لقد اصاب العراقيين الملل من كثر الوعود

                                             

                            فلاح ميرزا

ليس من السهل معرفة الاتجاهات التى وضعتها الادارة الامريكية لسياستها الخارجية نحو العالم بعد النصر الذى تحقق لها فى الحرب العالمية الثانية فى العالم بعد ان كانت كل من بريطانيا وفرنسا وايطاليا تتحكم به  ومنذ منتصف القرن الماضى ظهرت قوى واطراف وانظمة  حكم تتوالى شؤون دولها بطرق متناقضة فى الافكار والعقائد والسياسات التى لا تتناسب مع مطلبات المرحلة القادمة فى البناء والصناعة وتبادل الخبرات وتشجيع فرص التبادل التجارى

والبحث عن المصالح ولان اوروبا انهكتها الحرب و تحت سلسلة من التغيرات الفكرية والعقائدية  انقسم العالم الى قسمين الاشتراكى الشيوعى والراسمالى الغربي وبينما شدد العالم الاشتراكي للبحث عن محطات للتبشير بالفكر الاشتراكى اهتم الاخر الراسمالى للبحث عن مصانع  وقواعد واسواق تجارية للتعويض عن الخسائر التى تكبدتها فى الحروب وتحت تاثير الاستراتجيات التى وضعها مفكرى تلك الادارة عبر دوائرها المتخصة وبواسطة خبراء فقد استخلصوا الى الخطوط العريضة للعمل وفق المصالح المطلوبة من جراء ذلك وبالتاكيد فان الذى عرفناه  وكشف لنا عنها  لايشكل الا جانب ضئيل لايعبر فى الواقع عن حقيقة نواياها فى المستقبل وغالبا فان خطط هؤلاء تعد لعقود من الزمن وتسير وفق البرنامج المعد لها بالاسباب والنتائج.  فى السياسة الامريكية نقاط جوهرية واستراتجية تركز عليها فى سياستها الخارجية وتستخدم لغرض الوصول اليها وسائل واساليب تكاد تكون مختلفة فى المعانى والاغراض والاهداف ولها طعم ورائحة والوان متنوعة ولها من الوسائل للترويج لها وايصالها الى غاياتها المطلوبة باساليب احيانا تكون سهلة ومقبولة لدى الدول كالزيارات المكوكية لكبارمسؤليها واحيانا عن طريق مؤتمرات او لقااأت تتخللها قبلات واحضان مابين اصدقائهم واعدائهم واحيانا استخدام القوة وفرض المقاطعة الاقتصادية وحجز اموال لاحزاب,وجمعيات والذى يعنينا هنا  وفى ظل الاجواء المتوترة التى تشهدها المنطقة ان هناك من له يد فيما يحصل ففى دراسة سابقة وضعها الكاتب والسياسى الامريكى روبرت كلغان (القوة والضعف) اكد فيها ان القانون الذى ينبغى ان يحكم علاقة واشنطن بالعالم خلال القرن الحالى يعتمد على مقايس القوة من حيث الحجم وكفاءة القوة العسكرية للدولة ومن اولوياتها الوطنية ويرسم حدود مستقبلها هذا القانون هو الذى طبقتة واشنطن فى العراق ولكنه كما نرى ادى الى نتائج سلبيه  والفشل بسبب عدم تطبيقه بشكل صحيح  ولانه قانون يقوم على عدم التعامل والتكيف مع التهديد بالرؤية الواضحة  بل يستهدف ازالته بالقوة والقوة المفرطة وحدها , وهو ذات المعنى الذى كان قد اسسه جابوتنسكي الاب الروحى للعنصرية الصهيونية منذ اكثر من سبعين عام للكيان الصهيوني فى فلسطين حين قال ثلاثة معا يجتمعون فى مهمة واحدة , الاول ان العالم يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم السفاحين اكثر والثاني ان التاريخ لاتصنعة الاحذية الثقيلة بل تكتبه ايضا والثالث ان القمة لاتتحمل الا شخص واحد وراء مدفع من العيار الثقيل من هذه  العقيدة القائمة على القوة كما اطرها كل من جابوتنسكى وروبرت كالغان  وما بينهما من قوى  وخبراء من تيار المسيحية الصهيونية جاءت استراتجية الادارة الامريكية ورؤسائها بشأن المنطقة ومنها العراق وسوريا, ان المشاريع الامريكية المعلن  منها وغير المعلن والتى لاتخفى على الدول واولهم الروس لانها ادرى بها وهم يفهمون نواهايا وتهدد مصالحها والتى اعتبرها المحلل السياسي بيترهوتشاروف انها لاتشمل فقط العراق او  سوريا بل لها من الاثار على دول غير العراق بل لها علاقة بما يجرى فى الشرق الاوسط واما  مايتعلق بالعراق فيقول انها ترى بانه سيكون لها جانبا رئيسيا منها وان الاخطاء التى وقعت فى الماضي  قد حصلت ونحن بحاجة الى موقف اكثر قبولا, وان العالم بدء يتفهم فى الغرب قبل الشرق بان تلك الاستراتجية لن تؤدى الى حلول قد تراها الادارة الامريكية ذات فائدة  لتحسين صورتها فى العالم فلم يبقى ماهو غيرواضح لاصحاب المصالح التى تبحث عن الغنائم ليس فقط  التى تقتصر على العمليات التجارية بل لتكون لها من  الاثار الايجابية لحل المشاكل المالية  وموضوعات الطاقة والبيئة وديون الدول الاوروبية والعملة الاوروبية لهذا تحولت المؤتمرات التى لها علاقة بهذا الشان من مؤتمرات لحل الازمات القديمة والانية الى خلق ازمات جديدة لاتنتهي بفترة محددة بل لتستمر ازمة تولد ازمة ويبقى موضوع الامم المتحدة مراقب من خلف الستار.ولو عدنا الى الاسباب التى ادت الى الفوضى فى منطقة الشرق الاوسط لوجدنا ان الولايات المتحدة وجدت من مطالبة العراق بالكويت فرصة لتدخلها وشانها الحرب على العراق مرتين المرة الاولى عام 1991 والثانية عام 2003 التى احتلت اراضية وانتزعت السلطة من اصحابها الشرعيين بينما التاريخ يروى لنا بان النزاعات الحدودية لاترتبط بنوع الحكم فعندما كان الحكم الملكى قائما فى العراق كانت المطلبة بالكويت قائمة ايضا ومشاكل الحدود التى وضعت فى فترة الاستعمار ولا تكاد توجد دولة فى  المنطقة ليست لها مطالب اقليمية فى اراضى الاخرى من هنا يعتقد الامريكان بان دورهم لاغنى عنه لاقرار الامن وذلك ازاء التناقضات العقائدية والسياسية  والمطالب الاقليمية .
  الامور التى وصلت اليها اوضاع العراق والتى اشار اليها كل من له شان بها اوليس له بها شان ؟ واصبح يتحدث  بها القاصى والدانى  وكذلك ما يجرى في اليمن وليبيا والنووى الايرانى والدولة الفلسطينية باتت وكانها فلم هندى طويل فى وقته ومتقلب فى معانيه وقد تتشابه تلك الحالة مع وضع الادارة الامريكية التى قالت بما لم يتحدث به اصحاب القضية انفسهم لا لانهم ليسوا ذو شان بموضوعها وانما لملل والازدواجية التى اصيبوا بها من جراء ماشاهدوه وماسمعوه من امنيات  فوسائل اعلامهم تكشف فى كل يوم ما خلفته الولايات المتحدة من اثارمدمرة ليس فقط على العراقيين بل على بيئة العراق وبنيته السكانية واجياله المستقبلية ولانها لا تبالى بما جرى فان دول اخرى المحيطة به مارست نفس الدور(ايران وتركيا) ولانها اشبه بالوليمة المشاعة يتسابق عليها الجميع, الرئيس الامريكى اوباما وقبله وعدوا العراقيين بان المستقبل الديمقراطى  السعيد سيكون لهم وجعلوا من تصريحاتهم مادة اعلانية لاقناع الامريكيين بانتخابهم كل اربع سنوات وجعلوا ايادى العراقيين مرفوعة اليهم منتظرين وعودهم فى حين الامور تزداد سوء يوم بعد يوم انه اشبه بالانتقام الذى لايمارسه الا اليهود المتعصبين الذين ينظرون الى العرب و الاسلام بهذه الصورة انهم يحلمون بالعودة الى زمن الجاهلية والعصور الاولى واقنعوا الادارة الامريكية التى اغلبهم يحملون نفس الاعتقاد بان العالم ليس له فهما اخر غير ماجاءت بها نبوااتهم التوراتية التى خدعوا بها اقوام الكرة الارضية على مدى التاريخ فلهم اليد فى كل الازمات والحروب والصراعات  فى العالم لذلك فاخلاقهم تتشابه مع اخلاق العاهرة  التي تحسن التصرف مع جلسائها قبل الفعل المطلوب منها اداءه وبمجرد الانتهاء منه تظهر لك اقبح الصفات .ومنذ مايزيد عن عشرة سنوات نسمع ونصغى الى ما يقوله الاعلام الامريكى نقلا عن مصادر رفعيه بان الادارة الامريكية مستاءه من تصرفات حكام العراق الذين جاؤا بهم من الشوارع ولكنها بنفس الوقت تمنحهم الدعم والتشجيع للاستمرار فى نهجها الذى مقته العرب وغيرهم وهو بالتاكيد لايعبر عن مشاعر الشعب الامريكى  وهى بذلك تظهرللعالم بازدواجية المواقف التى تتعامل بها مع الاخرين الصين والروس وايران وتركيا والسعودية فكل هؤلاء اصيبوا بنفس المرض فى التعامل مع جيرانهم  ونجد لهم تصريح يناقض تصريح وموقف يناقض موقف وبمرور الزمن اصاب الناس الملل واليأس بعد ان تيقنوا بان الامر لايدعو سوى ضحك على الذقون لسبب واحد وهو ان المظاهرات التى سمعنا عنها والتى جرت فى عدد من دول العالم ادت الى تغير انظمة وحكومات ودول وكلنا يتذكر كيف سقط جدار برلين وتوحدت الالمانيتين الشرقية والغربية واصبحت المانيا الاتحادية وكيف سقطت الشيوعية بسقوط الاتحاد السوفيتى وتجزء واصبح يطلق عليه روسيا الاتحادية بعد انفصال عدة دول عنه ناهيك عن مظاهرات مصر وتونس وليبيا واليمن التى اقالة حكومات وابدلتها بغيرها الا مظاهرات العراق التى كان هدفها توحيد العراق والتخفيف من معاناته الطائفية وارجاع كيانات الدولة الى سابق عهدها حيث الكفاءة والنزاهة والامن  وبعين اصابها العمى واذان غير صاغية لم تستجيب لها الادارة الامريكية بل عملت على التقليل من اهميتها , تلك امور اصبح يدركها ويفهم معانيها الجاهل  قبل المتعلم ؟ الا الرئيس الامريكى الذى اعطى لها الاذن الطرشة ولم يفهم ماتعنيه تلك المظاهرات  ووعد العراقيين بمستقبل افضل  عندما يتمكن من القضاء على الارهاب ودولته الاسلامية اى عندما يصبح العراق ثلاثة اقسام وعندما يهاجر المتبقى منهم من لم يصيبه المرض والموت والدمار انه فلم امريكى بصياغة وتمثيل هندى وبين هذا وذاك يبقى العراقيون تحت تأثير المخدرويرددون مع انفسهم  المثل الشعبى ردناه عون طلع فرعون. وعذرا على المثل

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

990 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع