اكسري صمتَ عطرك في لغتي

د. خالد زغريت

اكسري صمتَ عطرك في لغتي

و أقولُ لها : ما لها نجمةُ الصّمتِ رانيةٌ فوق هدبكِ
و الطّير كانت تُضيءُ بملْحِ دمائيَ موالَها
وعلى هدبِها حنيني يطولُ لها ...فأقول لها
ما تأخّرتُ، لكنْ.... بعينيكِ قلبي لَهِا
وأقولُ لها: اكسري صمتَ عطرك في لغتي
كم تصاعدَ دُخّان قلبي أشدَّ اكتمالاً منْ بياضِ القمرْ
كم أُلمْلمُ مِنْ ياسمينِ الحَمِيديّةِ الغَضِّ
ظِلِّ عيونكِ رانيةً فيُصلي لها في يديَّ الحَجرْ
وكأني بحمْصَ تَفُكُّ بشَعْرِكِ خُرْنُوبِها
كي تُخَيّم في شرفاتِ الشَّجَرْ
ولِتَشْرَبَ قهوةَ عينيكِ قدْ نَوَّمَتْ
في قَميصِكِ خَيْطَ أَنيني كَنَهَرْ
وأقول لها: يا حبيبة لا تُطْرِقي في يديكِ
تتْلو ضفافاً (لعاصٍ) أناجيلها
ويداها مرايا لروحي فلا تسألي ما لها
إن عَلَتْكِ يداكِ خُزامى فليس
لأحَّدِنا مُعجزاتُ نَبِيٍّ لنا مالها
غيرَ أنَّ لِقلبي كرامةَ حُبِّكِ يَصْعَبُ بالكلمات
تفسيرُ تَوَرُّدِها وعلى العطرِ يَعْجِزُ تأويلَها
وأقول لها كم غزالُ الحِوِاشِ رعى في أصابعها
العَبَقَ الحلْوَ في سرِّها فَنَما شَعْرُهُ حَبَقا
كم حنيني زَقَا في شقوقِ حِجارِ
الحميديّةِ الزّرْقِ حتّى نَبَتَتْ عَرَقا
ما أُحَيْلاكِ يَطْلعُ وجْهُكِ ورداً يعانقُ ورداً
فأخشى على كبريائي... تقولين صارتْ له عَبَقا
ما أُحيلى شفاهكِ تَعْقُدُ للجمْرِ زهْراً وتنْحتُ للعطْرِ غِمْداً
فما أنتِ.. أنتِ مرايا جَمَالِ الجَمال.. فكيف بعينيك لن أغْرَقا
ما أحيلى يديكِ جناحيْ ملائكةٍ سَبَّحَتْ ألقاً لجمالكِ قدْ حَسِبَتْهُ لها
وحَسِبْتُ لروحكِ أنْ تَحْسَبَ الورْدَ فيَّ غَدا ظلَّها
وحَسِبْتُ لروحكِ أنْ تَحْسَبَ الكبرياءَ التي ليْ لها
وأقولُ لها آنَ أنْ تَخْتمي قصّةً أضْحكتْ جرْحَ أبطالِها
أن كتبنا خواتيمَ أوّلَها
و بِحِبْر أشدَّ بياضاَ على اِبيضاضِ الورقْ
فتعالي لنضْحكَ صمتاً على
بَطَلينِ صنعناهما من ورقْ
و نَشُقُّهُمَا حين نبكيهما لنُنَشّفَ أدمعنا بالورقْ
وسنضْحكُ أنّا بكينا الذي خَلَقْناه من ورقْ
نحن لم ننسَ أنّا خُلِقْنا سُدىً من عَلَقْ
أأقول لها حمصُ تبقى إذا ما بقيتِ بروحي ألقْ
فلعلكِ إذْما عرفتِ بأنكِ إن تَحْرُقينا
فقدْ تحرقين بحمصَ الذي ما احترقْ .

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

843 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع