لحوم الفقراء....

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 16 آذار/مارس 2014 17:27

كتب بواسطة: بيلسان قيصر

                             بيلسان قيصر

منذ ان وجد الانسان على الارض وهو مقسم بين اغنياء وهم قله وبين اواسط الناس وبين فقرائها وهم الاكثريه الغالبه في كل المجتمعات وبالرغم من توجيهات الاديان السماويه والارضيه الى رعاية الفقير ولانه مبتلى دائما وكأنه الهدف الاول والاخير لكل مايجري على الارض فالكوارث من فيضانات وسيول وانهيارات ارضيه وبراكين وزلازل اول ماتصيب الفقير وتتبعها الامراض وباشكال متنوعه اما الحديث عن المجاعات فله في الفم غصه ثم تأتي الحروب والنزاعات لتكمل على ماتبقى من لحوم الفقراء ,,

ولكن اكثر مايدهش ان الفقراء في بلد الاغنياء هم اكثر منهم في بلدان الفقر المعروفه وهنا اشير بكل وضوح الى بلدي الام ,,, العراق الحبيب ,,, بلد الخيرات والنفط والزراعه والارض المعطاة ونهران يجريان بكل خير على مدار الاشهر والاعوام فهل يعقل ان يكون فيه فقراء ؟؟
 ان العراق وبعد حصار دام اكثر من اثنتي عشرة عاما ذاق فيها العراقيون الجوع وأكلوا التراب ومات منهم الالاف من قلة الدواء وباعت العوائل الغالي والنفيس في سبيل سد الرمق واستبشروا خيرا من المحتل ولم يعلموا  المثل الذي يقول ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) وتوالت النكبات من النوع الاول مضافا اليها القتل والتهجير والتعويق ولكن لمن كل هذا ؟؟ انه للفقراء ,, ان الاغنياء بعيدين عن كل هذا فهم حتى في اسؤ الاحوال هم على مسافة امينه عن كل هذا فالقير هو من يهجر الى المجهول والفقير هو الذي  يقتل في الشارع او المسجد او في الطريق والفقير هو الذي يموت او يعوق بالتفجيرات وهو الذي يجوع ويعرى ويموت من قلة الدواء وسوء العنايه وربما بتسمم غذائي لانه يأكل الفضلات والمواد المسرطنه والتالفه حتى قللتم الزاد اليومي منهم وجعلتم بطاقتهم التي ينتظرونها كل شهر شحيحه لاتليق بهم بل اقل بكثير مما كانت ومما كانوا يأملون بعد ان شبعتم انتم ونسيتم تقلصات الجوع واصبحتم من المتخمين ..

اما الساسه الذين كانوا يوما فقراء واصبحوا بين ليلة وضحاها اغنياء فأنهم في شغل أخر عن هذا الفقير ولم يكلف احدا نفسه ليرفع صوتا حتى ولو كان رياءا ليقول ان في العراق اكثر من سبعة ملايين نسمه تحت خط الفقر ومثلها من الاميين ومثلها من العاطلين ..
لله درك ياعراق الرافدين الديك كل هذه الثروات وتبخل على ابنائك بجزء منها وتدعهم يموتون من الجوع او المرض او القهر ؟؟
كم من معوق متروك لايعرف اين يتجه بعوقه الذي تسببته الحروب و الانفجارات والتي كانت بسبب هؤلاء السياسيين وكم من ارمله فقدت زوجها ومعيلها لتعتاش على راتب شهري ان تمكنت من الحصول عليه لايساوي فاتورة صغيره في احد المطاعم المتوسطه في بغداد او غيرها وكم يتيم ينظر الى اقرانه من الاغنياء ويتحسر على كساء او لعبه وكم ام فقدت عيونها حزنا على فقيدها ؟؟؟
اين انتم يامن تدعون الدين والايمان وباصابعكم المحابس وعلى رؤوسكم العمائم وعلى اكتافكم العبي ولاتنقطعون من ذكر مظاليمكم ومافات حسرة وانتم تنسون او تتناسون ماهو ماثل امام عيونكم ؟؟ أأنتم حقا من صنف بني آدم الذي فضله الله سبحانه على جميع خلقه ام انتم من  صنوف الوحوش البشريه التي تعتاش على لحوم الفقراء وتغتنون باصواتهم وتتمتعون باموالهم ...
لن يغفر الله لكم خطيئتكم لانكم اكلتم بلباطل  لحوم اخوانك الفقراء ونسيتم قسم ايمانكم وعهودكم بعد ان نسيتم ماهو اعظم واكبر الا وهي (( مخافة الله )) .. يامن جعلتم العراق اول دوله فاسده في العالم وهذا لانكم فاسدون لايمتلك افضلكم قليلا من الغيره على وطنه وشعبه ولانكم بدون ضمير وفاقدي الاحساس  بل فاقدي الشرف لان امانة الوطن هي الشرف...

اهدي مقالتي هذه الى فقراء العراق ويالتني كنت من الاغنياء لتبرعت بما املك لكم لانكم قرة عيون الرسول صلى الله عليه وسلم وانتم احباب الله سبحانه وتعالى ..
( ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه فكرهتموه )

الورده البيضاء / برازيليا