مسؤولون كبار , يحاولون وهماً ان يتضاحكوا على ذقن المواطن العراقي , على ان بينهم وبين البعث كسر عظم لا يجبر , وتاخذ عنترياتهم مشواراً من المزايدات المفتعلة , ومكاتبهم مؤثثة بأعضاء فرق الزمن البعثي , قناعاتهم الساذجة , على انهم نجحوا في تمرير ذات الفصل من السرحية المملة , تصطدم الآن بسخرية المواطن على حجم السذاجة التي تلفهم , وهو يبسق معاناته على كامل صورتهم .
يقول المثل " خابر لو متلمس " اي سمعت الأمر خبراً ام عشته ولمسته حدثاً ؟, المواطن الذي يتلمس البعث في كل زاوية من حياته اليومية , يصمت ضاحكاً على ذقن الحالة العراقية , تؤرخ رزنامة معاناته رموز سلطة اللاقرار مروا تاركين جراحاً غائرة في المستقبل العراقي , وهو على قناعة , سينتهي بهم الأمر بقايا اثار مرحلة استهلكت بريق اسمائهم وتواريخ احزابهم وكياناتهم رغم محاولاتهم الهروب منها بأفتعال اسماء وواجهات جديدة , استهلكت هي الآخرى عبر سنوات قلائل , ولن يتبقى امامهم الا لعبة افتعال الأزمات وترك المواطن مختنقاً داخلها فاقد الرشد والبصيرة يبحث عن قضيتة في غير مكانها .
ربوتات المنطقة الخضراء , المبرمجة المندمجة هجيناً مع البعث تمارس الآن , بقسوة وعبثية تمزيق الهوية المشتركة للضحايا .
العراق المتنازع عليه دولياً واقليمياً ومحلياً , تصدر الى داخله ازمات واسباب فتن عبر شبكة اختراقات واسعة, طريقها معبدة بمليارات الدولارات , ثمناً لتفريخ العديد من كيانات الأستعمال المحلي .
البيئة العراقية التي كانت يوماً جميلة بمكوناتها ووحدة هويتها , اصبحت الآن موبؤة بأعراض الكارثة , فالصراعات الخارجية , استوردت واصبحت حالة ( ظاهرة ) عراقية تمارس فعلها في تمزيق وتدمير السلم العراقي , انتزعت من المجتمع هوية الأخوة والتضامن واستبدلتها بأخرى ملونة بأسباب الفرقة والكراهية والأحقاد .
وسط بيئة الأزمات , المفتعلة بمجملها , المميزة بوفرة اسبابها ومضمون حراكها البعثي , يتم قتل السلم الأجتماعي وتاريخ المحبة وحضارة التآخي والبناء, تتصدرها لعنة الطائفي القومي , شاهد زور على جريمة تقطيع اوصال الوطن والسمسرة على اجزاءه .
مسلسل الأزمات سوف لن يصل الى نهايته , ما دام هناك احتياط لا ينضب من منابع اسباب الفتن والفرقة والكراهية تحت تصرف سماسرة المرحلة , وبعد ان يحصد هجين السلطة , مكاسب المشتعل , ويتجاوز رماد الحاضر العراقي , يرمي عود الأشتعال على الجاهز من وقود الأزمة القادمة . واخرها وليس نهايتها , ازمة الأحتكاكات والتهديد بالأقتتال حول ( المتنازع عليها !!! ) بين المركز والأقليم عبر قوات دجلة والوية البيشمركه , والتي لا تتجاوز اهدافها الملحة بعض النقاط الأنتخابية التي سيحققها القادة هنا وهناك , وسائل تغلف نوايا وغايات المضمون البعثي , الذي يشكل القسم الأكبر والأكثر دهاء وفعالية من داخل هجين السلطة , النتائج المآساوية ستكون دائماً على حساب توتر ومعاناة ولـد الخايبة من كادحي العرب والكود ومواطني المكونات الأخرى .
الوعود والتصريحات النارية من داخل تلك البيئة الموبؤة , حول مخرج تقديم الأنتخابات او حكومة الأغلبية البرلمانية او غيرها , لم تخرج عن اطار اللعبة المشتركة , فقاعات اعلامية لأهداف انتخابية لا تصمد امام واقع الحراك من داخل المنطقة الخضراء , محاولة قد لا تحقق كامل اهدافها في جعل المواطن العراقي ينتحر بصوته مرة اخرى , لكنها الآن افضل اوراق لعبة الهجين .
اندماج البعث بكيانات السلطة ومؤسساتها , اصبح هجين اصيل فوق الشبهات والتأويلات , يغص بحقيقته الأعلام الحكومي وتضليلات المتورطين ومغالطات المسؤولين , المواطن وحده يتحسسها ويعيشها ويدفع ضريبتها .
سؤال مشروع يواجه البعض بمنتهى الوجع . لماذا تلك المواقف السلبية ( والمشينة حد اللعنة ) التي تقفها كامل اطراف حكومة المصالحة والمشاركة , والتي تمتلك الأحزاب الأسلامية القومية قوة القرار فيها , من ملايين الضحايا التي تركها نظام البعث بدأً من انقلاب 08 / شباط / 63 الدموي وحتى 2003 , ومحاولة تطويق ومحاصرة اكثر من اربعة ملايين عراقية وعراقي داخل المهجر والترفع عن مصالحتهم وتعويضهم واعادة حقوقهم وما هدر من كرامتهم وادميتهم , في حين فتحت الأبواب لأستقبال وايواء الزمر البعثية متأبطة اخطر الأنتحاريين والأرهابيين , حتى نقلت الأخبار اخيراً ( ولا يمكن تكذيب الأمر في الحالة العراقية الراهنة ) على ان عزة الدوري قد دخل العراق ثم غادر بعد ان ترك خلفه اتصالات واتفاقات وتعهدات , لماذا لا ؟ ومن يمثله يشكل الآن مع معارضي الأمس كامل هجين حكومة الشراكة الوطنية !!! ؟؟.
الأربعة ملايين من ضحايا النظام البعثي في الخارج , بينهم الاف الكوادر العلمية والمعرفية , لا زالت ضمائرهم وتقاليدهم مشبعة بالقيم الوطنية لمشروع ثورة 14 / تموز / 1958 , يفكروا ويتعاملوا بصدق وامانة مع قضايا وطنهم وحاجات شعبهم , هذا القطاع التربوي المميز بالأستقامة والكفاءة والنزاهة , سيصطدم حتماً بفساد بيئة نظام التحاصص الذي تشكلت منه حكومة الشراكة وعلى اساسه نشاءت الدولة العراقية مشوهة ضعيفة .
ملخص الأمر : ان البعث , بسوابقه ودمويته والشرير من غاياته واساليب غدره , هو الأقرب اجتماعياً وعقائدياً وايديولوجياً وسياسياً الى الأحزاب والكتل الأسلامية والقومية الحاكمة الآن , وتشكل المواقف العدائية والدموية في اغلب الأحيان من الوطنية العراقية ومشروعها العراقي القاسم المشترك بينها تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً, وهذا هو جوهر المأزق العراق الذي سيتواصل معاناة عراقية .
1213 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع