ابراهيم العجلوني
الراي - اقام الاحتلال الاميركي الهمجي البغيض في الاعظمية من دار السلام عام 2006 للميلاد جداراً للفصل بين الشيعة والسنّة في بغداد, وكان أصدق توصيف للعراق العظيم آنذاك هو قول الشاعر الكبير الدكتور «باسل نور الدين الرفاعي» من قصيدته: «سقوط الجدار» التي كانت خاتمة المسك في ديوانه: «في ارتقاب الشروق»:
وطن الحضارة والضياء الاول
أينام تحت غياهب لا تنجلي
ضُرِبَ الحصار عليه من اعدائه
ومن الصديق ومن أخ متنصّلِ
وأريدَ قتلُ كباره وصغاره
بمجاعةٍ تفري وداءٍ معضلِ
وأريد وأد العبقرية عنده
إذ شيم منها برق ُعزٍ مقبلِ
واراد إجهاراً عليه عدوّه
بالاحتلال وبالدمار الاشملِ
وبمحو دولته وهدم كيانه
وبقتل كل بقيةٍ لم تقتلِ
وبجعل ساكنه يجوع وعنده
مدد من الخيرات لم يستعملِ
وبنهب آثار من التاريخ قد
نطقت بمجد في الزمان مؤثّلِ
لقد وضع الشاعر, في تضاعف هذه الادبيات, يد البصيرة النافذة على السبب الرئيس لهذا الاحتلال الهمجي, حين قال:
واريد وأد العبقرية عنده
إذ شيم منها برق عز مقبل
فقد كان أول اعمال الاحتلال (بمشورة من الصهيونية) مطاردة علماء العراق والاجهاز عليهم وتدمير البنية العلمية في العراق ونهب كنوزه الحضارية, واعادته الى الوزراء عقوداً, بعد أن كان بلغ درجة متقدمة في العلوم, وأوشك أن يكون قوة اقليمية تتهيبها القوى الطامعة بالمشرق العربي الاسلامي.
أما «جدار الكاظمية» الذي بدأنا حديثنا بالاشارة اليه واريد منه عزل شيعة العراق عن سنّته فيقول فيه شاعرنا الرفاعي:
هذا جدار الاعظمية عازل
اجسادهم وقبولهم لم تُعزل
لم يطفئوا فيها ضياء محبة
يسري من الماضي الى المستقبل
جمع النصارى واليهود وأمة التوحيد في غُرفات أطيب منزل
والتركمان ويعرب والكرد قد
جمعوا بحبل للوداد مفتل
أنعم بها من جيرة محمودة
عين الزمان بمثلها لم تكحل
غاظ العدا هذا الوداد فحاولوا
تكديره بدسائس لا تنطلي
ثم لا يلبث الشاعر أن يعود الى بيان هدف الاحتلال الاول وغايته الرئيسة فيقول:
يخشى عدو الله والاسلام أن
يَثِبَ العراق الى المقام الاولِ
ثم يتساءل (تساؤل العارف المتيقن) قائلاً:
أوليس من دحر الصليبيين من
ابنائه من كل أصيد امثل
أوليس يرجى بينهم ندّ له
يبني بناء الأمس في المستقبل
وإذ نجتزئ بما تقدم من خاتمة مسك ديوان الشاعر العراقي والاكاديمي الحقوقي المعروف الدكتور «باسل نور الدين الرفاعي» أو من قصيدته: «سقوط الجدار» والتي تشكل مع اولى قصائد ديوانه: «في ارتقاب الشروق» التي تحمل عنوان: «هادية البرايا» ويخاطب في اولها امة العرب والمسلمين قائلاً:
متى تستيقظين فتنهضينا
وأمرك بالعزيمة تأخذينا
وبالرشد الذي لك منتهاه
به أفردْتِ بين العالمينا
أقول: إذ نجتزئ بما تقدم, والذي لا يعدو أن يكون طرفاً من ديباجة رائعة تذكرنا بشعراء العربية الكبار قديماً وحديثاً, فإنني اتمنى لشاعرنا الكريم المزيد من عطائه الثر الجميل. في الفكر والادب على حد سواء وفيما تمتد اليه انوار ألمعيته من اجواء.
937 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع