صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة في عمان رواية جراح الغابة للكاتب سعد العبيدي، تقع في مئة واربعين صفحة، تناولت بعض من احداث العنف الطائفي. اشار الكاتب في مقدمتها انه لم تكن لديه النية لكتابة رواية، تعكس صورة الواقع في بغداد قبل العودة الى يوميات اعتاد كتابتها لغرض الافادة من المكتوب فيها كشواهد اثبات تدعم وجهة نظره التي يروم وضعها في كتاب جديد اخذ عنوان (حصاد العاصفة – ثقافة التضاد العراقي بين زمنين).
وبالتدقيق في المكتوب، وجد امامه مأساة أسرٍ ذُبحت في العامرية والسيدية ومدينة الحرية، ووجد تجاوزات واعمال فساد تخطت في واقعها حدود المعقول. حاول حشرها في مادة الكتاب بصيغة سرد روائي يسهل على القارئ مسالة الوصول الى الاستنتاج الذي اراده، فكانت في غير موضعها. عندها توقف واقتطع ما كتب واعاد صياغته من جديد، جاءت على شكل سرديات بصيغة روائية تؤرخ وقائعها عيشا لاهل بغداد بين الاعوام 2005 – 2007 على نحو خاص. كان الخوف حد الرعب من الجار الذي يختلف معك في المذهب والقومية، والخشية حد الغثيان من السير وحيدا في الازقة والشوارع الفرعية. هجرة من مكان، وتهجير الى آخر، وسير في طرق ملتوية.... حيرة، آهات، هلوسات، وضعتنا جميعا في دوامة التساؤل:
لماذا يحدث كل هذا؟
ولماذا يُقتل ذاك؟
ومن وراء هذا الفعل الشائن وذاك؟
فجاءالمقتطع كتابا بابواب ثمانية بصيغة روائية، بدلت فيها الاسماء فقط، لتجيب عن هذه التساؤلات، وغيرها الكثير في مجتمع لن ينقطع فيه وعنه السؤال، عشرات اخرى من السنين.
وقد اختارت دار النشر مقطعا من الرواية على غلافها الخارجي جاء فيه ( أي بغداد هذه التي عَفنت جروحها من كثرة الدماء، واستبدلت فيها مجالس ابي نؤاس على دجلة، بحلقات التكفير في جوامعها التي فاق عددها بيوت الساكنين. وأي بغداد هذه التي تَجمَعُك صُدفها المتعثرة بصديق الدراسة الابتدائية، والمتوسطة في لقاء غريب. لقاء رعب خال من العناق بعد عشر سنين من الفراق، يقيم فيه حد السيف على صديق كان عزيزا).
1149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع