داود البصري
طريف و مثير لكل عوامل الدهشة ذلك التحذير الفج الذي أطلقه رئيس وزراء حزب الدعوة الإرهابي نوري المالكي بوجه السيدة كاترين أشتون منسقة الإتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية و الذي يدعو فيه الرفيق ( أبو إسراء ) الأوروبيين بعدم تزويد المعارضة السورية بالسلاح!!،
و الغريب إن هذا التحذير السمج قد تزامن مع تهديد علني أطلقه الرئيس السوري بشار أفندي للإتحاد الأوروبي أيضا باعمال إرهابية في حالة تزويد المعارضة السورية بالسلاح!! وهذا التزامن ليس مستغربا و لا عجيبا فشبيه الشيء منجذب إليه! و التعاون في مجال قمع الأحرار بين نظامي العراق و سوريا متشابه لحد الفجيعة !! كما أن تحذير المالكي و تهديد بشار يذكرنا جميعا بتهديدات ملك الملوك الإفريقي الذي كان معمر القذافي وهو يهدد بحرق أوروبا أو بإغراقها بسيول اللاجئين الأفارقة و بأعمال الإرهاب أيضا!! و لكن تأملوا و تذكروا أين أضحى ملك الملوك اليوم ؟ وهو ما ينتظر بقية قائمة الطغاة المتبقين و الذين يرفسون اليوم رفسات الإحتضار و التلاشي و الإندثار.
تحذيرات نوري المالكي البائسة من تسليح المعارضة السورية الحرة لن تجد لها بكل تأكيد أية أصداء لها في دول الإتحاد الأوروبي التي لاتصوغ تحركاتها و سياساتها وفقا لمصالح و أهواء زعماء و قادة الميليشيات الطائفية الإيرانية في العراق ! ، كما أن قضية دعم الشعب السوري الحر قد إتخذت أبعادا دولية في ضوء ثبوت إستعمال النظام السوري للأسلحة الكيمياوية القذرة ضد شعبه ، وهي نفس القضية و الملف الذي سبق للمعارضة العراقية السابقة إتخاذه كملف إدانة ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي إستعمل السلاح الكيمياوي في مدينة ( حلبجة ) الكردية في ربيع عام 1988 ، حينها كان صوت المالكي و غيره من أهل الأحزاب الإيرانية عاليا و يدعو للتدخل الدولي لقمع النظام العراقي! فما الذي تغير اليوم ليقف نوري و جماعته موقفا مغايرا لمواقف الماضي القريب ؟ سوى المصلحة العليا للإستراتيجية الإيرانية في الشرق ؟
كان على نوري المالكي أن يخجل من نفسه وهو يحاول تحريض الإتحاد الأوروبي ضد الشعب السوري المسكين و المعذب ! ، أو أن يقف مع نفسه موقف شجاع و مسؤول ليتساءل عن أطنان السلاح و العتاد و آلاف المقاتلين الذين ترسلهم إيران عبر الأراضي العراقية لقتل أحرار الشام فيما يصر سيادته على الإمعان في قتل السوريين و نصرة الظالم و خذلان المظلوم رغم أن المالكي ورهطه يعلمون علم اليقين بأن ( يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم )! و بأن الظلم مرتعه وخيم و بأن تحذيراته الفاقدة للصلاحية و الإعتبار لايمكن أن تجعل الإتحاد الأوروبي يقف موقف المتفرج وهو يحصي جثث السوريين و دمائهم المسفوكة بالمئات يوميا ؟ كيف يسمح المالكي لنفسه بأن ( يشرعن ) قتل السوريين الأحرار و أيديهم مغلولة و مكتفة بالكامل فيما يحجم عن نصرة الحق و مساندة الباطل ؟ مواقف نوري المالكي وحزبه وميليشياته الطائفية من ثورة الشعب السوري الحرة هي مواقف خزي و عار وشنار لاعلاقة لعموم العراقيين بها و لا تعبر بأي حال من الأحوال عن الضمير الجمعي للعراقيين بل أنها تعبر وبكل جلاء عن رأي النظام الإيراني و منهج الولي الفقيه الذي يبسط سيادته و يفرض قراراته على نوري و حزبه الإرهابي العميل ، لقد توضحت المواقف بالكامل ولم يعد لأهل المعسكر الإيراني ما يمكن إخفائه، وأضحت بالتالي عملية إسقاط نظام بشار المجرم تعني بالضرورة الإسقاط الكامل لحلفائه و مناصريه و إرسالهم بالبريد المستعجل و المضمون لمزبلة التاريخ ! ، ليست هناك مساومة على حقوق الشعوب ، كما أن نوري وهو يعبر عن لواعجه و هواجسه و مخاوفه لا ينطق إلا نتيجة رعبه و تخوفه الصريح من نتائج إنتصار الثورة السورية ! وهو إنتصار سيكون بمثابة تاج إنتصارات الأمة في تحطيم آخر أصنام الهزيمة و الإرهاب في الشرق القديم ، ليحذر نوري ما شاء له التحذير ، و ليطلق آهاته و نفثات حقده ضد أحرار الشام الذين وعلى مدى ثلاثة أعوام من الصراع الدموي و المعاناة الأسطورية لم يركعوا أو تلين قناتهم ، بل أنهم اليوم أكثر إصرارا و عزيمة على مقارعة المعتدي و إنزال القصاص الشعبي العادل به... لقد نزع نوري بتحذيراته الفجة آخر أوراق التوت الإيرانية عن عورات نظامه الطائفية... و من يجعل الضرغام بازا لصيده ، تصيده الضرغام فيما تصيدا..!!!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع