مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -فاء-

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 21:02

كتب بواسطة: د.حسيب شحادة

ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

 مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -فاء-

في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا

س. أيجوز لليهوديّ التزوّج بأكثرَ من امرأة واحدة كما هي الحال في الدين الإسلاميّ؟ جزيل الشكر.
ج. بحسب التوراة لا مانعَ من ذلك طالما يُلبّي الزوج حاجيّاتِ نسائه من جميع النواحي. ولكن اليوم هذه الحالة غير قائمة، وفي بعض البلدان الأمر ممنوع بحسب القانون، وكذلك وَفق الشريعة اليهوديّة الأمر غير جائز لأنّه، على ما يبدو، رأي الاثنين عند القران قضى بعدم تزوّج العريس عليها. في الوقت الراهن كثيرون من الرجال الشرقيّين يُقسمون بألّا يتزوّجوا امرأة أُخرى ويجب احترام هذا القسَم. وكذلك الإشكنازيّون الذين لا يُقسمون تحت الحُپّاه لا يجوز لهم الزواج من ثانية بموجب الحرْم الذي أصدره رم”ا [ربّي موشه إسرليش، ولد في بولندا سنة 1530 وتوفّي عام 1571، له أكثر من ثلاثين كتابًا، منها طرق موسى، الخريطة، تفاسير للتلمود، شرح إستير، أسئلة وأجوبة] في حينه على كلّ من يتزوّج من ثانية. وعليه فبالرغم من أنّ التوراة لم تمنع زواج الرجل من أكثرَ من امرأة واحدة فإنّ الشريعة/الهالاخاه تحظر اليوم ذلك.

الچاؤون الراب دڤيد أُوحَيون

س. تحيّة وبركة. هلِ الاستمناءُ محظور بموجب التوراة وأين؟
ج. إنّ الاستمناءَ وقذف الحيوانات المنويّة عبثًا محظوران بحسب التوراة وهذا إثم كبير وجريمة جنائيّة ويغيّر حظّه [لاحظ عدم الإحالة لموضع/لمواضع في التوراة].

الچاؤون الراب مِئير پِنْحاسي

س. عملي يقتضي السفر مع رجُل والمبيت في الفندق ذاته في غرفتين منفردتين، هل هذا جائز؟
ج. لا بُدّ من التسهيل إذا كان الأمر ضروريًّا شرط أن تناما في غرفتين منفردتين وفي طابقين مختلفين وتقفلين بابَ غرفتك. عليك الحذر في الطرق وعدم وجودك وحدك والابتعاد عن الغرباء.

الچاؤون الراب مِئير پِنْحاسي

س. مرحبا يا حضرةَ الراب، أريد أن أسأل هل يجوز الزواج من امرأة أُمّها يهوديّة وأبوها مسلم/عربيّ؟
ج. يهوديّة الإنسان بحسب التوراة تُحدّد وَفق الوالدة، وعليه يجوز الزواج من امرأةً أُمّها يهوديّة وأبوها مسلم عربيّ بدون أيّ مانع. ولكنّ ذلك لا يجوز لكاهن. وعليه فإن لم تكن كاهنًا بل إسرائيليًّا فيجوز لك زواج امرأة أُمّها يهوديّة وأبوها مسلم/عربيّ. لا شكّ أنّك تعرف بوجود تحريم صارم للقيام بعلاقة حميميّة مع امرأة لم تغطس في المِقڤيه/حوض ماء للتطهير. لذلك، عليها القيام بذلك في الوقت المناسب.

الچاؤون الراب دڤيد أُحَيون

س. في خلال خدمتي العسكريّة في القدس أخطأت ودخلت مرّة الحرم القدسيّ/هار هَبايِت في نطاق عمليّة. هل من إصلاح لذلك؟ هذا الأمر يُقلقني منذ فترة طويلة. جزيل الشكر للراب الكبير.
ج. اعترف بذلك يومَ الغفران القادم علينا بسلام وبحياة جيّدة.

الراب موصفي شليط”ا

س. لماذا خلقَني الله مِثْليًّا إذا كان يأمُر روحي لمحبّة توراته؟
ج. في سؤالك ألم واضح وأنت تريد القيام بأحكام التوراة وأنا أُشاركك الألم. من المهمّ أن تعرف أنّ الميلَ لجنس مختلف هو تجربة يعطيها الخالق تبارك للإنسان وتكون أحيانًا خياليّة وأحيانًا حقيقيّة، ولكن يجب التذكّر بأنّها تجربة فقط ويتوقّع الخالق تبارك أن تجتازَها وبالرغم من الصعوبة في ذلك يجب ألّا تُخدع بل اُصمد وحافظ على أحكام التوراة المقدّسة.
خالق العالَم يعرِف أحسنَ منّا ما الشيء الجيّد لنا وهو الذي أمرَنا بأنّ الرجل يبني بيتًا مع امرأة بالذات وليس مع رجُل. لا علمَ لنا بحِسابات السماء، لماذا اختارك أنت بالذات لتمرّ بهذه التجربة؟ أستطيع أن أقول لك إنّ الخالقَ تبارك الذي يُحِبُّك كثيرًا ما كان ليدخلك في تجربة لو عرف بأنّك لن تجتازها بنجاح. لقدِ اختُرتَ لتجتازَ تجربةً غير متاحة لكلّ واحد لأنّك خاصٌّ أكثر في نظر الله، ولأنّ اللهَ يثق بأنّك ستجتازُ تجربتَه بنجاح.
يجوز لك ويجدر بكَ أن تلتمسَ من الخالق تبارك العونَ لاجتياز التجرية وبالتأكيد سيستجيبُ لصلاتك. وكذلك اِعملْ جهدًا لدراسة القليل من التوراة لأنّ ميزتها إبعاد الأفكار والشهوات السيّئة. إني على يقين بأنّك ستتغلّب وتجتازُ هذه التجربة. إنّي أنصحُك أن تُشركَ ربّانين يعرفونك ليوجّهوك لإخصائيّين ملائمين بغيةَ التسهيل عليك للخروج من التجربة وليُرشدوك لبلوغ الرضا والفرح الحقيقيّين للتعرف على المرأة المناسبة لك ولطبيعتك.
أتمنّى لك النجاح وأثق بنجاحك.

مراجع وإشارات

الخالق تبارك يُعطي كلّ واحد تجربته وَفقَ القوِى التي أنعمها عليه. التجربة تُناسبُ كلَّ شخص بصورة شخصيّة لأنّ الخالق تبارك اسمه لا يُجرِّب الإنسان إلّا إذا كان واثقًا بأنّه سيجتازُها.
كما قالت الچِمارا في كتوڤوت س”ز: بحسب قوّة الجمَل يكون الحمل. برهان على ذلك من التوراة في نوبة ”امرأة جميلة الصورة“ (تثنية 21: 13)، حيث أجازتِ التوراة للمحارب وقت المعركة مجامعة الچويه/غير اليهوديّة قبل تهوّدها لأنّ التوراة علمت ما في أعماق فكره بأنّه لا يقوى على غريزته في تلك الساعة كما قيل في الچِمارا في قِدّوشيم ك”أ - لم تتحدّثِ التوراة إلّا ضدّ غريزة السوء. هذا يثبت بأنّ كل الفرائض التي فرضها على بني البشر لتأديتها وأخرى لتفاديها جاءت لأنّه يعلم بأنّ الإنسان قادر على القيام بذلك.

كلّ شخصٍ وتجربتُه، هذا لا يجد عملًا ورِزْقًا؛ وهذا/وهذه لا يجد/تجد امرأة/رجُلًا؛ ثالث يفشل في تربية أولاده؛ رابع غير قادر للنهوض في الصباح. القائم المشترك للجميع هو أنّ لكلّ واحد منهم مُنِحت القوّة من السماء لاجتياز التجربة!
هذا لا يعني بأنّ الأمرَ سهلٌ، ولكن المعنى والعِبْرة هو أنّه بالرغم من الصعوبة فلدى الشخص القوّة للنجاح والفوز. في بعض الأحيان هنالك حاجة للمساعدة ويجوز طلبها، في بعض الأحيان يكون التماس العون من الله بالصلاة كافيًا؛ في أحيان أُخرى يجب التوجّه لحخامين وربّانين معروفين للشخص وهلمّجرّا. ولكن، يقينًا مُنحت القِوى للصمود وعدم الفشل والوقوع بإثم، لا سمح الله.
ختامًا، أُضيف إنّ أفضل طريقة للتغلّب على تجاذبات وشهوات لعمل الآثام هي السير وفق تعاليم التوراة فهي الظبية المحبوبة والوعلة الزهيّة [أمثال 5: 19].