أحاديث في المجالس الرمضانية منها مسألة أئمة المساجد

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 13 تموز/يوليو 2014 09:00

كتب بواسطة: د.محمد المسفر

                      د. محمد صالح المسفر

في مجلس أبو تراب لا يوجد فيه لهو (لعبة الكوتشينة ــ الورق، أو الضومنة أو الكيرم) أو غير ذلك من ألعاب التسلية وهدر الزمن حتى يحين موعد الغبوق، وبعد الغبوق ينفض السامر.

رواد مجلس أبو تراب يتحدثون في كل صغيرة وكبيرة في السياسة في الاقتصاد في التعليم والامتحانات النهائية للطلاب يتحدثون عن الأمن والقانون ويتحدثون عن أئمة المساجد ومعاناتهم المالية وزحام المرور أستطيع أقول إنهم يتحدثون ويتجادلون في كل المواضيع التي تشغل الساحة المحلية والعربية والدولية.
لقد توقف رواد المجلس طويلا عند أئمة المساجد وتناولوهم بالنقد الشديد وخاصة بعض خطباء يوم الجمعة الذين قال أبو ضرار عنهم إنهم لا يبذلون أي جهد في إعداد خطبة الجمعة وتجد بعضهم ينتقل من موضوع إلى موضوع في خطبته دون ربط بين تلك المواضيع، إنهم يتحدثون عن الآخرة ولا هم لهم بإصلاح الدنيا لتصلح لهم الآخرة . قال أحد السمار يا إخواني لا تلمون خطباء الجمعة ولا أئمة المساجد على تقصيرهم، هل تعلمون أن إمام المسجد مرتبه الشهري لا يزيد عن 4500 ريال؟ كيف يستطيع أن ينظم معيشته ويدخر لكبر سنه عندما تنتهي خدماته وكيف يستطيع أن يعلم أولاده وينفق عليهم. الأسعار مشتعلة نار والتجار لا يرحمون فقيرا ولا محتاجا .. قال آخر: مصححا القول السابق إن راتب إمام المسجد 10500 ريال قال أبو معاذ: يا أخي مبلغ 7000 ريال بدل سكن ومطلوب منه مصاريف الكهرباء والماء والهاتف ومصاريف العائلة فكيف يستطيع العيش بذلك المبلغ الزهيد. اقترح أبو تراب حفظه الله على وزارة الأوقاف أن تخصص لأئمة المساجد من الأموال الوقفية ومن بند الزكاة مبلغا لا يقل عن 10000 ريال شهريا، ولا تحتسب من الميزانية العامة للأوقاف، ويضاف ذلك المبلغ إلى راتب إمام المسجد البالغ 4500 ليصبح دخله الشهري 14500 ريال ويوفر للإمام السكن المريح واللائق به كإمام الأمر الذي يجعله أكثر عطاء وينصرف للبحث في علوم الدين وتقديم علم ديني نافع مبني على البحث والعلم والمعرفة . قد يستكثر بعض القيمين في وزارة الأوقاف وشؤون المساجد المبلغ المذكور. وفي هذه الحالة ـــ أي حالة استكثار المبلغ المقترح ـــ فعلى الوزارة المعنية أن تتحمل مصاريف الدراسة لثلاثة من أبنائه وتوفر للأسرة العلاج الصحي وتعفيه من مصاريف الكهرباء والماء، وعلى أهل الخيام الرمضانية استقطاع جزء من ميزانية الخيام الرمضانية والتي تقدر بالملايين وتجمع عن طريق الوزارة وتوزع على أئمة المساجد كحق سنوي وبذلك يساهم أهل الخير في الارتفاع بمكانة إمام المسجد وإلا فإننا سنصلي خلف موظف مهموم بحاله المالي ومن ثم يكثر علينا سجود السهو.
(2)
أبو كنافة: لم يرق له الحال ورفع صوته قائلا يا إخواني هل تتابعون أحداث غزة ؟ أميرنا الشيخ تميم قام بحل أزمة دفع المرتبات وأعلن تبرع قطر بكامل الاستحقاقات المترتبة للموظفين العاملين في قطاع غزة الذين رفضت حكومة محمود عباس دفعها تحت ذرائع واهية، تارة تقول حكومة عباس بأنه لا يوجد بند في ميزانية الرواتب لتغطية مرتبات موظفي غزة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وإنهاء النزاع بين فتح وحماس، وتارة أخرى تقول إسرائيل ترفض أن ندفع مرتبات أهل غزة. وعلى ذلك رفضت حكومة محمود عباس استلام تبرع دولة قطر بهدف النيل من مواطني قطاع غزة والإمعان في تجفيف منابع دخلهم حتى ولو كان عن طرق رسمية. إسرائيل يا إخواني الأعزاء تشن هجوما جوا وبحرا وبرا على قطاع غزة وألحقت بها أضرارا بشرية ومادية، في الوقت الذي كان محمود عباس يتحدث في "مؤتمر للسلام" عقد يوم الثلاثاء في تل أبيب ولم يتجرأ على ذكر العدوان على غزة وهذا دليل مادي على تبعية عباس لإسرائيل وأنه ينفذ قراراتها تجاه غزة.
(3)
انتبه أبو الكلام بن صامت من سرحانه في متابعة الأخبار المتلفزة وقال: يا إخواني تحدثتم عن أئمة المساجد وحقوقهم وما يجب أن تكون عليه حالتهم، وتحدثتم باختصار عن غزة وما يقع عليها من عدوان من قبل إسرائيل وحصار ظالم من حكومة الانقلاب في مصر وتحدثتم عن عدم اكتراث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بما يجري على غزة، ونسيتم أو تناسيتم اختطاف مواطنين قطريين من الحدود القطرية وهم في طريقهم لقضاء إجازة قصيرة في دولة خليجية أخرى، قام بالاختطاف أجهزة أمنية رسمية من تلك الدولة، والأعراف الدولية تقتضي إبلاغ الدول المجاورة لها بأسماء المطلوبين لها أمنيا أو جنائيا من مواطني تلك الدولة، وفي حالتنا هذه ترتبط دول مجلس التعاون باتفاقية أمنية تفرض على الدول الأعضاء تبادل قوائم بأسماء ووظائف المطلوبين أمنيا أو جنائيا وهذا لم يتم . إذن ما فائدة مجلس التعاون إذا كانت أيدي الجهات الأمنية لها الحق في اختطاف أي مواطن أو مقيم في هذه الدولة أو تلك أو على حدودها.
آخر القول: مجلس التعاون الخليجي تأسس من أجل حماية الوطن والمواطن كما قالوا،لا من أجل ملاحقة المواطن في البراري والمدن وعلى الحدود . نتمنى إعادة الثقة بهذا المواطن وإلا ستحل علينا الكوارث من حيث ندري ولا ندري.