في حضرة الجّـواهري

  

ضياء تريكو صكر

اطلِقْ عنانَ الكرى بـِشــــــــــراً بمـــا نرِدُ      أثـــرَتْ بأثرائهــــــــــا للأقدمـيــــــنَ يـَـــــدُ
صوفيّةُ الشـــــعرِّ والأركـــانُ شاخصةٌ        في كـلِّ ركـــنٍ لنا، بينَ الصوى، وتـــَــــدُ
وناســــــجٌ قــَرضَهــــا حُـســــناً بناصــيةٍ        لعـــــلّني في صـداها، مُذْ هَبَتْ، صـــــدَدُ
يا آبنَ الفراتينِ قد لاحَ السّـــــــما أُفُـقٌ        في المشــرقيـــنِ وذاكَ اليُـمْــنُ ينعَــقـِـدُ
إنّا كــتبناهُ شِـــعـراً في الرهــيفِ لنـــا        نفيـــقُ في نـُــوَّمٍ عـــــيناً وإنْ رقـــــــــــــدوا
ما عـــاجَ مَنْ مــاجَ في موجٍ ويلفظهُ        زَبْــــــدُ الفحــــــولِ وإنْ فاضَ القــــذى زبَــدُ
قد شـَـــحَّ مَنْ شــَــاحَ في فصـحٍ بألســــنةٍ        أضحـــى بها لقمةً بالعُـــــــــجمِ يُزدَردُ
أتوا الحـــــداثةَ نشْــــزاً لســــتُ أفهمــهُ        مــــا طالَ في وأدِهــــا، إن يعــــلموا، أمــَـــدُ
سِــفرُ البلاغةِ في الشـــــطينِ مــــأثرةٌ        وأنتَ في إثــرِهــــــا ســـــــــــفـْـرٌ فمُــــتـَّئِـدُ
ودجــــــلةُ الخيرِ أمٌّ صغتَ جـــوهـرَها         فكـنتَ كنيتـــَهــــا فخــــراً بمـــــــــا تـلِدُ
تبقى الرقيــــــمَ بذاكَ الدرِّ نبصــــرهُ         شــــــعراً فلا ينثني للنّاظــــــــــــرينَ غــَـــدُ
إني أبيتُ دمـوعـــاً عــــــندَ مفـتــرقٍ        بيــنَ الرثاءِ وذاكَ المجــــــــدِ ترتعـِـــــــدُ
مـــــاذا نقــولُ بســــــيلٍ ثرَّ مـقتدِراً        ومنكَ فصــــــحٌ بهِ الإفصـــــــاحُ يعتمِـــــدُ ؟
أمِنْ بلاغةِ لســنٍ أنت رائدهــــــا؟        أم مِن بديــــعِ كـــــــلامٍ فيكَ يحـتشِـــــــدُ ؟
أثريتَ في العــُـربِ قــدراً باتَ مفخـــرةً         فأيُّ وهــــجٍ لكم، ما انفــــكّ يتقـــــــدُّ؟
أبا الفراتِ وذاكَ النـَّـجـْـدُ معـــجزةٌ         وأنتَ بيـنَ الرّوابي، إنْ عَـــــلتْ، نـَـجُـــــدُ
تلكَ التــّـمـائِمُ في حُسـنِ القريضِ زهـت         كأنهــــــا أحــْـجيةٌ للشـِّـــعرِ أو مَــــــدَدُ
فللنواصي فحـــــــولٌ راقَ مِجدَلـُهـا         وأنتَ أنتَ لهــــــــــا رَفـــْــــدٌ ومُـرْتـــَـفــَــــدُ
درُّ القــصــــــــائدِ في التاريخِ خــالدةٌ          كـَبـْـــداءُ عنـــدَ السّــــما حتّى الثـّرى كَـــــبـِـدُ


رجلٌ ِنَجُدٌ : ماضٍ فيما لا يستطيعه سواه
رَاقَ السَّرَابُ : تَرَقْرَقَ ، لَمَعَ
الكَبْدَاءُ : وَسَطُ السماء
وكَبِدُ الأَرض : ما في معادنها من الذَّهب والفِضة ونحوِهما

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

954 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع