والعفو عن الضحايا .. ؟؟؟؟

                                       

حكومة مسلسل الأزمات الوطنية , وبعد الأنتهاء من حلقة سحب الثقة عن رئيس الوزراء , توافقت كالعادة ـــ لا غالب ولا مغلوب ــ , حيث وافقت حكومة المركز على دفع مستحقات الشركات على الأقليم , وتعهدت حكومة الأقليم على رفع الحضر عن تصدير نفطها , وترك الرأي العام العراقي منشطراً طولاً وعرضاً داخل برك الدم والأجساد المتفحمة وزيادة ملحوظة في عدد الأرامل والأيتام والمعوقين , وهبوط في المعنويات وتراجع اضافي في الثقة بوعود وعهود المسؤولين .

هكذا دائماً مسلسل الأزمات ( كخرزات ) المسبحة , عندما ينتهي تسلسلها عند ( شاهود التحرير ), تبدأ من حيث انتهت , انها المجزرة البعثية التي سوف لن تتوقف على المدى القريب .

لم تجف دماء الشهداء بعد , واوجاع وداعاتهم غصـة في ذاكرة الأهل والأحبة , الأرامل لم ترتب وضعها الجديد ومستقبل ايتامها , فرز المسؤولين لمكاسب الأزمة والمؤجل منها لأزمة قادمة , لم يتم حسمه , المواطن وقبل ان يستيقظ ويعيد النظر في اولويات الدفاع عن نفسه من غلطة انتخابية ارتكبها ـــ كعملية انتحار جماعي ـــ , ويعيد تنظيم اوراقه داخل تيار وطني قادر على رفع ثقل الكارثة التي رافقت مصيره منذ الأنقلاب الدموي الأسود في 08 / شباط / 1963 والى يومنا هذا , يجد نفسه امام ازمة العفو العام وقانون البنى التحتية وتفجيرات نوعية جديدة وهروب جماعي منظم من السجون والمعتقلات العراقية , واستهتارات مهينة للدولة ومشاعر الرأي العام .

هذا يقترح وذاك يرفض , واخر يهدد ويتوعد ويبتز , وغيره يساوم ويتراجع , والبعض يريد استرجاع النقاط التي خسرها في ازمات سابقة , او فرض غير الممكن من شروطه , المواطن المشغول بدفن ضحاياه واعادة تضميد جراحه المادية والمعنوية والنفسية المفتوحة دائماً على استقبال القادم الذي ستفرخه الأزمات المخزونة داخل جعبة العملية السياسية .

البعث : ليس صدام حسين وعائلته وحبربشية حزبه كما يحاول ان يوهمنا البعض , انه اجهزة مخابراتية واستخبارية ذات كفاءات وخبرات عالية التنظيم والممارسة والفعل المدر, وفدائيون قتلة تحت تصرفه وتصرف ابناءه ’ وجيش شعبي وآخر للقدس وحرس جمهوري , وطغم تعد بأكثر من ثلاثة ملايين من القتلة , اكثر من 80 % منها ملطخة ايديها بدماء العراقيين , واقلهم شراً خصص كمخبرين وكتبة تقارير .

اين اختفت كل تلك الكيانات الأرهابية المتوحشة  .. ؟؟؟

وصية صدام حسين لهم كانت صريحة , هي ان ينظموا ويعملوا من داخل احزاب المعارضة عندما تسلم لهم السلطة , وبشكل خاص داخل احزاب الأسلام السياسي كونها رخوة واقل مناعة للأختراقات .

تلك الطغم البعثية الشريرة , تشكلت منها احزاب وتيارات ومليشيات وفرق اغتيال وخطف وتصفيات ومقاومات وتفخيخ وتفجير , واستتأجرت بعضها دول عالمية واقليمية متعددة , انها الآن تحتل اخطر مفاصل الدولة وتشكل هرماً مخيفاً يبدأ من الرئأسات وتمتد خيوطه المنظمة , مدراء ومستشارين وناطقين رسميين ومسؤولين اعلاميين ورؤساء اجهزة امنية , وعبر نظام التحاصص , وجدت لها مكاناً مؤثراً داخل السلك الدبلوماسي , جميعها تعمل بتنظيم وتوقيت عالي الدقة والفعالية والتخطيط وشديد التماسك من داخل الماكنة الحكومية .

فأي معنى اذن : للحديث عن العفو العام ولجان المسائلة والعداله والنزاهة وخزعبلات اخرى , ان لم يكن ضحكاً وقحاً على ذقون الأبرياء ( الناخبين ) ومواصلة لتكريس العقاب الذي فرضه النظام البعثي على الضحايا من بنات وابناء العراق , على امتداد اكثر من اربعة عقود تقريباً . . ؟؟؟

اذا كان حجم المكاسب وحمى الفرهود قد اغلقت منافذ الذكرى والبصيرة ـــ عند المسؤولون ـــ , فالأنقلاب البعثي في 08 / شباط / 1953 قد افتتح اول وابشع مجزرة , تركت خلفها الألاف من الشهداء والأرامل والأيتام والمشردين , ومسلسل التصفيات والأغتيالات والتغييب وتشويه وتدمير الشخصية العراقية وجريمة اغتيال العقل العراقي , تواصلت مع عمر التسلط البعثي , شريحة الكورد الفيلية وحدها غيب من شبابها اكثر من ثمانية الاف , وعبر عمليات اجتثاث وحشية هجرت منها الاف العوائل , نذكرهم ايضاً بأنفلة اكثر من 180 الفاً من الأكراد الأبرياء , وبشاعة مجزرتي حلبجة والأهوار , اظافة لحجم شهدائها , لا يزال الكثير من المواطنات والمواطنيين يعانون عاهات جسدية ونفسية سترافق عذاباتها المتبقي من حياتهم وتمتد لأجيال عديدة , مجازر الأنتفاضة الشعبانية عام 1991 التي كان ميدانها مساحة العراق كاملة اضافت الى ما قبلها مئآت المقابر الجماعية , ونذكرهم بأكثر من خمسة ملايين مهجر ومهاجر سلبت منهم ممتلكاتهم وامنهم وكرامتهم وحقوقهم واشياء عزيزة تتعلق بذكرياتهم العائلية ...  انها قوى الردة , تجتاح الآن الدولة كالقمل والقراد , تعيد افتراس العراق حياً , وان كان لدي المسؤولين شكاً , ليلتفتوا حولهم ليدركوا , حجم السكراب البعثي الذي تركه الأحتلال يغطي افقهم الضيق ويتصرف بميولهم وممارساتهم , موتاً يومياً على العراقيين ... ؟؟؟؟ .

الناس خاب املهم فيهم تماماً , ولن ينتظروا منهم مبادرة ايجابية يصدروا فيها عفواً عاماً , يعيد لضحاياهم حقوقهم واعتبارهم وكرامتهم ورفاة شهدائهم , انها مهمة وطنية انسانية غيب اهلها , ومثلما هي حق مشروع , على الضحايا وحدهم استرجاعها وطناً فضلاته في جيوب المسؤولين .

قـد يختلف معنا البعض , ولاسبابه , وقد يتهمونا كالعادة , ويفرضون رقيبهم ( شرطيهم ) الثقافي والأعلامي , لمراقبة وتفتيش واستنطاق وجهة نظرنا , وقد يمنع عليها المرور الى حيث عطش المواطن للحقيقة , لكننا نبقى كما كنا ...

ـــ مع دولة : لا تتحكم فيها وتذلها وتسحق هيبتها المحافظات والأقاليم ثم الجوار .

ـــ مع حكومة : لا تشارك فيها اطرافاً مشبوهة تمثل الطغم البعثية ومنظمات الفساد والأرهاب .

ـــ مع عملية سياسية لا تبتلع دولة المواطن وثرواته واعلامه ورأيه العام .

ــــ مع من يجبر خواطر ضحايا البعث والأرهاب والفساد ويعيد لهم اعتبارهم وحقهم وكرامتهم ’ ويسد شريان نزيفهم ويشركهم في اعادة اعمار الوطن والأنسان وهم الأكفاء والنزهاء , لا ان يعيدوا البعث اذلالاً اضافياً وموتاً يومياً مفروضاً على الوطن والمواطن .

ـــ وعندما نتضامن مع العراق , فأننا نتضامن مع كل من يقف بجانبه اصيل الأنتماء والولاء صادق الكلمة .  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

997 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع