عبد يونس لافي
من رسائلِ مملكةِ ماري في الحربِ والسَّلام
الرسالةُ الأولى
بعد أنْ تطرَّقْنا الى رسائلِ القومِ،
في شؤون الإدارةِ والنظام،
نتعرَّضُ الى نماذحَ أخرى من رسائلِهم،
في شؤون الحربِ والسلام.
الرسالةُ الاولى من هذه الرسائل،
كان قد أرسلَها يارايْم - أدو (Yarīm - Addu)،
الى سيِّدِه، وكانت تقريرًا عن اثْنينِ
من مسؤؤلي الملك حمورابي (Ḫammurapi)،
قد وصلا الى بابل.
كان هذان المسؤولانِ قد أقاما لوقتٍ طويل،
في مدينةِ مَشْكَنْشَبْرا (Maškanšabra)،
جاءا وكان بصحبتهما أربعةُ رجالٍ
من مملكةِ لارسا (Larsa1) كمرافقين.
يقول يارايْم، ولقد حصلْتُ على معلوماتٍ اسْتخباراتية،
أنَّهم كانوا يحملونَ رسالةً من ملكِ لارسا،
الى الملك حمورابي،
تدورُ حول الجنودِ الذين كان حمورابي،
يكتبُ الى ملكِ لارسا في طلبهم بصورةٍ مستمرَّة،
ولماذا لم يُنفِّذِ الملكُ هذا الطلب.
كان يُفترضُ في هؤلاءِ الرِّجال،
أنْ يُخْبِروا حمورابي بما يلي:
إنَّ سببَ عدمِ تلبيةِ طلبِ الجنودِ هو:
أنَّ العدوَّ الذي كان يُخطِّطُ
لمهاجمةِ أراضٍ تحت سيطرةِ حمورابي،
قد غيَّرَ خطَّتَه ليُهاجمَ بلدًا آخر.
ويتعهَّدُ ملكُ لارسا لحمورابي،
أنَّه سيجعلُ هؤلاءِ الجنودَ،
تحت تصرُّفِ حمورابي،
عندما يتعرَّضُ لأيِّ هجوم من هذا العدو.
بالمقابلِ فإنَّ ملكَ لارسا يريد من حمورابي،
أنْ بقفَ معه إنْ تَعرَّضَ هو لأيِّ هجومٍ من العدو.
إنها التحالفاتُ العسكريةُ في عُرفِ اليوم.
هذا هو فحوى رسالةِ ملكِ لارسا الى حمورابي.
حمورابي ايضًا كان قد كتب الى ملك لارسا،
حول احوالِ مواطني موتْيابَل (Mutiabal)،
ممَّن فرّوا من الحرب،
وحلّوا لاجئينَ في ياموتْبَل (Yamotbal).
وجوابًا على هذا،
فقد طَمْأنَ ملكُ لارسا حمورابي،
بطريقةٍ غير مباشَرَةٍ قائلًا له:
انه يُحِبُّ حياتَه التي بها أقْسَم،
ولذا فإنَّه اذا الْتقى بأيٍّ من هؤلاءِ اللاجئين،
فَسَيسْعى لراحتِهم وطيبِ أحوالِهم،
ثم يُرسلُهم إليه.
قضيَّةٌ أخرى عَرَضها يارايْم في رسالته،
عن شخصٍ آخرَ اسْمه شِمِتَگپ (Šimetagup) ،
إذ أوقفَ شِمِتَگپ،
رُسُلَ وزيرِ عيلام (Elam2)،
لمدَّةِ أربعةِ ايامٍ،
ومنعهم من الوصولِ إلى
زِمرا – حمو (Zimra - Ḫammu) .
بعد ذلك خرج سِن – إدِنام (Sin - iddinam)
من القصر، وسمح لهم بالدخول
الى مستودع المعونة،
حيث يوجد القارب.
غير أنَّ شِمِتَگپ، من (....)؛
هم قد اسْتدْعَوْهُ بالفعلِ (؟) ثلاثَ مرّاتٍ،
وحبسوه في أماكنَ خاصَّةٍ به (؟)،
وقلَّصوا حِصَصَه.
الآن هم [...] تعويضًا لهؤلاءِ الرُّسُل
(نهاية الرسالة مكسورة3).
الرسالة
" أخبر سيدي:
خادمُك يارايْم - أدو (Yarīm-Addu)
يُرسِلُ الرسالةَ التالية:
اثنانِ من مسؤولي الملكِ حمورابي (Ḫammurapi)،
هما تَيب – إلي - مَيتِمْ (Tāb-eli-mātim )،
وسِن – بييل - أپلِم (Sin-bēl-aplim)،
اللذيْن كانا يقيمانِ لفترةٍ طويلة،
في مدينة مَشْكَنْشَبْرا (Maškanšabra)،
وصلا بابل.
أربعةُ رجالٍ من لارسا (Larsa) ،
كانوا يركبون الحميرَ، جاءوا لهما مُرافقين.
ولقد حصلتُ على معلوماتٍ اسْتخبارية،
عن الرسالة التي يحملانِها من ملك لارسا.
لقد كان من المفترض،
ان يُخبِروا حمورابي (Ḫammurapi) ما يلي:
" بالنسبةِ للجنودِ الذين كنتَ تكتبُ لي عنهم باسْتمرار،
فإنَّ سببَ عدم إرسالِهم إليك من قِبَلي،
هو أنني سمعتُ أنَّ نوايا العدوِّ،
هي موجَّهةٌ ضدَّ بلدٍ آخر،
إلّا أني ما زلتُ أحتفظُ بالجنود،
وهم في حالةِ اسْتعداد؛
فإذا ما غيَّر العدوُّ هدفهُ نحوك،
سيأتي هؤلاءِ الجنودُ لمساعدتِك.
بالمقابل، اذا ما انْقلبَ العدوُّ ضدّي،
فيجبُ أن يأتي جنودُك لمساعدتي".
هذه هي الرسالةُ التي أرسلها ملكُ لارسا
رايْم - سِن (RĪm-Sin)،
الى حمورابي ملكِ بابل.
حمورابي أيضًا كان قد كتب إلى رايْم - سِن
حول احوال مواطني موتْيابَل (Mutiabal)،
الذين فرّوا من الحرب،
ولجأوا الى ياموتْبَل (Yamotbal).
كان رايْم - سِن قد طمْأنهُ،
وأكَّد له ذلك كما يلي:
" ألا تعلمُ أني أحبُّ حياتي (التي بها أقسمت)؛
فاذا ما جَمَعَتْني الظروفُ بأيٍّ منهم،
فسأعملُ جاهدًا على راحتِهم،
ثم أُرسلُهم اليك".
هذا ما كتبه رايْم - سِن إلى حمورابي.
والآن إلى قضيَّةٍ آخرى:
لقد أوقفَ شِمِتَگپ (Šimetagup) ،
رسلَ وزيرِ عيلام (Elam) لأربعةِ ايام،
بحيث لا يصلونَ زِمرا – حَمّو (Zimra-Ḫammu).
بعد ذلك خرجَ مراقبُ الضرائبِ،
سِن - إدينام (Sin-iddinam)،
من القصرِ وسمحَ لهؤلاءِ الرُّسلِ،
بالدخول الى المستودعِ حيث القاربُ موجود،
ولكنّ شِمِتَگپ، من (....)؛
هم قد اسْتدْعَوْهُ (؟) ثلاثَ مراتٍ،
وحبسوه في أماكنَ خاصَّةٍ به (؟)،
وقلَّصوا حِصَصَه.
الآن هم [...] تعويضًا لهؤلاءِ الرُّسُل
[نهاية مكسورة] "
1 لارسا (Larsa)، هي احدى مدن سومر القديمة، تقع جنوب العراق، ضمن محافظة ذي قار، ويسميها سكنة المحافظة (تل السنكرة).
2. عيلام (Elam) من الحضارات القديمة التي نشأت في اقصى غرب وجنوب غرب ما يسمى اليوم ايران، وفي جزء من جنوب العراق، وقد سماها العراقيون القدماء من سومريين وأكديين بهذا الاسم قبل ان تكون هناك ايران.
3. نهاية الرسالة جاءت هكذا وقد كسر الرُّقُمُ الذي دونت عليه، بالاضافة الى النقاط التي تشير الى كلمات سقطت وربما استطعنا اكمالها من خلال ما ورد في الرسالة، واترك للقارئ المحاولة ولكننا في جميع الأحوال لن ندعي ان اجتهادنا سيكون صائبًا تمامًا.
2971 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع