وزارة التخطيط الى ان عدد سكانها يتجاوز قليلاً الأربعة ملايين نسمة، يقطن نصفهم تقريباً في مدينة الموصل، مركز المحافظة، بينما يتوزع الآخرون على باقي مدن وأقضية المحافظة.

وتتمتع نينوى بظروف مناخية جيدة، حيث تنفرد من بين محافظات العراق بطول فصلي الربيع والخريف فيها، حتى سميت بأم الربيعين، ويختلف مناخ المحافظة باختلاف تضاريسها السطحية، حيث تتراوح درجات الحرارة في فصل الشتاء عموماً بين (5 - 8) درجة مئوية وفي الصيف بين (40 - 50).


يخترق نهر دجلة المحافظة بشكل متموّج من الشمال إلى الجنوب ويقسمها إلى قسمين متساويين تقريباً، جانب أيسر وجانب أيمن، وتقسم تضاريس محافظة نينوى إلى ثلاثة أقسام: المنطقة الجبلية والتلال والمنطقة المتموّجة والهضاب.

تتصف الزراعة في نينوى بالزراعة الديمية، ونظراً لوجود مساحات واسعة صالحة للزراعة فيها، فقد تم تخصيص الجزء الأكبر منها في زراعة محاصيل الحنطة والشعير وكذلك القطن والشلب والذرة الصفراء وعباد الشمس والخضروات والبقوليات والبذور الزيتية والاعلاف، كما كانت نينوى تعد، قبل اجتياح تنظيم داعش لها عام 2014، من المحافظات الأولى بالنسبة لإنتاج الحبوب في العراق.

كما تعد محافظة نينوى من المحافظات التي يسكنها خليط من الأديان والمذاهب والقوميات، فمنهم العرب والكورد والتركمان، كما يعيش فيها المسلمون والمسيحيون والصابئة والازيديون والشبك وغيرهم، ويشكل السنّة غالبية المسلمين في المحافظة.

شهدت نينوى موجة نزوح نتيجة المعارك التي حدثت في العاشر من حزيران 2014 حيث اقتحم المئات من مسلحي تنظيم داعش مطار الموصل وقواعد ومعسكرات عسكرية ومقر محافظة نينوى، مما أدّى إلى انهيار جنود الجيش العراقي وانسحاب القوات إلى اقليم كوردستان، حيث تمكّن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة الموصل وأغلب مدن محافظة نينوى، وأعقب ذلك إطلاق ثلاثة آلاف سجين من سجون الموصل.

كما قام التنظيم بإزالة بعض الأضرحة والمراقد في مدينة الموصل وباقي المناطق التي تسيطر عليها، مثل جامع النبي يونس ومتحف الموصل، وحصلت عمليات تغيير ديمغرافي خصوصا للمسيحيين والازيديين وباقي الأقليات، لتقوم القوات الامنية، كالجيش وجهاز مكافحة الارهاب والبيشمركة والحشد الشعبي وباقي القوات الامنية، بالتنسيق وتحرير المحافظة من داعش.

31 مقعداً برلمانياً و3 للكوتا

نينوى، حالها كحال باقي المحافظات، ستشهد اجراء الانتخابات في شهر تشرين الأول المقبل، ووفقاً لمدير المكتب الاعلامي بمكتب مفوضية الانتخابات في نينوى، سفيان حاتم، الذي قال لشبكة رووداو الإعلامية، فان عدد الذين يحق لهم التصويت يبلغ مليونين و372 الف شخص، بينما عدد الناخبين هو مليونين و520 الف، والفارق هو وجود النازحين خارج نينوى، مردفاً أن عدد من يحق لهم المشاركة في التصويت الخاص يبلغ 75 الف ناخب، في الوقت الذي سينتخب النازحون في مخيم الجدعة في محطتين، وبواقع 700 شخص.

وأوضح أن عدد المرشحين يبلغ 402 بالنسبة للتصويت العام، 127 منهم نساء، في حين يتنافس على مقاعد الكوتا 21 مرشحاً، مشيرا الى أن عدد المقاعد البرلمانية المخصصة للمحافظة في مجلس النواب العراقي 31 مقعداً، و3 مقاعد للكوتا.

حاتم لفت الى أن عدد الاحزاب المشاركة في الانتخابات يبلغ 41 حزباً، بينما عدد التحالفات 15 تحالفاً، منوها الى أن عدد من لم يتسلم بطاقات الانتخابات يقدر بنحو 230 الف ناخب، في حين تم توزيع ما نسبته 75% من البطاقات على الناخبين، علما أن آخر يوم لتسلم البطاقات هو الرابع من شهر تشرين الأول المقبل، وعقب ذلك سيقوم المكتب بتسليم البطاقات المتبقية الى المفوضية في العاصمة بغداد.

سطوة الحشود على الناخبين

ورغم تطمينات الحكومة والمفوضية والاحزاب السياسية بتأمين الانتخابات بسلاسة ونزاهة بعيداً عن التزوير ومحاولات ترهيب وترغيب الناخبين، الا ان عدة أوساط ترى أن التخويف وشراء البطاقات وغيرها من الامور التي من شأنها غياب النزاهة والشفافية عن الانتخابات، ستلقي بظلالها على عملية الاقتراع، والتي من شأنها تحديد غير منطقي ولا حقيقي ل ممثلي المحافظة تحت قبة البرلمان العراقي المقبل.

النائب الفني لمحافظ نينوى، حسن ذنون العلاف، قال لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "من الناحية الأمنية للانتخابات في نينوى، فهنالك مساحة كبيرة من الانتخابات مؤمنة وفيها نوع من الشفافية الواضحة، خاصة في المناطق التي تتواجد فيها القوات النظامية، لذا فالعملية ستكون بشكل هادئ، وسيدلي المواطنون بأصواتهم دون ضغوطات".

واستدرك أن "بعض المناطق الموجودة في نينوى تتواجد فيها عشائر تمارس نوعاً من الضغط والتخويف على الناخبين للادلاء بأصواتهم وكذلك في حال عدم التصويت لمرشحيهم"، مبيناً أن "هناك من يملكون حشوداً عشائرية، وهذا الأمر خاطئ، لأن عسكرة الانتخابات هو أمر في غاية الخطورة".

"في بعض المناطق بمحافظة نينوى، مثل سنجار وسهل نينوى، هنالك نوع من الضغط يمارس على الأهالي، وكذلك الأمر في بعض المناطق المحاذية للموصل، بسبب الحشود العشائرية التي تضم مرشحين لدى قادتها"، وفقاً للعلاف، الذي نوه الى أن "اغلب الحشود العشائرية تشكلت بقيادة سياسيين، هي مرشحة للانتخابات وستعمل على توظيف ذلك لمصالحها الشخصية".

ولفت الى ان "قادة سياسيين مرشحين يمتلكون هذه الحشود، ويتم توظيفها للعملية الانتخابية، لذلك لا يتم الاختيار بشكل شفاف، خصوصاً وأن بعض المسلحين سيجعلون من العملية غير نزيهة".

ومن المقرّر إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في العراق، في 10 تشرين الأول 2021 المقبل، حيث ستتم عملية التصويت في جميع أنحاء العراق وإقليم كوردستان.

التغيير الديمغرافي في سنجار وسهل نينوى

العلاف نوّه الى عملية التغيير الديمغرافي في محافظة نينوى بالقول، إنه "في سنجار مثلاً يتواجد 20% فقط من أهالي القضاء على أرض سنجار، وغالبيتهم الان لازالوا نازحين، كما أن عدداً كبيراً منهم غير مسجلين في البطاقات البايومترية"، متوقعاً أن تكون عملية التصويت في سنجار "ضعيفة ولا تمثل التمثيل الحقيقي للجمهور هناك".

أما بشأن نسبة التغيير الديمغرافي في عدد من مناطق المحافظة، ذكر أن "التغيير الديمغرافي في سنجار شملت تقريبا أكثر من 50% منها، كما أن عدم وجود المسيحيين في سهل نينوى سيجعل المشاركة قليلة، وتحدث عملية تغيير كبيرة جدا وبالتالي لا تمثل حقيقة اختيارات أهالي سهل نينوى، في حين التغيير الديمغرافي داخل الموصل في المناطق العربية السنية لن يحدث بشكل كبير".

توزيع سيارات ومسدسات

المرشحة عن تحالف "تقدم"، انتصار الجبوري بدت متفائلة من مشاركة واسعة لأهالي نينوى في الانتخابات المقبلة، وقالت لشبكة رووداو الإعلامية إن "اهالي نينوى يعدون من بين النسبة الاكبر من ناحية تحديث الباطاقات البايومترية، وهو دليل انهم حضاريين، ويعلمون ان التمثيل هو عبر صندوق الاقتراع لذلك هم حريصون على المشاركة".

بخصوص حدوث عمليات ترهيب وترغيب في محافظة نينوى، رأت الجبوري أن "المرشحين يواجهون تحديات، تتمثل بالترغيب بوعود كاذبة وغير صحيحة، لذا فالمواطن البسيط قد يصدق ذلك، اضافة الى عمليات الترهيب"، مشيرة الى أن "هنالك عمليات توزيع للاموال والسيارات والمسدسات مقابل بيع البطاقات الانتخابية".

وعود التعيينات والتطوع

ودعت المرشحة انتصار الجبوري، مفوضية الانتخابات الى "اخذ دورها بمنع هذه التجاوزات، وكذلك ئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بضرورة توجيه كتاب بضرورة عدم قبول اي وعد، سواء من حيث التعيينات او التطوع على الاجهزة الامنية، لاسيما بعد حصول حالات وعد من قبل بعض المرشحين للناخبين، بقبولهم في التطوع ضمن صفوف الحشد الشعبي والجيش والشرطة والامن الوطني، لكون المواطن يحتاج الى لقمة العيش، لذا يتم استغلال حاجته بأمور كاذبة".

"نعلم انه ليست هناك اي درجة وظيفية في الموازنة، سواء للتعيين او التطوع بصفوف مختلف القوات الأمنية"، وفقاً للجبوري، التي شددت على أن "هناك من يهدد الناخبين باستخدام اساليب ضد من لا ينتخبهم"، مستشهدة بذلك في "المنطقة السادسة غرب الموصل، مثل مناطق حميدات ومحلبية، والتي يتم فيها منع نصب صور لمرشحين، دون غيرهم".

وحذرت من أن هكذا أمور قد تلقي بظلالها على رغبات الناخبين، "فلو كان قسم منهم يرغب بالمشاركة، وفي ظل هذه الممارسات قد لا يرغب بالادلاء بصوته".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

664 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع