د.جمال الحيالي الگيلاني
كثر الكلام في الإعلام عن مشكلة سد الموصل فالمهندس القريب والبعيد يدلو بماعنده من معلوماته المهنية وحتى من لاعلاقة له بهذه المسائل أصبح وأمسى يترنم ويصدع رؤوسنا بخيالاته والشركات تتسمع ويسيل لعابها لتنتهز الفرصة والسياسيون في الداخل والخارج بين مضخم ومهون والنَّاس بين مصدق ومكذب.
وفي الحقيقة لا أحد يتكىء على معلومة رصينة دليلاً على ما يقول حتى ظن الظان أن هناك من سيهدم السد عبثاً ليثبت ما يقول ليصل الى مراده وماخطط له من تدمير هذا البلد بعد الحصار والإحتلال والإرهاب والفساد ، وربما أنها حقائق وليست هواجس وأننا في انتظار لحظة ما في يوم ما ستنهار دعائم السد ويفاجىء الماء المنهمر من حوضه العالم كله بفتكه بكل شيء أمامه على ضفتي نهر دجلة مما بقي من البشر ومن المدن والقرى والعمران والجسور والمزارع والحيوانات التي طالها النسيان والتدمير ليحولها في الأخير ان كان فيها مساحات خضراء الى أرض قاحلة والى مكان سوى ،
رغم كل هذا لم يفكر أحد من نسل أولئك الذين هجروا أرض اليمن الخضراء قبل قرون بسبب إنهيار أعظم سد فيها والذي أحال الأرض هناك من جنات خضراء وبساتين لجميع الأثمار والفواكه مما يسر الناظرين الى صحراء لاتنبت الا الأشواك والسدر والأثل التي لا تسر أحداً ولا تشبع الجائعين...
لم يفكروا بالسبب الأهم .. لأن البال مشغول بالتكهفات والمكائن المفقودة والكوادر الشاردة عن واجبها وما أبسط معالجة هذه الأمور فالسد من تراب وهناك نواظم لمياهه وبقي حالهم حال من يتفكر في الفأرة التي قيل أنها عبثت زمنا ببنيان سد مأرب فانهار في ساعة من نهار حتى أصبحت الفأرة بعبعاً لا يقهر .
بينما القرآن تحدث عن سبب آخر وهو الأهم والذي يتعلق بمن حباهم الله بنعمه وبركاته بسبب الماء العذب وراء السد هناك ... تحدث عما فعلوا من معاصي محقت هذه النعم واستوجبت غضب الحليم الجبار ومن أهمها أنهم كانوا يقطعون الطريق ويفسدون في الارض ولم يكن فيهم عوز ولا حاجة لفعل ذلك سوى الطغيان والعدوان حتى في الطلب من الله فحدث الذي حدث وترك أثره على الارض كلها حينما تهجرت قبائل وأمم ممن نجا بسبب الجوع والعوز الى الجزيرة والشام وفلسطين والعراق والى القارات وتغير الحال في الكرة الارضيّة كلها ،
إنه سد مأرب في دولة سبأ في اليمن الذي أصبح أثراً بعد عين و خبر كان،،،،،، ذكره الله عز وجل للعبرة في القرآن الكريم ،
فهل سيكون سد الموصل درساً آخر للبشرية بسبب الإهمال والفساد والطغيان ؟
وهل الحذر سيكون جدياً على كل المستويات وشاملاً يشمل حتى التوبة الى الذي بيده كل شيء ، الذي ينزل ويحبس الأمطار ويجري الأنهار ويحيي ويميت تفادياً للمحذور ؟
أم هي أسطورة افتعلها من افتعلها ولا حاجة لنا بكل ماذكر ....
وربما هناك أمر آخر فالمكان محصن وجميل واستراتيجي ! ! ويغري الأقوياء بإلبقاء فيه....
الأيام بيننا وستثبت أحد هذه الاحتمالات عملياً ويصير الخبر ببلاش،،،،،،،،،، لكن الحذر واجب والأخذ بالأسباب لا مناص منه في جميع الأحوال .
892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع