بقلم /حسين عبالحكيم*
بعقوبة بين الماضي والحاضر
من منا لا يعرف بعقوبة وكيف نشأت هذه المدينة العريقة ربما قلمي لا يساوي شياً انها مدينة عرفت بالجمال والحضارة .
تسمية بعقوبة جائت من تسمية ارامية وتعني (بيت يعقوب) يمتد تاريخ بعقوبة الى ماقبل الفتح الاسلامي تشتهر في العراق باسم مدينة البرتقال لكثرة انتشار بساتين البرتقال حولها كما تشتهر بزراعة اجود انواع الحمضيات وزراعة النخيل والعنب . هذه المدينة انجبت العديد من الرجال منهم الامام علي بن ادريس البعقوبي الملقب (ابى ادريس ) وايضاً الامام الشريف البعقوبي الملقب ( ابى المكارم ) .
والسيد رشيد عالي الگيلاني رئيس وزراء العراق السابق ولد ونشا في بعقوبة قرية السادة والسيد عبد الرحمن الكيلاني ( النقيب ) رئيس اول حكومة عراقية في العصر الحديث نشا وتربى عند خواله ال الكيلاني وكثير من العلامات منهم افندي . وقد يخونني السرد لان تاريخ بعقوبة كبير وحافل توالت الازمان والمكانات وبعقوبة حافلة بالبساتين والجمال والعذوبة
وبتاريخها المشرف . لنبدا خطوتنا ونسير الان في الجسر الحديدي الذي بناها الانكليز والذي يرتبط بشارع المحطة والبلدة
ما ان تسير على الجسر الحديدي سترى جمال وسحر طبيعة بساتين البرتقال على جانبيك والنسيم العليل تلك البساتين التى تزهو بأجود البرتقال والحمضيات من قريه شفتة الجميلة وستكمل خطواتك وصولاً للبلدة الذي تفصل بين مركز المدينة وبقية المناطق كالتحرير وبهرز . ستسير الى جانب خريسان ذلك النهر العتيد بالاصالة والحب .
لا زال محافظاً على ضفافه الجميلة وياسه الاخضر اللامع . لكن مياهه تارة الجريان وتارة الإنقطاع .
حاضر بعقوبة الان ليس كسابقها تغيرت كثيرا هذه المدينة واندثرت تلك المعالم منها سينما ديالى التي هدمت واصبحت مكباً للنفايات مثلما تركت محطة سكك بعقوبة واصبحت احدى دوائر الدولة ومقهى اخر .لم يعد بأمكانك انت تسير وتدخل لشارع المحطة الا بترخيص مسبق جمال شارع المحطة محاطاً بتلك الكتل الكونكريتة واندثر ذلك الالق الجميل . كثير من الشوراع غلقت بتلك الكتل الكونكريتة التي شوهت جمال بعقوبتي . الذي يحتضننا فقط الان ضفاف خريسان وعدد من المقاهي كمقهى الزهاوي الرائعة التي تجد بها نخبة مثقفي بعقوبة من ادباء وشعراء ومعلميها من الرواد والرياضين الكبار .عندما يحدثنا احدهم تنتابه الغصة وينتابنا شعور الحسرة على ذلك الزمن الجميل . لم تعد تلك البساتين التي تثمر البرتقال بسبب العطش وتجريف البساتين بسبب التمدد السكاني .وما أن تتجول عصراً في خريسان ستجده محاطاً بالنفايات ودخانه الذي لوث النسيم النقي . بعقوبة في الخمسينات اجمل بكثير من الان نحتاج تلك الورود والازهار الماضية . لكن رغم ماعصفت به بعقوبة ستبقى جميلة وسيبقى ذلك الحب الازلي والابدي لها ندعوا الله :
أن تعود مدينتنا لتحتضن الجميع ..
ويستظل تحت خيمتها الجميع ..
وأن تعود البسمه على شفاه الجميع..
وتزهو بساتينها برائحة الورد ..
ويتمتع أهلها بجريان ماءها العذب ..
ويحضر أهالي محافظات العراق لزيارتها كما كانوا متنعمين بسفراتها...
وأن يعود العراق جميعا كما كان ..
ومن الله التوفيق
*مدير مكتب الگاردينيا في ديالى
1469 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع