شَيْءُّ مِنْ اَلّتَأْريخْ / مَعَاْرِكْ مَاوّتْ ١٩٨٧-١٩٨٨ - الجزء الثاني

   

شَيْءُّ مِنْ اَلّتَأْريخْ / مَعَاْرِكْ مَاوّتْ ١٩٨٧-١٩٨٨ - الجزء الثاني

   

4. الموقف الخاص

يدافع الفيلق الأول بفرق المشاة العاملة بإمرته عن حدود العراق الشرقية في قاطع السليمانية إبتداءاً من جنوب شرق من (منطقة ميدان – دربندخان داخل حتى منطقة قلعة دزه داخل ) شمال غرب وكما أدناه:
أ. فرقة المشاة / 36 تدافع تشكيلاتها في قاطع ( دربندخان – قره داغ )
ب. فرقة المشاة / 27 تدافع تشكيلاتها في قاطع (حلبجه – سيد صادق – بنجوين )
ج. فرقة المشاة / 34 تدافع تشكيلاتها في قاطع (جوارته)
د. فرقة المشاة / 39 تدافع تشكيلاتها في قاطع ( ماوت شرق نهر قره جولان )
ه. فرقة المشاة / 44 تدافع تشكيلاتها في قاطع (ماوت غرب نهر قره جولان )
و. فرقة المشاة / 24 تدافع تشكيلاتها في قاطع ( قلعة دزه )
ز. قيادة جحفل الدفاع الوطني الأول مقرها في (جمجمال)


معركة جبل ماوت القسم الأيمن 1987
أستلت هذه المعلومات من كتاب (مذكرت مقاتل) للفريق الأول الركن نزار
عبد الكريم فيصل الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق

   

اللواء الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي قائد الفيلق الأول خلال المعركة

1. تقاريرمعلومات إستخبارات الفيلق

أ. في بداية شهر نيسان 1987 كانت هنالك تحركات إيرانية محدودة في قاطع الفيلق تم متابعتها من قبل إستخبارات الفيلق .

         

ب. لوحظ أن أفرادًا إيرانيين من حرس الخميني بدأوا يتسللون ليلًا، وفي أوقات متقطعة إلى العمق العراقي بمساعدة مسلحي الإتحاد الوطني الكردستاني جماعة (جلال الطالباني) ، باتجاه جبال قره داغ جنوب غرب مدينة السليمانية ، تأكد لنا بعد المتابعة أنهم من لواء رمضان ( وهو لواء قوات خاصة حرس خميني ) .
ج .تسللت عناصر أخرى إلى مدن السليمانية وسورداش وجم ريزان وأغجلر شمال غرب مدينة السليمانية ، وتأكد لنا أنهم ينتسبون إلى اللواءين 605 و606 المحمولين جوًا ، وتسللوا إلى مركز مدينة السليمانية حيث تجمعات كبيرة للمتعاونين معهم وللمخرِّبين في جوارها.
د. علمت إستخبارات الفيلق أن إتفاقًا جمع أول مرة بين التجمّعين الرئيسين للمخرِّبين ، أي جماعتي مسعود البارزاني وجلال الطالباني ، إضافة إلى الحركة الإسلامية في كردستان التي يقودها الملا علي عبد العزيز، والحزب الاشتراكي الكردستاني الذي يقوده محمود عثمان ، للتعاون والعمل المشترك في المنطقة الكردية من الشمال ، وأن لجانًا مشتركة منهم قد أجرت عددًا من اللقاءات بالعدو الإيراني ، وتم عقد إتفاق بينهم لم نتوصل إلى تفاصيله.

2. إستقراء الموقف لقائد الفيلق

بدأتُ بتحليل دلالات هذه المعلومات ، وإلى أي الإتجاهات تؤشّر، وكلما تعمقت في التحليل كانت تبرز إستنتاجات تجمّعت في الخطوط التالية:

أ. إتفاق مجموعات التخريب ، وبالذات مسلحي الطالباني والبارزاني، وبينهما عداء تاريخي وخلاف كبير، وإتفاقهما مع العدو الإيراني يؤشر إلى عمل عسكري مشترك بين المسلحين الأكراد والإيرانيين.

ب. سيكون العمل بتعرض إيراني واسع بمساعدة ودلالة المسلحين الأكراد ومشاركتهم الفاعلة في أماكن تواجودهم في الجبهة وفي عمق المنطقة.

ج. للعدو والمسلحين الأكراد معلومات جيدة عن ضعف القدرة القتالية لتشكيلات الفيلق بعد معارك الحصاد الأكبر وقلة عددها.

د. فشل العدو الإيراني في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعملياته في الجنوب قد يجعله يحاول تحقيقها في الشمال (البطن الرخوة للعراق نتيجة التمرد الكردي ، والشك بولاء قطاعات من الشعب الكردي للحكومة المركزية ، ومحدودية القطعات العسكرية في قاطعي الفيلق الأول والفيلق الخامس)
ه. إن العمل المقبل للعدو والمسلحين الأكراد لن يتحدد بالجبهة أو العمق القريب ، بل سيكون بأعماق واسعة يحقق فيها الطرفان أهدافهما ، سيقوم المسلحون الأكراد بالسيطرة على المنطقة الكردية في الشمال ، وسيقوم مع العدو الإيراني بتحقيق نصر كبير يُضعف قدرة العراق على الصمود من الشمال ، بعد أن فشل في تحقيقه في الجنوب في عملياته الأخيرة.
و. أخيرًا إذا ما تحقق ذلك ، فإن الحلف غير المقدس بين المسلحين الأكراد والعدو الإيراني يطمح إلى تحقيق النصر النهائي للعدو الإيراني من الشمال وليس من الجنوب.

         

ز. تساءلت ، إذا كان ما توصلت إليه من الإستنتاجات صحيحًا فما هو السيناريو والأهداف التي سيعمل عليها المسلحون الأكراد والعدو؟ لا شكّ في أن ذلك سيكون بمهاجمة (الفيلق الأول) وتدميره ، والإندفاع إلى العمق ، لكن كيف يمكن أن يهاجم العدو الجبهة في أكثر من إتجاه للتواصل مع مقرات مخربي جلال الطالباني وقواعدهم الرئيسة في مناطق سرگلو وبرگلو ومالومة وهالدن شرق جبل سورداش ، بعد أن يقوم المسلحون الأكراد ووحداتهم الخاصة التي تسربت إلى جبال قره داغ وسورداش وجم ريزان وأغجلر جنوب غرب وشمال غرب (السليمانية) ، بالسيطرة على مضيق بازيان (45 كلم من السليمانية) ، ومضيق طاسلوجة (22 كلم من السليمانية) غرب السليمانية ، وكلها تقع على الطريق الرئيسة التي تربط السليمانية بمدينة كركوك ، لقطع طريق مواصلات قطعات الفيلق في الجبهة مع مقرّ قيادة الفيلق الأول ، وخدماته الإدارية في كركوك ...

     

والسيطرة على مضيق (جبل أزمر) شرق السليمانية الذي تخترقه الطريق المؤدية إلى قطعات الفيلق المدافعة عن الجبهة لقطعها عن مناطق إدامتها المتقدمة ، ومقرّ الفيلق المتقدم في السليمانية ، والإشراف على المدينة والعمل على إحتلالها ، ويصاحب ذلك قيام حركات تمرد في مدن وقصبات السليمانية وحلبجة وسيد صادق وخورمال ومناطق أخرى ، تقودها تنظيمات التخريب الداخلية وخلاياها النائمة.
وبإنقطاع طرق إدامة مواصلات تشكيلات الفيلق المدافعة بالجبهة ، وتمرد المدن الواقعة على طرق مواصلاتها وأجنحتها ستضعف قطعاتنا وتتداعى وتنهار أمام هجوم عزوم للعدو، وتُفتح الطريق أمامه لإحتلال السليمانية ، والتقدم إلى كركوك الخالية من القطعات المقاتلة ، ويصبح بإمكانهم (العدو والمسلحين الأكراد) الإندفاع شمالًا إلى (أربيل) وإحتلالها ، وقطع الطرق على قطعات الفيلق الخامس المدافعة في الجبهة ، وبإنهيار الفيلقين سيكون العراق قد فقد جزءًا كبيرًا من قوته العسكرية وقدرته على الصمود ، فضلًا عن الوضع المعنوي والنفسي الذي سيكون عليه الشعب وقواته المسلحة ، ورجحت أن هجوم العدو سيستهدف قاطعي (جوارتة وماوت) اللذين يؤديان كلاهما إلى تواصله مع المقرات الرئيسة للتخريب وقواعدهم الرئيسة في مناطق سركلو وبركلو ومالومة وهالدن شرق جبل سورداش ، وإلى السليمانية وكركوك في آنٍ واحد.

3. دراسة وتحليل نوايا العدو والإجراءات اللأ زمة

أ. طلب قائد الفيلق آمر مدفعية الفيلق وضابطي إستخبارات الفيلق الثاني والثالث ، وعرضت عليهم التصور الذي بنيته في ضوء المعلومات التي تجمّعت والإستنتاجات ، وسيناريو العمل المعادي الذي أتوقعه في الفترة المقبلة في قاطع الفيلق ، وطلبت منهم أخذَ وقتٍ كافٍ للمذاكرة في ما بينهم ، وإعطائي رأيهم فيه.
ب. عادوا وقالوا إنهم يؤيِّدون ما توصلت إليه ، فجمعت هيئة ركن الفيلق وطرحتها أمامهم ، وتذاكروا وأيدوا أيضًا أن الصورة التي ذكرتها يمكن أن تحدث.
ج. في اليوم التالي إستدعيت قادة الفرق ومديري الصنوف ، وأوجزت لهم المؤشرات والإستنتاجات ، وعمل العدو المتوقع في المرحلة المقبلة ، وأهدافه الأولية والرئيسة ، ثم أخذنا إستراحة للغداء ، على أن نجتمع بعدها لعرض الإجراءات التي يجب القيام بها لمواجهة ذلك ، وفي طريقنا إلى الإجتماع سار بمحاذاتي العميد الركن ناطق شاكر محمود رامز وقال:

(سيدي القائد إذا كان الإحتمال الذي ذكرته سيحدث فنحن لن نستطع عمل شيء إزاءه) ، فرددت عليه: (عميد ناطق ، عرفنا الآن ما سيعمل العدو، وفي وقت مبكر، وسنقوم باتخاذ الإجراءات لإفشاله ونكسب المعركة) قال: (لكن يا سيدي لا تتيسّر لنا القطعات الكافية للمواجهة) فقلت: علينا أن نقوم بأفضل ما يمكن بالمتيسر ، وفي الجلسة الثانية من الإجتماع تبلّغون بالتوجيهات التي يجب أن يقوم بها الفيلق .

4. الإجراءات الواجب القيام بها من قبل قطعات الفيلق

أ. تطوير القدرة القتالية لوحدات الفيلق بالتدريب ، وفق السياقات الصحيحة ، ووفق أساليب عمل العدو المتوقعة.
ب. تهيئة قطعات الفيلق نفسيًّا ومعنويًّا ، لأن العدو والمسلحين الأكراد سيحاولون التأثير في طرق إدامة الوحدات المقاتلة.
ج. إعادة توزيع قطعات الفيلق في إتجاهات التهديد المتوقعة وتهيئة إحتياطات محلية من المتيسّر.
د. تحسين مواضع القطعات الحالية وتحصينها ، خصوصًا تلك التي في الإتجاهات المتوقعة ، وإنشاء مواضع إضافية للتعزيزات التي يمكن أن تُرسل إلينا لاحقًا.
ه. تحسين مواضع القطعات التي تدافع في المضايق وتحصينها ، وتعزيزها بالأسلاك الشائكة والألغام.
و. التفكير بالقيام بضربات إستباقية قبيل تعرّض العدو لإرباكه وإفشال خططه.
ز. على القادة التهيؤ لاحتمال قيام أعمال شغب أو تمرد في بعض البلدات والمدن ، والتحضير لإفشالها.
ح. على القادة ألّا يتوقعوا تدخل القيادة العامة للقوات المسلحة بالحجم الذي يحتاجون إليه من التعزيزات في المعركة المقبلة.
ط. علينا تشكيل آمريات بمستوى مقرات ألوية ، وتخصيص وحدة من المغاوير على الأقل في الوقت الحاضر في مضايق أزمر وطاسلوجة وبازيان ، وإجراء الممارسات للدفاع عنها ، وقيادة التعزيزات التي ستخصص لاحقًا.
ي. على هندسة الفيلق تبليط مهبط السمتيّات بالقرب من النادي العسكري (المقرّ المتقدم للفيلق في أثناء المعارك في قاطع السليمانية) ، وتوسيعه ليستوعب نزول ما لا يقل عن 20 طائرة سمتيّة في آنٍ واحد ، تحسبًا لانقطاع طريق المواصلات خلال المعركة.
ك. على إستخبارات الفيلق التنسيق المستمر مع أجهزة الأمن وإستخبارات المنطقة الشمالية ، وإستخبارات وأجهزة الحزب في المحافظة ، لمتابعة تحركات المسلحين الأكراد ، وكشف تنظيماتهم الداخلية وخلاياهم النائمة والمتعاونين معهم.
ل. أسقطنا إستهداف تدمير مقرات مخربي الإتحاد الوطني الكردستاني وتجمعاته الرئيسية قبل العملية المتوقعة ، لعدم تيسر القطعات ، وتساءلوا عن موعد العمل المعادي ، فأخبرتهم ليس قبل شهر أو شهر ونصف من الآن ، وبعد الإنتهاء من تبليغ القادة ومديري الصنوف والخدمات في الفيلق ، كتبت بذلك إلى رئاسة أركان الجيش ، ونسخة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة ، ومديرية الإستخبارات العسكرية العامة.

   

5. زيارة رئيس أركان الجيش ومعاونه للعمليات لقاطع الفيلق

بعد بضعة أيام ، وصلنا رئيس أركان الجيش الفريق سعدي عزيز ومعاونه للعمليات الفريق ثابت سلطان واللواء صابر الدوري مدير الإستخبارات، وبصحبتهم الفريق عبد الجبار شنشل رئيس أركان الجيش الأسبق ووزير الدولة للشؤون العسكرية (أرسله القائد العام) فأوجزت لهم ما نتوقعه من العدو ومن حركات التخريب في قاطع الفيلق ، فوجّه رئيس أركان الجيش أسئلته إلى مدير الاستخبارات (هل رصدتم حركة أو وصول قطعات للعدو إلى قاطع الفيلق ؟ ) ، فأجاب – ( كلا ، لا يوجد أي مؤشر) وطرح أسئلة أخرى يُستدل منها على عدم إقتناعهم بما جاء في تقريرنا الذي رفعناه إليهم أو التحليل الذي عرضته عليهم ، وعلّق مدير الإستخبارات مبتسمًا – (عفوًا سيدي الفريق ، لكن هذا أشبه بأفلام الكارتون ). وعقّب رئيس الأركان أنه لا يتوقع حدوث حتى جزء من الذي أوجزه قائد الفيلق ، وأخيرًا تدخل الفريق شنشل ، وقال : ( فريق نزار أريدك أن تهتم بعارضتي قاية وهرزلة (الواقعتان على مدخل مضيق بنجوين ، والطريق المؤدية إلى السليمانية ، وهما بعيدتان ، ولا علاقة لهما بالتهديدات التي أوجزتها لهم) ، وانتهى الإجتماع ، وعادوا بعدها إلى بغداد.

      

6. زيارة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة للفيلق
بعد فترة زارنا الرفاق عزت الدوري ، ورئيس لجنة شؤون الشمال وعلي حسن المجيد عضو القيادة القطرية ، وأمين سرّ الحزب في الشمال ، وكانوا في زيارة إلى المحافظة وفرع الحزب في السليمانية ، والظاهر كان لديهم معلومة من الرئيس عن تقريري عن التهديدات المقبلة ، وأوجزت لهم الخطوط العامة فأيدوا ذلك ، فقال الرفيق عزت الدوريّ: ( نعم هناك إحتمال أن يقوم العدو بالتعاون وحركات التخريب في عمل من هذا النوع )

     

صورة نادرة تجمع نخبة من قادة القوات المسلحة العراقية , حيث يظهر في الصورة الفريق الركن صابر عبدالعزيز الدوري ( لواء ركن آنذاك ومدير الإستخبارات العسكرية العامة ) والفريق الأول الركن سعدالدين عزيز ( رئيس أركان الجيش العراقي ) , والفريق الأول الركن عدنان خيرألله ( وزير الدفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة ) ,التقطت الصورة عام 1987م اثناء زيارة احدى القواعد الجوية ...

7. ورود تقارير بحركة قطعات معادية بإتجاه الشمال
بعد شهر من زيارة الفريق سعد الدين رئيس أركان الجيش واللواء صابر الدوري مدير الإستخبارات العسكرية العامة بدأت التقارير تتوارد من الإستخبارات العسكرية بحركة قطعات معادية كبيرة بإتجاه الشمال ، وتوافق ذلك مع رصد إستخبارات الفيلق ،

      

كما إزدادت كثافة المتسربين من أفراد حرس الخميني إلى عمق الفيلق في جبال قره داغ وحوض جم ريزان وسورداش إلى مقرات المسلحين الأكراد شرق جبل بيرة مكرون ، ناورت الأركان العامة بأفواج من الدفاع الوطني من قاطع الفيلق الخامس إلى قاطع الفيلق الأول.

   

                       حوض جم رزان

8.حركة مقر الفيلق المتقدم إلى السليمانية

إنتقلت ومقرّ الفيلق المتقدم إلى السليمانية ، قامت قوة حماية مقرّ الفيلق (سريّة مغاوير ورعيل مدرعات ورشاشات رباعية مقاومة طائرات بحماية النادي العسكري مقر الفيلق المتقدم )
كانت دوريات الإستطلاع وعناصر الرصد وأجهزة التنصت والرازيت تشير إلى عملٍ معادٍ وشيكٍ خلال الـ 72 ساعة المقبلة ،

9. القيام بضربة إستباقية على المخربين
قررت مباغتة المسلحين الأكراد وضرب وجودهم القريب من قواتنا المخصصة لحماية مضيقي بازيان وطاسلوجة ، ودفعهم ومن معهم من أفراد حرس الخميني إلى أبعد ما يمكن من المضايق المسيطرة على طريق (السليمانية – كركوك) وتوسيع منطقة سيطرتنا عليها ، وتأمين طريق إدامة
مواصلات الفيلق مع حلول الظلام قامت قوات حماية مضيق بازيان ومضيق طاسلوجة المعززة بأفواج الدفاع الوطني التي وصلت من الفيلق الخامس بالهجوم، بإسناد ناري من مدفعية الفيلق ، وباغتت المسلحين الأكراد ، وتمكّنت من دفعهم عن المضايق إلى مسافات تتراوح بين 40 و50 كلم ، وفي اليوم التالي قام المسلحون الأكراد وأفراد حرس الخميني بهجوم مقابل ، فتراجعت أفواج الدفاع الوطني المعززة بالمغاوير بضعة كيلومترات ،

    

وتدخلت السمتيّات المقاتلة ونيران المدفعية وتمكَّنت من إيقافهم ، إستقر الموقف بعد أن تمكَّن المغاوير وأفواج الدفاع الوطني من توسيع مناطق سيطرتنا إلى أكثر من مسافة 30 كلم على جانبي الطريق الرئيسي التي تربطنا بكركوك ، وكان هذا أكثر من كافٍ لحماية طريق مواصلاتنا مع كركوك ، كان تنفيذ عمليتنا في هذا التوقيت مفاجأة للعدو والمسلحين الأكراد الذين كانت الصفحة الأولى لخطتهم التعرضية إحتلالَ المضايق وقطع خطوط مواصلاتنا ، قبيل هجوم العدو الرئيسي على قطعاتنا في الجبهة .

    

     خارطة مضيق طاسلوجة – خطة الفيلق لمهاجمة المتمردين

    

   خارطة مضيق بازيان - خطة الفيلق لمهاجمة المتمردين

    

    صورة جوية لمنطقة سيتك - المقر المتقدم للفيلق الأول


10. بتنسيق مشترك بين العدو الإيراني والمسلحين الأكراد يبدأ التعرض

أ. بعد أنتهاء هذه المعركة إنتقلت بمقري الجوال إلى معسكر( سيتك ) الواقع على مسافة كيلومتر واحد شرق جبل أزمر متوقعًا أن يشنّ العدو هجومه هذه الليلة.
ب. تعرض العدو الإيراني والمسلحون الأكراد ليلًا في إتجاهات عدّة ، حيث هاجموا مواضعنا الأمامية في قاطعي (جوارته – وماوت) ، وهاجم المسلحون الأكراد جبل ومضيق أزمر على طريق (جوارته – السليمانيّة )، وعارضة كاريزه المسيطرة على طريق جوارتة - ماوت (تقع قرية ومخفر كاريزه على منتصف الطريق بمسافة 15 كلم من مدينة جوارته ، ونحو 20 كلم من ماوت ، ومن كاريزه أيضًا يتفرع طريق يمتد غربًا إلى مقرات المسلحين الأكراد الرئيسية في سركلو وبركلو وهالدن ومالومه الواقعة على مسافة 15 - 25 كلم منها).
ج. وفي الليلة نفسها إندلعت أعمال شغب ومحاولات تمرد في بلدتي سيد صادق وحلبجه ،
د. مع الفجر كانت الفرقة 34 في جوارته قد تمكَّنت من صد هجوم العدو وأجبرته على الإنسحاب ، وفي ماوت كان الموقف أكثر تعقيدًا إذ تمكَّن العدو بدلالة المسلحين الأكراد من التسلل من وادٍ يقع في الجناح الأيمن من عارضة ماوت التي يدافع عنها لواء من الفرقة 44 ، وكان فوج من أفواج الدفاع الوطني يدافع عن الوادي (لعدم تيسر القطعات) قد إنسحب من مواضعه حال تقدّم العدو ، فانفتحت الطريق أمامه لتطويق مواضع وحدات اللواء التي تدافع في عارضة ماوت ، والتي كانت تتعرض في الوقت ذاته لهجوم جبهوي شديد.
ه. تمكَّن المسلحون الأكراد أيضًا مع متسللين من حرس الخميني من السيطرة على العارضة التي تقع غرب تقاطع طريق كاريزه ( تقاطع طريق كاريزه يقع في منتصف المسافة بين جوارتا وماوت ) مباشرة ، وأصبحت تصيب بنيرانها الطريق التي تربط ماوت بجوارته والسليمانية .
و. في مرتفعات أزمر هاجم مسلحي الإتحاد الوطني مع مجموعات من لوائي 605 و606 الإيرانيين قوة المضيق (قوة مرتبة بحجم فوج مشاة مع رعيل دبابات) ، وتمكنوا من إجبارها على التراجع إلى موقع أبراج مرسلات التلفزيون التي تقع إلى الغرب مباشرة من الطريق ، وإنقطع الإتصال بآمر القوة ، وكُنتُ من المقرّ الجوال للفيلق في (سيتك) أتابع معركة أزمر التي تجري خلفي مباشرة ، وأشاهد تبادل النيران بين الطرفين ، وكان مع المقرّ الجوال للفيلق وحدة مغاوير وفوج دفاع وطني ( الفوج 80 دفاع وطني ومستشاره الشيخ علي شعبان وكان من أفواج الدفاع الوطني المتميزة وكان مقاتلوه من أكراد العمادية ) ، ومع الفجر كان القتال يدور في مرسلات التلفزيون بين من تبقى من جنودنا في أزمر والمسلحين الأكراد ، فقمنا بشن هجوم مقابل بوحدة المغاوير وفوج الدفاع الوطني ، وتمكنّا من إجبارهم على الإنسحاب ، فتركوا جثث قتلاهم على أرض المعركة وعثرنا على جثة آمر القوة مقيدة ومتروكة في مقرّ قوتنا الذي تمكَّن المسلحون الأكراد من إحتلاله ليلًا، ولا شك في أنهم أعدموه عند إنسحابهم .

       

خارطة مضيق أزمر تبين إستيلاء المتمردين على المضيق وخطة مهاجمتهم

ز. ومن مرتفعات برزنجه الواقعة على مسافة 12 كلم شمال شرق عارضة أزمر تقدمت مجموعات من مسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني (جماعة مسعود البارزاني) لمهاجمة الجانب الشرقي من عارضة أزمر (يبدو أنهم قد تأخروا عن هجوم مسلحي الإتحاد الوطني الذي شُن على غرب العارضة ) ، وعند الصباح كانوا قد أصبحوا في الأرض المنبسطة المؤدية إلى جبل أزمر، فهاجمتهم سمتيّاتنا المسلحة التي كانت تُقِلّ عددًا من مغاويرنا وأوقعت فيهم الخسائر ، وتمكَّن المغاوير في السمتيّات من التقاط من تخلف منهم وأسرهم .
ح. وفي مضيقي طاسلوجة وبازيان حاول المسلحون الأكراد مرة أخرى مهاجمة قطعاتنا من المغاوير وأفواج الدفاع الوطني ليلًا ، فصدتهم ثم أرسلنا السمتيّات المسلحة نهارًا لمطاردتهم.
ط. تمرد أكراد مدينة سيد صادق ، وبشكل أكبر أكراد مدينة حلبجه ، فاتصلت بقائد الفرقة 27 العميد الركن صباح نوري في مقرّه في معسكر سيد صادق ، وأمرته بمعالجة التمرد في مدينة سيد صادق بعزم وقوة وعلى الفور والتهيؤ بعدها للتقدم إلى حلبجه وإنهاء التمرد فيها ، كانت القوة الصغيرة الموجودة في حلبجه قد تحصّنت في معسكرها وفي مخفر الشرطة ، وأخبرتنا بأن مسلحي الحركة الإسلامية (حلبجه مركز نفوذها)، والإتحاد الوطني يجوبون أرجاءها ، حذرته من أن إستمرار التمرد في هاتين البلدتين يمكن أن يؤدي إلى تمرد مماثل في مدينة السليمانية التي تراقب عن كثب تطور الموقف ، ولا أستبعد تمردها إذا إستمرت الحالة كما هي هذه الليلة في سيد صادق وحلبجة ، إتصلت به بعد ساعة ، فوجدت أنه لم يتخذ بعد الخطوات اللازمة لإخماد التمرد في سيد صادق ، فإتصلت بضابط الركن الثاني إستخبارات الفرقة ، وكنت أعرفه جيدًا ، وطلبت منه إيجاز الموقف في سيد صادق حتى هذه اللحظة ، فقال إن التمرّد ينحصر في محلة واحدة ، ويمكن أن ينتشر إلى بقية البلدة ، وإن المسلحين الأكراد قد إحتلوا وادي زلم (منطقة تتوسط طريق سيد صادق – حلبجة) ، وتتخللها سواقٍ وأنهر صغيرة وتكتنفها الأشجار المتشابكة ، كان المسلحون الأكراد يستهدفونها لقطع الطريق إلى حلبجه في الفترات السابقة ، فقلت له يبدو أن قائدك لم يستوعب بعد خطورة الموقف ، بلِّغه بأني كلفتك شخصيًّا بأن تقود قوة لمحاصرة التمرد وإنهائه فورًا ، وأن يهيّئ وحدة مغاوير وسريّة دبابات للتحرك إلى حلبجه ، وإني قادم على الفور .
ي. طلبت من رئيس أركان الفيلق أن ينقل فوج دفاع وطني (حددته بإلاسم) من قلعة دزه ( قلعة دزه هي مركز قضاء قلعة دزه الحدودي ) إلى سيد صادق على الفور (أفواج الدفاع الوطني من عشائر السليمانية لا تميل إلى مقاتلة المسلحين من أهالي وعشائر المحافظة لأن وشائج القربى والعشائرية تربطها بهم ) ، وأقلتني طائرة سمتيّة إلى مقرّ الفرقة 27 في سيد صادق، وعندما وصلت كان ضابط إستخبارات الفرقة قد تمكَّن من إخماد التمرد والقبض على بعض المتمرِّدين 

       

 صورة جوية لمنطقة وادي زلم – طريق سيد صادق - حلبجه

وشرع في تفتيش المحلة المعنية بحثًا عن الآخرين. التقيت قائد الفرقة فعنفته لبطء إجراءاته ، وعدم إستيعابه خطورة الموقف ، وبعد تكامل نقل فوج الدفاع الوطني من قلعة دزه إلى سيد صادق تقدّم رجاله مع المغاوير والدبابات إلى حلبجه ، وإصطدموا بالمسلحين الأكراد في وادي زلم ، وتمكنوا من إقتحام الوادي وتطهيره ، وإستأنفوا تقدمهم إلى حلبجه ، ولمّا شاهد المتمرِّدون في حلبجه تقدّم قواتنا مع الدبابات هربوا إلى الحدود مع إيران ، وقامت القوة بتفتيش البلدة وإلقاء القبض على المشبوهين.
ك. في ماوت كان الإتصال قد إنقطع بمقرّ اللواء الذي يدافع عن عارضة ماوت ، وإستطاع الإيرانيون إحتلال مواضع بعض وحداته ، وكما ذكرت آنفًا ، كانت الطريق التي تؤدي إلى ماوت بمتناول نيران وهاونات المسلحين الأكراد في العارضة التي تقع غرب الطريق في تقاطع كاريزه ، الأمر الذي جعل التواصل مع القطعات الأمامية عملية محفوفة بالمخاطر، فحرّكنا بعض أفواج الدفاع الوطني إلى كاريزه مع وحدة مغاوير، وحرّكنا عددًا من كتائب المدفعية وبطاريات الهاونات الثقيلة لإسناد القاطع ، وهيأنا بعض الوحدات من قواطع الفرق الأخرى.
ل. كان الإيرانيون قد تسللوا ليلًا إلى مقرّ اللواء في ماوت بدلالة ومشاركة المسلحين الأكراد ، وتمكنوا من إقتحامه وأسر آمر اللواء ، وعندما تعرّض الذين أسروه لنيران مدفعيتنا هرعوا إلى المواضع القريبة للإحتماء ، فواتت آمر اللواء الفرصة ليهرب عائدًا إلى خطوطنا ، أوعزت إلى قائد الفرقة بتعزيز المواضع التي بقيت تحت سيطرتنا في عارضة ماوت ومنع العدو من إكمال إحتلالها ، وشرعنا في معالجة الموقف في كاريزه لفتح الطريق إلى القطعات الأمامية ،
م. قامت وحدة مغاوير وفوج دفاع وطني بالهجوم على المسلحين الأكراد في عارضة كاريزه بإسناد المدفعية والهاونات ، لكنهم لم يتمكنوا من إزاحتهم ، ودافعوا عنها بقوة لإدراكهم أهميتها في معركة ماوت المقبلة كانت أفواج الدفاع الوطني ، في الأيام الأربعة التي تلت ، تهاجمهم بإسنادٍ من المغاوير المرة تلو الأخرى ليلًا ونهارًا ، حتى تمكَّن أخيرًا فوج من عشيرة الجاف يقوده نبر الجاف (نبر الجاف شاب وسيم جدًا في منتصف الثلاثينيات يتميز بالشجاعة والخلق الرفيع ، والده وأعمامه شيوخ قبيلة الجاف ، وهي من أكبر العشائر الكردية ، وكانوا مستشاري شاه إيران الذي كان يكنّ لهم إحترامًا لمنزلتهم بين الأكراد) مع المغاوير من إقتحام العارضة بعد إشتباكات بالرمانات اليدوية ، وتمكّنوا من إنتزاعها من أيدي المسلحين الأكراد ، وفتح الطريق أمام قطعاتنا في ماوت.
ن. فيما كنا نقاتل في ماوت وكاريزه كان الوضع يتفاقم في مدينة السليمانية والمناطق المحيطة بها بعد أن بدأت بعض أفواج الدفاع الوطني تتمرد على مستشاريها ، وتترك العوارض المكلفة بحمايتها ، إذ أُشيع أن العدو الإيراني والمسلحين الأكراد سيدخلونها وبقية مدن المحافظة خلال بضعة أيام ، قام مستشارون كثر بشراء الذهب من أسواق المدينة ، وساد جو من الذعر والخوف بينهم ، وعاد عدد كبير من المقاتلين إلى قراهم ، وكان فوج من العشائر السبعة يقوده الشيخ عبد الغفور السلفاني مكلفًا بحماية طريق سورداش المؤدية إلى دوكان ، فسمع مقاتلوه بالشائعات عن سقوط السليمانية قريبًا بيد الإيرانيين فتركوا رباياهم التي تحمي الطريق ، وعاد بعضهم إلى قراه في محافظة أربيل ، أرسلت في طلب الشيخ عبد الغفور مستشار الفوج ، وكان رجلًا وقورًا وكبير السن فسألته: لماذا ترك الفوج ، واجبه ؟، فأجابني أن الذعر قد تملّكهم فتمردوا عليه ، وهو لا يملك أن يفعل شيئًا ، (وأنا أضع نفسي أمامكم لتحاسبوني ). قلت له: أقدّر صدقك ، لكني لن أعيدك ، أريد منك إعادة تنظيم فوجك بمن تبقى وبمن تعرفهم من الأهل والأقارب من منتسبيه .
س. وصل تأثير الإشاعات حدًا دعا آمر الفوج الأول دفاع وطني الشيخ لطيف الزيباري (من ألد أعداء الملا مصطفى الذي قتل والده والعديد من إخوته وأقرب أقاربه ، وقدّمت العشيرة تضحيات كبيرة في صراعها مع البارزانيين على مدى عشرات السنين) إلى طلب مقابلتي فاتصلت هاتفيًّا بأخيه أرشد الزيباري ، وزير الدولة ، وسألته أن يحضر على الفور، كنت أعرف الشيخ لطيف الزيباري جيدًا ، وأعرف مدى صلابته وصدقه ، لكنه جاءني محبطًا ومتعبًا ، وقال: ( سيادة الفريق أنا أعتقد أن الإيرانيين والمسلحين الأكراد سيدخلون السليمانية ، وسيسندهم أهاليها ، ونحن لن نستطيع أن نفعل إزاء ذلك شيئًا ، وأخشى أن لا يطيعني أفراد عشيرتي إذا حدث ذلك (الزيباريون من البهدينانيين الذين يسكنون محافظة دهوك ، وبعضًا من أربيل ، ويعتبرون أنفسهم غرباء عن أهالي السليمانية من السورانيين ) قلت له : شيخ لطيف ، نحن نعمل معًا من سنين ، وقاتلنا في أصعب الأوضاع ، هل تعتقد أن العدو سيدخل السليمانية ، وأنا موجود؟. فنظر إلي مليًّا ، ثم قال : كلا ، لن يدخلوا ما دمت موجودًا ، فسحبته من يده وقلت له : (إذًا تعال معي لنتناول الغداء معًي) .
ع. في اليوم الذي إستعدنا فيه عارضة كاريزه ، وصل الرفيق علي حسن المجيد عضو القيادة القطرية ، وطلب مني جمع مستشاري الأفواج لنقل تحيات الرئيس إليهم وثقته بهم ، فتجمّعوا في قاعة في النادي العسكري ، وبدأ الرفيق علي في إلقاء كلمة نقل فيها تحيات الرئيس وأثنى على إخلاصهم للعراق والوطن وفي أثناء حديثه ، دخل القاعة نبر الجاف العائد توًا من معركة كاريزه التي قاد فيها فوجه بشجاعة بالغة ، وتمكَّن من إحتلالها ، وكان وجهه الوسيم مغطى بدخان المعركة ، ورفع يده مستئذنًا في الكلام ، وقال وهو لا يزال في نشوة نصره بالمعركة: (الرفيق علي حسن المجيد عضو القيادة ، الإخلاص يترجم في ساحة القتال ، وليس بالأقوال ) فإذ بالرفيق علي يصرخ به بصوت هيستيري: إكعد (اقعد) لا تتكلم مثل هذا الكلام السخيف ، إكعد فاجأني الرفيق علي بصراخه ، فقلت: لا يا رفيق علي ما هذا الكلام ؟ نبر عاد لتوّه من معركة قاد فيها رجاله ، وإنتزع هدفه من أنياب المسلحين الأكراد.
ف. كان نبر واقفًا في أثناء صراخ الرفيق علي شاحب الوجه والعرق يتصبب منه ثم جلس صامتًا وعيناه شاخصتان إلى الأرض ، ولم يرفعهما حتى نهاية الإجتماع ، فاستدعيته وحاولت التخفيف عنه وتطييب خاطره ، فامتدحته ومقاتليه وأشدتُ بشجاعته وإقدامه ، وقلت: أعتقد أن السكر قد إرتفع عنده (كان الرفيق علي مريض بالسكر) ، ولم يفهم ما كنت تقصده بكلامك ، فقال والألم يعتصر وجهه: سيدي القائد لقد أهانني أمام كل شيوخ العشائر، وبعضهم كان يعمل (قهوجي) عندنا ، أما أنا كشخص فقد إنتهيت ، فأعطيته إثني عشر وسامًا ، وقلت له: (هذه لك ولفوجك ولك أن توزعها كما تشاء) ، فأخذها وناولها لمرافقه من دون أن ينظر إليها ، وإستأذن بالذهاب ، في الأيام التالية بدأ أفراد فوجه بالتسرب إلى إيران عبر نهر السيروان الحدودي بالقرب من حلبجه ، فاستدعيته وكنت واقفًا في باب النادي العسكري عندما أقبل لمقابلتي ، وكان إلى جانبي آمر المدفعية وضابط إستخبارات الفيلق ، كنت أحبه حقًا لشجاعته وعلو أخلاقه ، فرحّبت به وقلت له: (نبر وردتني معلومات بأنك تنوي الهرب إلى إيران ، وأقول لك ، وأنا أعني ما أقوله ، إذا كنت تنوي مغادرتنا فإني مستعد أن أرسل معك من يصاحبك ، ويساعدك في عبور الحدود )كان ينظر إلى الأرض وأنا أكلمه ولم ينظر إليّ ولم يردّ ، فقلت: ( نبر إذا عبرت إلى الجانب الآخر أرجو ألّا تقاتلنا ) ورفع رأسه عن الأرض أول مرة ، ونظر في وجهي وهو يقول مستنكرًا والألم في نبرات صوته: (أنا أُقاتلك ؟ حاشا لله) وتركنا وذهب ، وبعد يومين أو ثلاثة عبَرَ نبر الجاف الحدود إلى الجانب الآخر.
ص. بعد بضعة أيام حضر إلى مقرّ الفيلق ولدا عمّ نبر الجاف (خسرو وكسرى) ( خسرو وإبن عمه كسرى كانا من مستشاري شاه إيران قبل سقوطه ، وهما من العشيرة التي ترئس قبائل الجاف القوية والتي تعيش على جانبي الحدود بين العراق وإيران ، خسرو مهندس معماري وفنان تشكيلي معروف ) للاعتذار عن هروب نبر وأفراد فوجه ، وكانا محرجين ومتخوفين من ردات فعل قيادة الفيلق لما حصل ، فأكدا إخلاصهما وولاءهما للعراق والرئيس ، وكان ردي أن نبر كان من أكثر المستشارين شجاعة ، وأفضلهم خُلقًا ، وما حصل كان تصرفًا متوقعًا من شيخ ومقاتل وإنسان يحترم نفسه ويعتز بكرامته ولا يرضى بالإهانة من أيٍ كان ، ولو كنت مكانه لفعلت ما فعله ، وقلت لهما: ( لقد عرضت عليه بعد أن علمت بنيّته الهروب أن نوصله نحن إلى الحدود ، وكنت أعني ذلك وقد وعدني بأنه لن يقاتلنا ، وأرجو أن يحافظ على وعده).
فوجئ ولدا العمّ بما سمعاه ، إذ كان ذلك آخر ما كانا يتوقعانه ، فدمعت أعينهما تأثّرًا ونهضا لمصافحتي ، وكلّ منهما يشد بكلتا يديه مودعًا، وخرجا وهما يتمتمان بكلمات الشكر والإمتنان.
ق. بعد إستعادة عارضة كاريزه تفرغت لإدارة معركة ماوت حيث كان يدور على الجبال قتالٌ دامٍ كنت أعتمد كثيرًا على مصادر المعلومات التي إستحدثناها في الفيلق لمتابعة تحركات العدو ومعرفة نيّاته ، والتعامل معها لإيقاع الخسائر بهم قبل المعارك وفي أثنائها وبعدها ، كانت مصادر المعلومات هذه عبارة عن مجموعة عمل مشترك بين أجهزة الرازيت وطوائفها ذوي الخبرة والكفاءة من خريجي الكليات المجندين ، وأجهزة التنصت على مكالمات العدو في الجبهة ، وعناصر رصد إستخبارات الفيلق ، وجماعات الإستطلاع العميق ، ورصد ضباط المدفعية ، وأجهزة رادار السامبلن لتحديد أماكن هاونات العدو، وكان لدينا عدد منها ، كانت كل مجموعة من هذه المجموعات تغطي قطاعًا من الجبهة ، وترسل معلوماتها إلى المجموعة الرئيسة في إستخبارات الفيلق التي تقوم برسم الصورة الكاملة مما نقلته المجموعات في الجبهة ، ثم تقوم بجمعها وتحليلها والخروج بإستنتاجات على شكل معلومات على درجة عالية من الصدقية والثقة ، لذلك كنا غالبًا ما نعرف نيّات العدو وتحركات تشكيلاته بدقة بالغة (من أين ، وإلى أين ، وما هي الطريق ، والنيسم الذي يسلكه ، وبطء تقرُّبه أو سرعته ) كذلك مناطق مدفعيته وهاوناته ، ونتعامل مع هذه المعطيات في إدارة معاركنا ، وكانوا معي آمري المدفعية والمخابرة ، وضابط الركن الثاني إستخبارات إلى جانبي في إدارة المعارك ، على الرغم من أننا في
معارك (ماوت – جوارته ) الحالية كنا نقاتل في الجبهة والأجنحة والخلف ، وفي المدن والقصبات في آنٍ واحد (قتال على 360 درجة ، وقد يصح القول أحيانًا على 720 درجة على الرغم من خيالية هذا الوصف!!) إلا أننا لم نفقد توازننا ، وفعلنا في الإتجاه الصحيح والأسبقيات في العمل ، ويعود فضلٌ كثيرٌ في ذلك إلى دقة عمل هذه المجموعات.
ر. تمكَّن العدو من إحتلال الجزء الأكبر من جبل ماوت ، وكان قائد الفرقة يقوم بهجمات مقابلة بمجموعات صغيرة ، وبإسناد مدفعي كبير، وتمكَّن من الإحتفاظ بجزء منه ، وكانت المعلومات المسترقة تؤكد تكبد العدو خسائر لم يتوقعها في محاولاته إكمال إحتلال العارضة وتطوير هجومه ، وعندما وصلنا إلى مقرّ الفرقة المتقدم في ماوت كان العدو يتهيأ لهجوم كبير لإكمال إحتلال العارضة ، وإستقدم لواءين لهذا الغرض ليلًا ، كنا نتابع حركة اللواءين وتقدُّمهما ، وحددنا النياسم التي يتنقلان عبرها والأماكن التي يمران بها (من خلال عمل ورصد مجموعات المعلومات) فهيأنا مدفعية الفيلق ، وشرعنا بمعاقبتهم بنيرانها المختلفة (مهداد وإنفلاق جوي) (المهداد نوع من العتاد ( الذخيرة ) يطلق على عتاد شديد الانفجار (HE)بحسب طبيعة الطريق أو النيسم ، كانت الأرض التي يتنقلون عليها منبسطة ، أو متكسرة ، وسواء أكانوا في مرتفع أم في وادٍ كنا نتابعهم خطوة بعد أخرى ، ونؤشّرها على الخرائط ونعالجها بالنيران المناسبة ، ونتابع رسائلهم المتبادلة لمعرفة ردات فعلهم ، فإذا ذكروا أن نيراننا تؤثِّر فيهم نكثفها ، وإن ذكروا أنها تقع في مناطق أخرى نصحح نيراننا، وإستمرت معالجتهم من دون توقف حتى ساعة متأخرة من الليل ، عندما أرسل آمراَ اللواءين برقياتهما ليبلغا مرجعهما بأن قواتهما تكبَّدت خسائر كبيرة ، وستعود إلى الخلف لإعادة التنظيم ، ولم يحدث الهجوم الكبير الذي خططوا له.

          

ش. في ليلة أخرى كانت قطعاتنا تشتبك مع العدو في جبل ماوت ، وكانوا قد أرسلوا لواءً للقيام بعمل على جناح الجبل الأيمن ، فأرسلنا برقيات ورسائل مفتوحة بأن مواضعنا في جبل ماوت تتعرض لقتال شديد ، وعلى وشك السقوط فالتقط القائد الإيراني هذه الرسائل ، وأمر اللواء المكلف بالعمل على الجناح بتغيير إتجاهه لمساعدة قطعاتهم التي توشك على إزاحة قواتنا من جبل ماوت ، وتقرّب اللواء من هذا الإتجاه ، وشرعت مدفعيتنا بمتابعته وقبل وصوله إلى جبل ماوت كان قد أُثخن بالخسائر، وانكفأ عائدًا من حيث أتى ، هكذا كان العمل اليومي لنا مع قيامنا بهجمات محدودة بنيران كثيفة تقابلها هجمات معادية ، وإستمر القتال لمدة أسبوعين على العارضة ، وعلى الرغم من أن هجماتنا كانت بعددٍ قليلٍ من القطعات ، إلّا أننا إستنفدنا ما لدينا ، وأصبحنا في وضع حرجٍ على الرغم من كل ما إتخذناه من إجراءات ، وقُلت لهيئة ركن الفيلق: (أخشى إننا لن نستطيع الإستمرار لفترة أطول إذا إستمر العدو بهذا الزخم ).
ت. فجأة توقف القتال وسكنت الجبهة ، ولم أستطع حينها أن أعرف لماذا حدث ذلك ، وأسباب توقف العدو عن القتال ، وفرض العدو الصمت اللاسلكيّ ، وأصبح أكثر حذرًا في تحركاته ، وكان قد زجّ 45 فوجًا في معركته التي إستمرت أسبوعين (ما يعادل 15 لواءً أو خمس فرق) وكانت حساباتنا لوحدات العدو التي شاركت دقيقة وبالأسماء ، ولم يكن هناك مجال
للخطأ عرفت في وقتٍ متأخرٍ من مديرية الإستخبارات العسكرية العامة من خلال أنصار منظمة مجاهدي خلق ، ومؤيديهم من الذين يعملون في المجال الطبي في مستشفيات سردشت ، والمستشفيات الميدانية على الحدود بأن مجموع جثث قتلاهم التي وصلت مستشفياتهم كانت أكثر من 5500 جثة عدا المتروكة في ساحة المعركة ، ومجموع جرحاهم يزيد على 21000 جريحٍ ، وتأكدت للإستخبارات العسكرية العامة هذه الأرقام من مصادرها الأخرى ، وكانت خسائرنا من الشهداء والمفقودين 860 عدا الجرحى ، ولم تتيسر لنا أرقام عن خسائر المسلحين الأكراد والألوية الإيرانية العاملة معهم في العمق العراقي.

ث. زار مقرّ الفيلق المتقدم رئيس أركان الجيش الفريق سعدي عزيز ومعاونه للعمليات الفريق ثابت سلطان ومدير الإستخبارات العسكرية العامة اللواء صابر الدوري ومدير طيران الجيش اللواء الحكم حسن علي التكريتي الذي يصاحبهم دائمًا في أثناء معارك الفيلق لعلاقته الوثيقة باللواء صابر، فكنت أوجز لهم مجرى العمليات وأعداد العدو وإتجاهات عمله ، وإجراءاتنا مع تكرار حاجتنا إلى القطعات لتفوّقه الشاسع ، وتحسبًا لما لا تُحمد عقباه كان جواب سعدي عزيز دائمًا بعدم تيسرها ، وأن إعتماده على الفيلق وقيادته كبير، وأنه سيكون في كركوك إذا إستجد أي موقف ، وعندما كان يحدث موقف ما كنت أتصل به فيسأل عن إجراءاتنا فأخبره فيثني عليها، ويؤكد أننا إتخذنا الإجراء الملائم ، وينتهي الأمر عند هذا الحد ، وتكرر ذلك أكثر من مرة ، فتوقفت عن الإتصال به ، أما معاون رئيس الأركان للعمليات فعلمت من مدير الإستخبارات أنه كان يغادرنا إلى مدينة الموصل ليقضي بعض حاجاته ، وأعتقد أن مدير الإستخبارات ومدير طيران الجيش قد أوصلا هذه المعلومات عن رئيس الأركان ومعاونه إلى القائد العام، الأمر الذي أدى إلى إقالتهما بعد إنتهاء معارك ماوت.
خ. إستشهد قائد الفرقة 44 اللواء الركن جاسم محمد صالح في أثناء تعرّضه لقصف معادٍ في طريق عودته ليلًا من الخطوط الأمامية في(ماوت)
، حينما كان في عجلته مع أحد ضباط ركن الفرقة الذي لم يفطن لموته إلا بعد وصولهم إلى مقرّ الفرقة ، فقد أصيب بشظية صغيرة في رأسه وتوفي في الحال ، وكان ضابط الركن الذي يجلس إلى جانبه يظن أن قائده كان نائمًا ، جرح قائد الفرقة 24 في قلعة دزة العميد الركن زهير يونس الذي إستخدمته لقيادة الفرقة 44 بعد إستشهاد قائدها ، فكلفت اللواء الركن غائب أحمد غائب رئيس أركان الفيلق بقيادتها فجرح هو أيضًا.
ذ. بعد هدوء إستمر فترة أسبوعين تقريبًا شرع العدو بتعرّضه الثاني فهاجم بقوة وبقطعات متفوقة ما تبقى من عارضة جبل (ماوت )، وإستطاع إحتلالها والسيطرة عليها ، وإندفعت قطعات معادية أخرى إلى العارضة التي تليها (جبل قشان) ، وتمكَّنت من إنتزاعها من القوة الصغيرة التي كانت تدافع فيها ، وإمتد العدو من جبل ماوت إلى جبل قاشان ، مسافةً تزيد على 5 كلم غربًا ، وأصبح موقف الفيلق حرجًا جدًا ، والمعلومات تتوارد عن تدفق قطعات معادية كبيرة أخرى عبر الحدود لساحة عمليات ماوت ،
لم تكن إحتياطات الفيلق المكونة من بضعة أفواج قادرة على عمل أي شيء، على الرغم من أننا كنا نشن الهجمة تلو الأخرى على الأسنان الغربية المواجهة لنا في جبل قاشان (كل فوج يشنّ أربع هجمات لأربعة أيام متتالية ، وبمعدل سريّة لكل هجمة مسندة بنيران مدفعية وهاونات كثيفة ، ويتمكَّن من إحتلال الأسنان الأمامية من الجبل فيقوم العدو بقصفه ويعقبه بهجوم مقابل ، الأمر الذي يُجبر القوة على الإنسحاب بعد أن تكون قد تكبَّدت خسائر في القصف المدفعي المعادي لضيق منطقة الأسنان الأمامية للجبل ، وعدم وجود أماكن كافية لإنتشارها) .

                         

ض. إستمر القتال على هذه الشاكلة إلى أن أوعز الرئيس القائد العام بإرسال لواءين من فرقة مشاة بغداد حرس جمهوري ، التي كان يقودها اللواء الركن قوات خاصّة كامل ساجت ، ووصلت القاطع ومعها قائد الحرس الجمهوري الفريق الركن حسين رشيد فأوجزتُ لهما الموقف ، وصحبتهما إلى مراصدنا الأمامية لشرحه على الأرض ، وإقترحت على قائد الحرس أن تقوم قوات الحرس بعد أن أعززها ببضعة أفواج من إحتياط الفيلق ، بعملية واسعة لطرد العدو من قاشان وجبل ماوت ، وذلك بإحاطة العارضتين من الوادي الذي يقع يسار العارضتين (جنوبهما) ، وقطعهما عن باقي قوات العدو شرق ماوت والحدود الإيرانية ، لكنه لم يوافق وقال: (أنا وقواتي نتقيد بتوجيه القائد العام الذي يقضي بإستعادة مواضع العدو في جبل قشان ) ، ( أصبح فيما بعد معاوناً لرئيس أركان الجيش ، وبعد إقالتي أصبح رئيساً لأركان الجيش في حرب الخليج الثانية ، وهو معتقل الآن في سجون النظام الحالي ، وقد حُكم عليه بالإعدام )
فقلت له: ( ليس هناك طريق أو نيسم لإدامة الأسنان الأمامية التي نهاجمها يوميًا بحجم سريّة تحتلها إلا بالكاد ، فمجموعات الإدامة التي تحمل إليهم الماء والذخائر على ظهورها تشرب أكثر من نصف الماء الذي تحمله كي تصل إليهم ، فكيف بإدامة لواءين تعتزم تكليفهما بمهاجمة الجبل وإحتلاله، والشيء الآخر أن لا مجال لإنفتاح قوة بحجم أكبر من سريّة ، فتكديس القطعات على العارضة سيؤدي إلى ذوبان القوة بنيران هاونات العدو ومدفعيته ، إضافة إلى إستحالة إدامتها ) ، لكنه أصر على أن واجبه إحتلال قشان وفق توجيه القائد العام.
ظ. حدث ما حذّرته منه فقد تمكَّن من إحتلال الأسنان الأمامية للعارضة ولم يستطع تطويره لصعوبة الإدامة ، وعدم إستيعاب ظهر الجبل لإنفتاح قوة كبيرة ، وبعد خسائر ليست قليلة أعيدت قوات الحرس بعد أن ذكروا للقيادة العامة أنهم تمكنوا من إحتلال مواضع للعدو في جبل قشان (المواضع التي كنا نتبادل السيطرة عليها نحن والعدو يوميًا). زجّ العدو في تعرّضه الأخير بـ 83 فوجًا ، أو ما يعادل أكثر من 9 فرقٍ ، وبلغ مجموع قواته التي شاركت في المعارك في المرحلة الأولى والثانية من معركة ماوت 128 فوجًا ، أي ما يعادل أكثر من 14 فرقة ، وما يعادل من 7000 إلى 8000 من مسلحي الحركة الكردية ووحدات حرس الخميني التي عملت معهم ، وإستمرت معارك الإستنزاف هذه أسابيع ثم هدأت تدريجًا ، وإستقر الموقف بعد أسابيع بعد أن أنهى العدو تعرّضه وخططه الطموحة التي إستهدفت إحتلال المنطقة الشمالية من العراق بمساعدة مسلحي الحركة الكردية.

غ . وجهة نظري الشخصية عن معارك ماوت في نيسان 1987
أولاً. إن ماجاء بمذكرات الفريق الأول الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي عن معارك ماوت 1987 توثيق جيد جداً لهذه المعارك يفخر بها الجيش العراقي الباسل ، أطال الله في عمره ، وكما ذكر سيادته في مقدمة المقال إن معظم تشكيلات فرق مشاة الفيلق الأول إشتركت في معارك القاطع الجنوبي في منطقة الشلامجة في بداية كانون الثاني 1987 وتكبدت خسائر كبيرة بين منتسبيها في الآمرين والضباط وضباط الصف والجنود والفرق الزمني بين تلك المعركة وبداية هذه المعركة قصير جداً لن تسنح الفرصة بتعويض هذه التشكيلات بالأشخاص وتدريب هذه التشكيلات لليتسنى لها الإشتراك في معارك جديدة أعنف من تلك المعارك السابقة وأشد صعوبة لطبيعة المنطقة الجبلية .
ثانياً. لم يذكرالفريق الأول الركن نزار الخزرجي أسماء التشكيلات وأماكن تموضعها في جبل ماوت لأن جبل ماوت جائت تسمية عامة وفي الحقيقة جبل ماوت واسع جداً وفيه أعداد من الرواقم ليست قليله ، ولم يسمي آمري التشكيلات الذين قادوا تشكيلاتهم في تلك المعركة.
ثالثاً. كذلك لم يذكر تواريخ بدإ المعركة وتواريخ شن الهجمات المقابلة بشكل واضح ودقيق ليتسنى للقارئ معرفة تفاصيل سير هذه المعركة .
تدقيق وتوثيق أحداث المعركة من قبل:
اللواء المتقاعد
فوزي جواد هادي البرزنجي
26 كانون أول 2021

للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:

https://algardenia.com/terathwatareck/52076-2021-12-27-16-58-42.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2238 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع