ثلاث شقيقات موهبة في رحلة الفن التشكيلي

   

الشبكة/ حيدر النعيمي:ثلاث شقيقات بعمر الورد يجمعهن حب الالوان، بالرغم من ان لكل واحدة فنهن طريقا خاصا تحلق به نحو خيالها الخصب، هن فراشات بأجنحة ساحرة متعددة الالوان يبهرن الناظر لرسوماتهن التي أشعلت ردود فعل متتالية خلال آخر مشاركة لهن في معرض الفنون التشكيلية.

كريستلينا ومارينا وجمانة فتيات بغداديات جميلات يعشن حالة عشق كبير مع الفرشاة واللوحات البيضاء اللاتي يزيننها كما يشئن.
تربين على الرسم منذ أول يوم انطلقن فيه نحو الحياة يمتلكن مشاعر أنسانية كبيرة وحساً عالياً ونقاء روحياً قل مثيله من بنات جيلهن أصطادتهن "الشبكة العراقية" في هذا الحوار.
 
صوتي جميل وأحب الغناء
بداية الحديث كان مع الترتيب الأول من بين الأخوات الثلاث "كريستلينا" التي أكملت منذ فترة دراستها في قسم تقنيات التحليلات المرضية تحدثت لنا حول رحلتها مع الرسم قائلة: مسيرتي مع الفن بدأت من تأثري بأخواتي الاكبر مني سنا وهن كل من "ليزا وروزا وديانا" حيث كنّ يرسمن بالقلم الرصاص والفحم وكان تأثري الشديد برسومات أختي روزا وعندما كبرت اعجبت بالرسام الانطباعي البريطاني وليام، وفي مرحلة الدراسة المتوسطة اصبحت محطاً لأنظار المدرسات والطالبات وشاركت في عدة معارض.
لاقيت التشجيع من الأهل بشكل لا يمكن وصفه، وخصوصا من والدتي حتى أني بمجرد مشاهدتها أحب ان أنطلق نحو الرسم على الفور فهي تعطيني دفعة معنوية أما الوالد فيشاركها التشجيع.
وبالنسبة لأول لوحة لي كانت عن موضوعة المرأة وحريتها ووقتها كنت في مرحلة الدراسة الأعدادية، وسبب أختياري لهذا الموضوع كونه يؤثر بي كثيرا واعتقد انه بالرغم التغيير الذي حصل في البلد مازالت المرأة مقيدة في جوانب كثيرة من الحياة فما زالت المرأة تريد أظهار طاقتها ولكن الخوف يجعلها تتراجع عن الكثير من أحلامها وطموحاتها.
أما عن تحولي للرسم بالالوان الزيتية فقد بدأ عندي منذ ثلاث سنوات، واعتقد أن اللوحة اصبحت براقة أكثر من ذي قبل.
وأعتبر أهم حدث عندي هو بكائي بسبب لوحة رسمتها وقد ابكتني مرتين تارة عندما كنت أرسمها لأنني احسست أن هذه اللوحة تحكي عن امرأة مظلومة ومن شدة تاثري بها بكيت وتارة أخرى عندما شاهدتها وهي مكتملة فبكيت فرحا أذ أحسست أنني أنجزت شيئاً، وتحكي قصة هذه اللوحة عن امرأة نائمة في مكان ما وتحتضن كنزا وقصدت من هذا الرمز السلام الذي يتواجد بداخل كل امرأة وهذا من ابسط الأمور التي لا تستطيع أن تحصل عليه.
أما عن طقوسي في رسم اللوحة أحب أن أستمع للموسيقى العالمية وبعض من الأغاني الغربية فضلا عن الأغاني الهندية التي أعشقها بشدة حيث انها تعطيني حماساً كبيراً وكثير من لوحاتي رسمتها لهذه الأغاني.
واعتبر مشاركتي في معرض الفنون التشكيلية الذي أقيم قبل فترة في قاعة اكد طاقة ايجابية حيث رأيت الفرح في عيون الجمهور وهم يتطلعون بتمعن الى لوحاتي.
اما عن موهبتي الأخرى غير الرسم هو صوتي الجميل بشهادة عائلتي واحب دائما ان أغني الاغاني العراقية السبعينية والكلاسيكية فانا استمع دائما لداخل حسن وخصوصا اغنية "لو رايد عشرتي وياك"، فضلا عن أسماعيل الفروه جي وعادل عكلة ورائد جورج، وحبي للغناء جاء من تأثيري بوالدي الذي يمتلك صوتا جميلا ويجيد العزف على آلة العود حيث اشعر بالدفء والحنان كلما سمعته.
أخيرا طموحي ينصب حول تنفيذ مشروعي المشترك مع أخواتي وهو أن نشتري بيتا وأحوله الى مكان تثقيفي وترفيهي لأطفال الشوارع الذين لا يستطيعون الذهاب للمراكز الترفيهية الراقية، وليكون عبارة عن مدرسة لديها وقت محدد لتعلم الامور التي تعلمتها وانا صغيرة مثل قصص الاطفال التي حكيت لي ومشاهدة أفلام الكارتون  واستخدام الالعاب الالكترونية فهذه الاشياء تزرع شيئاً من البراءة وتنمي شيئاً إيجابياً لديهم.
أعشق التصوير


أنتقلنا للحديث بعدها الى الترتيب الثاني للأخوات وهي "مارينا" فهي في المرحلة الثالثة قسم العلوم الغذائية بكلية الزراعة ورغم أنها غير مقتنعة بدراستها لكنها تحب العمل في المختبرات، وفي البيت تعتبر شعلة النشاط والمرح ومتى ما فقدت مارينا عم الهدوء والسكينة، وتحاول دائما معادلة تناقضات التشابه الشديد بين أختيها كريستلينا وجمانة كونها  هي صاحبة الرتيب الأوسط بينهما.
تحدثت حول تجربتها في الرسم قائلة: لوحاتي تنبض بالالوان الاساسية ففيها الأحمر والبرتقالي والاصفر ولا احب مزج الالوان إذ أني ابقيها بعيدة عن بعض فأنا ارسم من دون خيال وانما أجسد في اللوحة شخصيتي الحقيقية فضلا عما أتعرض له بالتالي أنقل مشاعري نحو بياض اللوحة.
انا اكثر شخص في البيت ولعاً بالرسم ولهذا انا اعتبر الانضج كتجربة بالرغم من أنتقادي بسبب الالوان ومطالبتي بالمزج وعدم رسم الخطوط بين الألوان.
أمتلك ثقة عالية بالنفس وهذه الصفة تعلمتها من اختي ليزا التي تعتبر مثالي الاعلى حتى أن رسوماتي ونضجها يعود لفضلها الكبير عليَ، وأعتقد أن القفزة النوعية والتطور في الرسم لدي بدأ في فترة الحرب عام 2003، والرسم اصبح جزءاً من حياتي ويرضي شخصيتي.
أما عن هوايتي غير الرسم هي التصوير لأني اعشق التصوير وأعيش حالة حب مع الكاميرا فأنا مصورة البيت وأحب تصوير وجوه عائلتي وأطمح مستقبلا أن اكون صاحبة محل تصوير.
 
بين الفن والسياسة
آخر المتحدثين معنا كان الترتيب الثالث للأخوات "جمانة" وهي طالبة في المرحلة الأولى بقسم العلوم السياسية حيث دخلت هذا الأختصاص بناء على رغبتها بعد أن أنتقلت اليه من كلية القانون، والسبب كما أكدت كونه التخصص الوحيد الذي يمكن للعراقي من خلاله ان يحدث تغييراً في مجتمعه، وتعني بذلك مهنة السياسة، فحسب أعتقادها أن الفنان والمثقف لا يستطيعان احداث تغيير، وتطمح جمانه من خلال ممارستها السياسة تحقيق تغيير في المجتمع ولفت أنتباه الناس للثقافة والفن والمراكز الترفيهية يعني بأختصار بناء الأنسان.
ترى الانسان من دون أي تصنيفات ذكراً وانثى فكل واحد له افكار خاصة به ومشاعره وطموحاته واهدافه، وبالنسبة للانسان العراقي يأخذ هذا الموضوع جل أهتمامها لأنها تشعر بالقهر والمرارة الشديدة كون المجتمع فيه من فقد انسانيته وفقد حسن التعامل مع الغير وهو ما يسبب لها حزناً مستمراً جراء ما تشاهده خلال رحلتها اليومية بين الجامعة والشارع من تصرفات ومعاملة جافة وخصوصا على مستوى الجامعة التي تراها الآن انها تتعامل بعنصرية وذكورية وشرقية.
وتحدثت جمانة عن علاقتها بالرسم قائلة: بالنسبة للرسم لم يكن لي مجال لكي اختار انا خرجت للحياة وانا ارسم وكنت أجسد برسوماتي وجهي أختي مارينا وليزا، وكانت أول لوحة تعبيرية لي عندما رسمت أختي كريستلينا وهي اهم لوحة بالنسبة الي لان هنالك موقفا عند رسمها.
وأكثر اللوحات التي ارسمها تدور حول موضوع الانسانية وبالتحديد أركز على الأمور الأيجابية فضلا عن تناولي موضوعة حالة الانكسار عند المرأة وفئة العمال.
وبالنسبة لحياتي فأنا لي عالمي الخاص انا خيالية ومنعزلة نوعا ما ومحددة بأشيائي، أشعر بأن المجتمع العراقي يغلق بعض الابواب في طريقي كوني فتاة  فمثلا أنا معجبة جدا بثقافة "الهب هوب"، وأنا امتلك تكنيكاً واستطيع أن أرقص بشكل جيد في البيت والحفلات العائلية الخاصة وهذا الأمر يوجد فيَ وانا صغيرة في العمر، ولكنني صدمت بواقع كوني فتاة ولا استطيع ممارسة هذا الفن اذ لا يوجد لدينا قاعات ولا حتى مجموعات تعنى بهذا الأمر لاننا في مجتمع لا يتقبل هذه الامور وبالتالي تركت هذا الأمر.
طموحي ان اكون سياسية بارزة لان السياسة التي ارأها على الشاشة غير التي اعرفها.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

632 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع