التعليم الذاتي والتمكين

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 14 آذار/مارس 2025 10:46

كتب بواسطة: د. يسر الغريسي حجازي

د .يسر الغريسي حجازي
دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس الاجتماعي
مستشارة نفسية ومدربة نظامية
20.12.2024

التعليم الذاتي والتمكين

المعرفة والخبرة هما الابعاد الأساسيتان لتمكين كبار العمر من تحقيق أهدافهم الجديدة والحفاظ على الاستقرار النفسي. إن الصراع في الحياة هو الاستمرار في التطور بالمعرفة والخيال والتقدم بالعلم والحكمة. التعلم المستمر يعني حب التبادل الاجتماعي، والمشاركة مع الآخرين كل يوم. كما ان توسيع المعرفة سيكون أفضل طريقة لاكتساب المزيد من الخبرة والتخصص فيما نحن شغوفون به. ويستخدم الكبار الآن أسلوب نظرية الاندراغوجيا للتغلب على الملل، والتوتر للوقاية من الأمراض العقلية.
كما تتيح فرص التمكين الرقمي الحفاظ على لياقة البدنية، وتطوير الحياة الاجتماعية بشكل أفضل، والعيش في هدوء الحياة اليومية.
بين الفرص واستراتيجيات التعلم التي يوفرها التعلم الإلكتروني على المنصات الرقمية
أصبح الاحتراف الذاتي حقيقة واقعة اليوم وفي كل مكان في العالم. كما أن التمكين الرقمي هو استعادة علوم المعرفة وتقنيات الاتصال من خلال المحيط الرقمي، والذي بدوره يواصل تعديل القيم الإنسانية والاجتماعية. تتيح لك فرص التمكين الرقمي الحفاظ على لياقتك البدنية، وتطوير حياتك الاجتماعية بشكل أفضل، والعيش في هدوء الحياة اليومية.
بين الفرص واستراتيجيات التعلم التي يوفرها التعلم الإلكتروني على المنصات الرقمية، أصبح الاحتراف الذاتي الآن في العصر الرقمي. والاستقلالية الرقمية هي اليوم المرافق النهائي لمنصات وأدوات التعلم عبر الإنترنت. حيث إنها تدمج إمكانات التدريس المتنوعة، مع الخيارات الأساسية المجمعة في المؤهلات. ويعتبر المحتوى والمساحات الرقمية مصادر قيمة للمعلومات والمعرفة، حيث تكمل الوسائط التقليدية مثل الكتب والمكتبات والمؤسسات الثقافية. كما يهدف الاستقلال الرقمي الذي تم تطويره للتعليم المستمر للبالغين، إلى دعم كبار السن في استخدام الأدوات الرقمية بحيث يكونون مستقلين قدر الإمكان في
الممارسة الرقمية الأساسية. وفقًا للدراسات التي أجراها معهد الإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا (2023).
في الأشهر الثلاثة الماضية، معدل وتوزيع الأمية الرقمية حسب العمر (%) ـ في عام 2021، لم يستخدم 59.2% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا أو أكثر الإنترنت في الأشهر الثلاثة الماضية ولم يكن لدى 2.7% منهم المهارات الرقمية الأساسية. 8% من مستخدمي الإنترنت لديهم مهارات رقمية منخفضة، وهذا يعني أنهم يفتقرون إلى المهارات في واحد أو اثنين أو ثلاثة من المجالات الخمسة وهي البحث عن المعلومات، والتواصل عبر الإنترنت، واستخدام البرامج، وحماية الخصوصية وحل المشكلات عبر الإنترنت.
حماية الخصوصية هي المجال الأقل إتقانًا للخبرة، في حين يعرف جميع مستخدمي الإنترنت تقريبًا كيفية التواصل عبر الإنترنت.
يوضح اخر التقرير العالمي بشأن التعلم والتعليم للكبار (2019)، أن قيمة الاستدامة في التعليم لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية لكبار السن، وطول أعمارهم. وتشير العديد من الدراسات أيضًا إلى أن عددًا كبيرًا من كبار السن، لا يزالون مستبعدين من فرص الاندماج على المنصات الرقمية. ويرجع انخفاض المشاركة بين الفئات الأكبر سنا، إلى الفقر وعدم المساواة الاقتصادية. ويهدد كلا العاملين كبار السن بفقدان استقلاليتهم، حيث قد يقعون في فخ الوحدة واليأس.
وبالتالي فإن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بالاضطرابات العقلية منها مرض الزهايمر، والوفاة في وقت مبكر. ان الاستدامة في تعلم الكبار هي بمثابة مظهر حضاري بسبب تطوير المساحات الاجتماعية والثقافية متعددة ذات قيم عالية من المواطنة والترابط الاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، أظهر تقرير اليونسكو أن الاستثمارات في الوصول إلى التعلم والتعليم للكبار بالعمر غير كافية، حيث تظهر البيانات أن الأقليات والبالغين الذين يعيشون في صراع سياسي مستبعدين وتم التخلي عنهم. إن استدامة التعلم تسمح لكل فرد بإدارة العواطف بشكل أفضل، وبتعزيز احترام الذات، ومعرفة النفس بشكل أفضل، وذلك يمنح المرونة، والقناعة والابداع في حل النزاعات.
في التعلم المستمر تتطور القيم الإنسانية والأخلاقية والمدنية وتشكل المعرفة الإنتاجية والمربحة. تتميز منهجية الأندراغوجيا بالمبادئ الأساسية للآليات التعليمية بالوضوح، والتعبير، والفطنة في السياق المهني. وفقًا لمبادئ نولز (2015) الأساسية السبعة: المبدأ الأول: يجب أن يتوافق التعلم مع رغبات المتعلم وأهدافه واهتماماته، المبدأ الثاني: التعلم تشاركي مستقل وذاتيً، المبدأالثالث3- التعلم يعتمد على الخبرات السابقة (الموارد، النماذج)، المبدأ الرابع: أن يكون المتعلم مستعداً للتعلم (بناءً على تجاربه الحياتية).
المبدأ الخامس: يجب أن يكون التعلم موجهًا (سياقي ومركز على المشكلة).
المبدأ السادس: يجب تحفيز المتعلم على التعلم (القيمة الجوهرية، المكسب الشخصي).
ومع ذلك، فإن الدافع الذي يدفعنا للتعلم يتأثر بالأهداف الشخصية، والفضول للتعلم والعمل على الذات لفهم البيئة من حولنا واحتياجاتنا بشكل أفضل، وإيجاد نوعية حياة أفضل. وتظل هذه المبادئ الأندراغوجسية عادات حياتية. سوف تسمح لنا باكتساب مهارات مهنية جديدة، وطريقة أفضل لإضاءة مسار الحياة، وتحفيزنا من اجل ايجاد المتعة بسبب اننا جزءًا من هذا الكون العظيم. كل عملية تعلم تمنحنا قيمًا جديدة، وتأملًا، ومنطقًا، ومرونة.
وفي الواقع، فإن التعليم المستمر يعد جزءاً من القيادة التحويلية التي تساعد على تحسين التواصل بين الأشخاص سواء في الحياة الخاصة أو في العمل. علي سبيل المثال: تطوير وتحسين المهارات الإنسانية في إدارة التغيير، يمنح اكتساب مهارات في إدارة الصراعات بشكل يومي. التعلم هو الأساس للتخصص، والمعرفة، والإبداع، وتنمية القدرة على تحمل المسؤوليات في الحياة الخاصة والمهنية.
ورغم أن التطور التكنولوجي ساهم في رقمنه التعليم، فإنه قدم أيضاً أساليب تعلم وتدريس توفر الآن دعماً إضافياً مع فرص متعددة للمعرفة.

انها استراتيجية تكنولوجية جديدة، تسمح لجميع البالغين برفع إمكاناتهم واكتشاف أنفسهم ومحاربة المخاوف والتوتر. وبالإضافة إلى نهج التمكين، تساعد هذه الأدوات على ترسيخ المهارات الأساسية للحياة في المجتمع والتنمية الشخصية في بيئة رقمية حيث يمكن لكبار السن التقدم بالسرعة التي تناسبهم.