أحمد صبري
أستطاع المفكر والسياسي والأكاديمي العراقي الدكتور حازم مشتاق أن يسلط الضوء عبر مؤلفاته على العديد من القضايا السياسية والفكرية بالبحث والتحليل نالت أعجاب المتابعين للشأن السياسي وتطوراته وكتابه الجديد /الفكر الاستراتيجي الامريكي /هو أضافة مهمة للباحثين عن معرفة خفايا وأسرار الفكر الأستراتيجي الامريكي في تعاطيه مع القاضايا العربية والاقليمية والدولية
والمؤلف أستند في تحليلاته و قرأته للعقيدة الامريكية وأستراتيجيتها وأنعكاسها على الأمن القومي العربي إلى تجربته السياسية والمهنية والعلمية عندما كان أستاذا زائرا في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس ومستشارا أعلاميا في السفارة العراقية في بريطانيا ورئيسا لتحرير صحيفة الثورة العراقية عام 1967 فضلا عن التدريس في أبرز الجامعات العراقية والعربية لخمسين عاما
وعلى الرغم من تجاوز المؤلف الثمانين عاما من عمره إلا أنه مازال يبحث ويؤلف ويدرس بجد ونشاط وحيوية من دون أن يشعر بالتعب والهوان أو يستسلم لأستحقاقات العمر ومازاد من أعجابي وتقديري للرائد والباحث والمفكر السياسي حازم مشتاق إصرارره على مواصلة أنتاجه ليعطي عصارة فكره وجهده وتجربته إلى الاجيال
وخلال أهداني كتابه الذي نتحدث عنه كانت أمنيته أن يمتد به العمر قليلا لينجز كتابين جديدن يأمل ان يقدمها للقراء
وأمنية المؤلف فاجأتني لأنها خالفت المتعارف عليه عندما يتخطى الأنسان عتبة الثمانين عاما بالرغبة بالتمتع ببقية ما تبقى من عمره رغم أن الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى إلا أن أمنيته كانت بأمتداد عمره قليلا هي لأنجاز مايعتقده مفيدا للباحثيين وللمكتبة السياسية والعلمية والبحثية ليس إلا ’ كانت تجسد أرادة إنسان كرس جل حياته من أجل وطنه وحريته وأستقلاله وتسليط الضوء على مخاطر المشاريع الأستعمارية التي كانت منذ أستقلال العراق عام 1921 وليومنا هذا تستهدف حاضر ومستقبل العراق ودوره في محيطه العربي والأقليمي ويتناول الكتاب بالبحث والتحليل والدراسة والمقارنة بين نظريتي الأمن القومي الامريكي لهنري كسنجر وبريجنسكي ومدى تاثيرهما على الواقع العربي وأمنه القومي واتجاهات العقيدة الأستراتيجية الأمريكية وسعيها للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأمنيات مؤلف الكتاب لانفصلها عن تأريخه ونشاطه السياسي الذي بدأ عندما كان طالبا في الجامعة الامريكية ببيروت عام 1953 في ذروة المد القومي إثر قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 حيث عاصر المؤلف الرعيل الأول لقيادات العمل القومي العربي أمثال سعدون حمادي وباسل الكبيسي وهاني الهنيدي وجورج حبش ووديع حداد الذي تأثر بأفكارهم و ومازال ينهل من تلك الافكار والمبادئ التي تأثرت بها الملايين الحالمين بغد مشرق ومشروع قومي تنويري يستند إلى أرادة أمة تتطلع للوحدة والحرية والديمقراطية
745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع