خريفٌ لبلادٍ غامضة

سلام جليل

خريفٌ لبلادٍ غامضة

يُحبُّ ولم يبلغ السّاهرينَ
فكيف سيجمع كل الندى
على موتِها تقتفيهِ الحياةُ
تصيّرهُ ذبحَها الأوحدا
مواويلهُ ثروةُ العاشقينَ
يبدِّدُها موعداً موعدا
على عقلهِ خيّمتْ فكرةٌ :
أنْ تشيد الضلالةُ معنى الهدى
فتىً من تقاسيمِ وجه العراق
ومن حزنه حين يتلو الصدى
فتىً سومريُّ المزاجِ عنيدٌ
يصوغُ احتضارتِه مولدا
يهمُّ إلى قاتليهِ القدامى
ليروي النخيلَ دماً موصدا
تعاقبُهُ الاغنياتُ
و تدمي
جذورَ زمانٍ اليهِ اهتدى
له في التّذكر نهْرُ غروبٍ
جرى قاصداً قلبَهُ المبعدا
و إنْ راودتْهُ سحابةُ عشقٍ
يرى قطرَها نازلاً اسودا
بلادٌ تراهُ كما ساريقها فتبني
لتائبها مسجدا
و تُعرضُ زينتُها
في ليالي القمارِ إلى خاسرٍ تُفتدى

 يكادُ يصدِّقها في ذهولٍ فيهوي إلى دينِها مُرشَدا
فنسّاكُها يصنعونَ الإلهَ
ويعطونه العرشَ كي يُعبدا
مطيعينَ أبناؤها ينزفونَ
جثامينَهم ملءَ هذا المدى

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

790 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع