بثينة خليفة
قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مواصلة رحلات الخطوط الجوية السعودية إلى شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة يعد من القرارات المهمة والواعية في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية وما تواجهه مصر ودول الخليج العربي من محاولات دؤوبة لضرب أمنها واستقرارها وجرها نحو الخراب الاقتصادي والتفتت.
بريطانيا وأميركا وإسرائيل تريد ضرب الاقتصاد المصري من خلال القضاء على السياحة المصرية، فإسرائيل لا تريد لمصر أن تنهض من جديد، والغرب - متمثلا في بريطانيا وأميركا - لديه خطة تجاه الشرق الأوسط كله، ومصر بطبيعة الحال في قلب هذه الخطة التي تعطلت بسبب ثورة الثلاثين من يونيو التي قام بها المصريون ضد حكم الإخوان المتحالف مع الغرب.
والسعودية على مدار تاريخها لم تترك مصر وحدها في لحظات الخطر لأنها تعلم أن سقوط مصر سيجر الأمة كلها إلى الانفراط والضياع، ورأينا المواقف السعودية والإماراتية والكويتية والبحرينية القوية تجاه مصر عندما حاول الغرب محاصرتها بعد تخلصها من حكم الإخوان، وها هي السعودية مرة أخرى تقول لا لضرب الاقتصاد المصري وترفض محاولات الغرب الساعية لترويج فشل مصر في مواجهة الإرهاب من خلال سيل التقارير والمقالات التي ملأت الصحف البريطانية حول حادثة الطائرة الروسية.
ولابد أن نعي جيدا أنه لم يبق للدول العربية الناجية من الفوضى حتى الآن سوى التضامن فيما بينها ولا تنتظر شيئا من أي طرف خارجي، وفي هذا السياق لابد أن نقول إن مصر ودول الخليج تتكئ على بعضها في هذه المرحلة الخطيرة وكسر أي منها سيكسر الآخر دون أدنى شك.
وقرار خادم الحرمين الشريفين بمثابة رسالة لكل السياح العرب بضرورة قضاء عطلاتهم بجمهورية مصر العربية من أجل إبطال مفعول الحصار الذي تحاول فرضه مجموعة الدول المتآمرة التي استغلت حادث الطائرة الروسية من أجل ضرب اقتصادها، ولكي تعرف هذه الدول أن التضامن العربي لا يزال على قيد الحياة وأن الأمة لم تمت.
ماذا لو قام المواطنون الخليجيون ممن يقضون اجازاتهم في الدول الأوروبية بالتوجه إلى مصر هذا العام ليقوموا إلى جانب الاستمتاع بالإجازة بأداء واجب قومي من خلال المساهمة في دعم الاقتصاد المصري وحتى تتمكن مصر من المرور من هذه المرحلة، ولكي يعرف كل من يهمه الأمر أن الوعي العربي لم يمت.
وماذا لو قام الكتاب الكبار وقامت كبريات الصحف العربية ووسائل التواصل الاجتماعي بتخصيص حملة ترفض وتقاوم مؤامرة ضرب السياحة المصرية وتدعو المواطنين العرب إلى السياحة في مصر؟ وماذا لو قام المسؤولون عن السياحة في مصر بالتواصل مع الصحف العربية للقيام بهذا الدور القومي.
وإذا كانت هناك دول تحاربنا بسلاح السياحة فلابد أن نرد نحن أيضا بسلاح السياحة.
1042 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع