علي الزاغيني
نتفق جميعا ان الإرهاب لا يمكن ان يتوقف ما لم يكون لجميع الدول مشاركة فعلية بالحد من انتشاره وبالتالي القضاء عليه وبخلاف ذلك سيكون تأثيره خطير ومباشر حتى لصناعه وداعيميه بعد ان يتمدد بشكل يفوق التصور ويصعب حصره في زاوية معينة .
ان ما جرى في فرنسا مؤخرا من عمليات إرهابية كانت حصيلتها من الابرياء اكثر من 120 قتيل واضعافها من الجرحى هو نتيجة تأمر وتخطيط مسبق و خطير لتنظيم داعش الإرهابي ومسانديه من اجل الإخلال بالأمن وزرع الارهاب في كل مكان في العالم وهذا بحد ذاته تحول خطير وقد يطول عدد من المدن الأوربية الأخرى ويجب الوقوف عنده وإعادة النظر بجميع الاتفاقيات الامنية ومساعدة الدول التي تحارب الارهاب العالمي من اجل ان يتوقف تمدد هذا الخطر الكبير ويصعب السيطرة عليه .
بحقيقة ان ما يجري من عمليات إرهابية وقتل وتهجير سواء بالعراق او سوريا وغيرها من الدول هي نتيجة تواطئ كبير من قبل الدول الكبرى وبعض الدول الاخرى التي تدعم الارهاب العالمي بالأموال وهذه حقيقة لا يمكن ان يتجاهلها التاريخ وسوف تدفع ثمنها تلك الدول بعد حين عندما تكبر تلك الافعى التي ترعرعت ونشات تحت غطائهم ورعايتهم لها وتبرر لهم افعالهم الاجرامية وهذا منافي للانسانية ويجب الوقوف ضده بكل قوة , ان العمل الارهابي الاخير الذي وقع في فرنسا بحقيقة الامر عمل ارهابي خطير لا يختلف عما يجري بالعراق ولا يمكن ان يتجاهله العالم بعد ان تم التخطيط لهذا العمل الاجرامي من خارج فرنسا ونفذه المجرمين بكل وحشية وقسوة .
ان فرنسا دائما ما تكون هدف للإرهابيين وقد طالهتا يد الارهاب بالسنوات الماضية وتلقت العديد من التهديدات باستهداف مصالحها ورعاياها في الداخل والخارج , ولعل اخر الاعتداءات وأكثرها دموية قبل اقل من عام التي استهدفت مقر (جريدة شارلي ايبدو الأسبوعية ) وهذا يدلل على استهداف فرنسا بالعمليات الارهابية ويجعلها اكثر الدول الاوربية استهدافا للإرهاب لأسباب قد تكون مجهولة لنا او لا تزال غامضة بعض الشئ .
وحسب ما رصدته احدى الاذاعات الفرنسية ان فرنسا تعرضت لموجات ارهابية كثيرة خلال السنوات الماضية ولعل ابرز تلك العمليات الذي وقع في السابع من يناير 2014 كما ذكرنا سابقا الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو التي نشرت صور ساخرة ومسيئة للاسلام والنبي محمد (ص) وكانت نتيجتها مقتل 12شخصا
وفي 11 و15 مارس 2012: المتطرف محمد مراح يقتل المظلي عماد ابن زياتن في تولوز، والمظليين عادل شنوف ومحمد لقواد في مونتوبان ثم مريم مونسونيغو (8 سنوات)، وغبريال وأريح وسندلر (4 و5 سنوات)، ووالدهم جوناثان في 19 مارس في مدرسة أوزار حاتوراه اليهودية في تولوز، وذلك قبل أن يقتل برصاص الشرطة في 22 مارس في شقته.
3 ديسمبر 1996: اعتداء بالمتفجرات استهدف سكة شبكة النقل الحديدي السريع (ROR ) في محطة "بور رويال" في جنوب باريس، مما خلف أربعة قتلى و91 جريحًا، وبدت هذه العملية الإرهابية باستخدام قارورة غاز شبيهة بموجة اعتداءات في 1995.
25 يوليو 1995: انفجار قنبلة في سكة شبكة النقل الحديدي السريع (ROR) في محطة "سان ميشال" في قلب باريس، مما خلف 8 قتلى و119 جريحًا، ونسب الهجوم لمتطرفين جزائريين، وشكل الأشد في موجة من تسعة هجمات إرهابية خلفت ثمانية قتلى وأكثر من 200 جريح خلال الصيف، وفي 2012 حكم على رجلين بالسجن المؤبد بعد إدانتهما في اثنين من هذه الهجمات.
17 سبتمبر 1986: اعتداء بقنبلة أمام محلات "تاتي" في شارع "رين" بباريس يخلف سبعة قتلى و55 جريحًا، واندرج ضمن 15 اعتداء (ثلاثة منها فاشلة) نفذتها شبكة فؤاد علي صالح المقربة من إيران عامي 1985 و1986، أوقعت مجتمعة 13 قتيلًا و303 جرحى.
31 ديسمبر 1983: قتيلان و34 جريحًا في محطة سان شارل بمرسيليا (جنوب) إثر انفجار قنبلة، وقبل ذلك بدقائق، سقط 3 قتلى و3 جرحى في انفجار في القطار الفائق السرعة الرابط بين مرسيليا وباريس في مستوى "تان - إيرميتاج"، وتبنت الهجومان منظمة تطلق على نفسها "منظمة الكفاح العربي المسلح".
15 يوليو 1983: 8 قتلى و54 جريحا في انفجار قنبلة قرب مكاتب التسجيل التابعة للخطوط التركية في مطار أورلي قرب باريس، وحكم في مارس، على 3 أرمن في هذا الاعتداء بأحكام بالسجن من 10 إلى 15 عامًا.
9 أغسطس 1982: كومندوز مكون من 5 أشخاص، أطلق النار ورمى قنابل يدوية داخل مطعم "غولدنبرغ" في شارع "لوزييه" في قلب الحي اليهودي بباريس، ما أوقع 6 قتلى و22 جريحًا، ولم يعرف إلى حد الآن منفذ الهجوم الذي نسب إلى مجموعة أبو نضال.
29 مارس 1982: هجوم على قطار يربط تولوز بباريس كان يفترض أن يكون ضمن راكبيه عمدة باريس حينها جاك شيراك، وأوقع الهجوم 5 قتلى و77 جريحًا، ويبدو أنه مثل أول العمليات الانتقامية للإرهابي إليش راميريز سانشيز الملقب (كارلوس) بعد اعتقال اثنين من عناصر مجموعته السويسري برونو بريغي وصديقته ماجدولينا كوب.
3 أكتوبر 1980: انفجار قنبلة أخفيت في حقيبة دراجة نارية أمام كنيس يهودي بشارع كوبرنيك بباريس عند موعد الصلاة، ما خلف 4 قتلى و20 جريحًا.
من هذا المنطلق يجب ان لا تقف فرنسا مكتوفة الأيدي وتدع الارهاب يطرق أبوابها كل فترة ويجب ان لا تمر هذه الجريمة البشعة دون عقاب لكل من ساند وخطط ونفذ العمل الإرهابي وان لا تقف عند حدود الموقف الإعلامي والتصريحات فقط وان تذهب ابعد من ذلك بكثير بتدمير كل اوكار الارهاببين في كل دول العالم وليست في فرنسا وحدها وتشارك مشاركة قوية الى جانب روسيا بمحاربة نظام داعش الارهابي وتساهم فعليا بصنع السلام العالمي بعد القضاء الكلي على عصابات داعش و محاسبة من يقف وراءه من انظمة وشخصيات تدعمه بالاموال والاسلحة .
قد يتصور البعض ان العملية الارهابية الاخير التي طالت فرنسا قد تعرقل استقبال اللاجئين او عدم التعامل معهم بطريقة لائقة وانسانية ولكن اعتقد ان اللاجئين هربوا من حجيم الحروب وويلاتها الى دول الاتحاد الاوربي بعد ان طالهتم وعوائلهم وعانوا من تلك الحروب وماساتها المستمرة وكذلك الاوضاع الماساوية التي جعلت منهم يلذون بالفرار وتركت منازلهم وتاريخهم من الخلاص والعيش بسلام وامان ويجب عدم الربط بين المهاجرين والارهابين وان كان البعض لديه شكوك بهروب اعداد من الدواعش مع المهاجرين واعتقد ان هؤلاء يمكن التعرف اليهم وبالتالي معرفة ما يخططون اليه واحباط تلك المحاولات قبل حدوثها .
ليكن العمل الارهابي الاخير في فرنسا درسا لكل الدول وتشعر بمرارة العمليات الارهابية التي طالت العراق منذ 2003 ولا تزال تحصد الابرياء دون ذنب سوى انهم عراقيين عشقوا وطنهم وضحوا من اجله وان تقف هذه الدول مع العراق من اجل محاربة الارهاب ودحره وان يعم السلام والامان في ارض الحضارات وادي الرافدين .
982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع