جابر جعفر الخطاب
عـــــراق الـيـــوم
عراقٌ أرضه ُ ذهب ُ كأنّ َ رماله ُ الشهب ُ
جرت شعرا جداوله ُ وفاض بأرضه الأدب ُ
شموخ النخل قامته ُ بوجه الدهر منتصبُ
لكل فضيلة وطن ٌ وكل سماحة قطبُ
عراقيون معدنهم أصيل في الوغى صلبُ
نسيم الصبح لطفهم ُ وإعصار ٌ إذا غضبوا
يوحد شملهم وطن ويرفع شأنهم نسبُ
إذا نادتهم العلياء في ميدانها وثبوا
وإن كلت سيوف الحق ما كلـّوا وما تعبوا
وإن نضبت بحارُ العزم والإيثار ما نضبوا
***** * *
عراق ق في دروب المجد أمّ ٌ للعلا وأبُ
عظيم في إرادته كبيرٌ ليس ينشعب ُ
شمال ربوعه دنف بدفء جنوبه طربُ
يهيم الهور بالشلال يهزج باسمه القصب ُ
عراق صدره بالحب للدنيا لنا رحب ُ
كأن السحرَ يا بغداد من عينيك ينسكبُ
فيا أستاذة الدنيا بفضلك تشهدُ الكتبُ
ويا لحن الخلود على نياط القلب ينسحبُ
ويا شمسا إذا طلعت شموس الكون تحتجبُ
*******
عراق في عصور الفكر ذاك المنهل العذبُ
على أشجان أمته كريم ساهر ٌ حدبُ
أصاب جناحه قدرٌ فهذا خطبه عجب ُ
كنوز الخير تسكنه ُ ويسكنُ أهلهُ النصبُ
ويشهد ( ثورة ) الإعمار لكن حاله خرب
يطوف الموت في الآفاق والإنسان مرتعبُ
بيوت هدها عوز ٌ وأطفأ زهوها السغبُ
وطاقات معطلة تجاوز حقها الطلبُ
طموح شبابه قلقٌ وفي الآفاق مغتربُ
فربُ العلم مفترشٌ رصيف الذل يكتسبُ
وأميون عندهم ُ تباعُ وتشترى الرتبُ
يتيم ٌ حاله تربُ بنار البؤس محتربُ
وأرملة ٌ يذوب القلب منها وهي تنتحبُ
وبيت المال بيت الشعب باسم الحق ينتهب
ومسؤولُ يقول ( الصدق ) لكن صدقه كذب
وحج ٌ من مناسكه ِ يرادُ الإسم ُ واللقب
كبائر تجرح الأعراف باسم الدين ترتكب ُ
إذا هبت أعاصيرٌ ودمدم َ حولهُ اللهب ُ
وغطت أفقهُ سحب ٌ تتابعُ زحفها سحب ُ
سيحضن ُ ليلهُ قمرا تغازلُ ضوءَه ُ الشهبُ
2/ 9/ 2015
932 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع