د. ناهدة التميمي
نعم حقا وفعلا انا ضد الغاء رواتب وامتيازات ومخصصات وتقاعد البرلمان العراقي .. والسبب لان هذا البرلمان حالة نادرة وفريدة قل نظيرها في العالم ,, ولابد من دراستها وتشريحها في اعرق الجامعات والمعاهد المهتمة بعلم الاجتماع والسياسة وتطور المجتمعات والنظريات السياسية ..
برلمان لم تنجب مثله سوح السياسات ولم يتطرق اليه مُنظّري الديمقراطية القدماء والمعاصرين ولا حتى ارسطو طاليس وحكماء اليونان والاغريق الذين ابتدعوا فكرة حكم الشعب بنفسه واخترعوا كلمة البرلمان في سالف العصر والزمان , فهم لم يتبادر الى ذهنهم , انه سوف ياتي حين من الدهرعلى الانسان يظهر فيه نواب في بلد اسمه العراق يتجاوزون كل القيم والمفاهيم السياسية ويفوقون الخيال نفسه بما يفعلوه ومالم ينجزوه وما ياخذوه
فهذا البرلمان الفلتة والمحتوي على اشهر الارهابيين وعتاة المجرمين والفاسدين والمزورين والنهابين والعاطلين عن العمل كل اشهر السنة,, واغلب وقتهم حج وعمرة وايفادات وعطل رسمية وغير رسمية ولم يداوم اغلب اعضائه وعلى مدى عشر سنوات سوى ايام معدودات ولم يتفقوا الا على الامتيازات والمخصصات.. وكما قال احد المواطنين عندما يتغيب اي موظف عن دوامه فان عليه حساب وكتاب ويجب ان ياخذ زمنية اذا كانت الاجازة قصيرة او لساعات فما بال البرلمان العراقي في اجازة مفتوحة ودائمة وحتى العضو الفاسد فيه (ولو ماشاء الله عليهم لايتخيرون على بعضهم) لو ثبت عليه الفساد والارهاب والتخابر لصالح دول اجنبية او صدر عليه حكم قضائي فانه يستمر هو وحمايته باستلام الرواتب والامتيازات,, هذا البرلمان دونا عن برلمانات العالم محكوم جملة وتفصيلا بالكتل التي تسيطر عليه وليس بالضمير ومصلحة الشعب, وحاله يشبه عربة تجرها خيول باتجاهات مختلفة اكيد لاتمشي ولاتنتج شيئا
قبل فترة شاهدت احدهم ممن لم ينتسب الى البرلمان الا لمدة اسبوعين على التلفزيون يقول ان الراتب التقاعدي حق وان حمايته مازالت تستلم الرواتب .. ولااعرف باي حق او مسوّغ يحصل ذلك ..؟؟!!
هذا البرلمان الذي راح يدلل نفسه ويخصص لاعضائه بايسكلات ليتريض بها النائب عندما يتعب من الراحة او عندما ياتي تعبان من اجازاته الطويلة في بلده الاخر يتجول فيها حول حدائق الخضراء ليبدد ضجره من قلة العمل .. كما خصص لنفسه رواتب ما انزل الله بها من سلطان لايوجد لها مثيل على وجه الارض ولوريات لااعرف مالغرض منها, ربما ليستعدوا ان تحملهم وتلقيهم في اقرب مكب نفايات عندما تحين ساعة الجد ووقت الحساب العسير من الشعب .. وضمن الرفاهيات الاخرى فقد خصص لنفسه اثاث ومسابح ديلوكس واتصالات وملابس ( وملابس اخرى ) الاولى افتمهمناها ولكن الثانية مازالت عصية على الفهم فلا نعرف مالمقصود بالملابس الاخرى
كما وخصص لنفسه نثريات جرائد وقرطاسية كل واحد مليون ونصف شهريا
والانكى من ذلك هو تخصيص فقرة للتجميل والشفط واللفط ..
والالطف من كل هذا وذاك ان هذا البرلمان يخاف من الشعب والذي من المفروض انه انتخبه مما يدل على انهم قطعا ليسوا منتخبين وانما معينين من جهات لها مصلحة في تخريب البلد
وانه عرف بموعد تفجيره فاحتاط لنفسه واتخذ اجراءات حماية اضافية ولكنه لم يعرف ولم يهتم بمواعيد كل التفجيرات اليومية التي تقتل الارواح البريئة من الشعب البائس.
فهل خطر على بال فلاسفة الاغريق والرومان ان الديمقراطية وحكم الشعب سياتي بمثل هؤلاء الفسدة الذين لايرعون ذمة ولاضمير في اموال الناس والفقراء ليمثلوا حكم الشعب ظلما..؟؟!!
هل راى احدهم تلك المراة التي تعيش في غرفة الصفيح بدون سقف هي وحفيديها اليتيمين, هل رأوا الناس التي تاكل من المزابل وتعيش عليها من شدة الفقر وكثرة الارامل والايتام والعجزة غير القادرين على العمل
فهل هنالك افسد من هكذا برلمان في العالم لم يقدم شيئا واحدا يذكره الشعب لهم , لاقانون يحمى اليتيم او يتكفل ارملة او شيخ عاجز او معاق او مريض او متضرر من الارهاب
ولاقانون يصب في رفاهية الشعب وتحسين معيشته وامنه وخدماته من الماء والكهرباء والبنى التحتية
مامن شك ان هؤلاء المصيبة التي حطت على رؤوس العراقيين جاءت بهم جهات مشبوهة والدليل ان نفس الوجوه تتكرر في كل الانتخابات رغم ترشح غيرهم ولكن نجدهم انفسهم يفوزون ويبقى الاخرون خارجا, ورغم انهم لم ينجزوا شيئا يذكراطلاقا للشعب وان المفوضية التي تعلن النتائج جزئيا مرتبطة بجهات لها مصلحة في وجود هؤلاء الفسدة والمفسدين ليسكتوا على تخريب العراق بل ويشاركوا في تدميره وما هذه الرواتب الخرافية والامتيازات والمخصصات والمنافع الا ثمنا لذلك
ومع ذلك انا مازلت ضد الغاء رواتب هؤلاء لاني قطعا مع الغاء البرلمان كله وحل هذه الحلقة الزائدة التي ارهقت ميزانية العراق وناسه دون ان يقدموا شيئا على الاطلاق فهؤلاء وبدلا من ان يناقشوا قوانين مهمة ومؤثرة راحوا يناقشون اتفاقية قاع المحيطات ومنع التدخين وبرشلونه وريال مدريد .. فهل هنالك اسفاف وتفاهة اكثر من ذلك .
انا مع حل هذه الكتلة الكسولة الاكولة غير المنتجة والتي تستهلك جل ميزانية الدولة والشعب بلا هدف ولافائدة.. مافائدتهم سوى التناحر والذي ينعكس مفخخات على الشعب والعيش بترف باذخ على حساب اوجاع الشعب
الدجاجة ترقد على بيضها حتى يفقس وهؤلاء جاثمين على صدر الشعب حتى يفطس
والمريض لديه وصفة من الطبيب توصيه باكل المسلوق وهؤلاء لديهم توصية بان لاياكلوا الا المسروق
وكل من يتصورة ان هؤلاء عديمي الاحساس والذمة والضمير سوف يتنازلون عن تقاعدهم نقول لهم كما قال عادل امام في العراف اشرب ليمون بالنعناع لانك امام عملية نصب كبيرة ..
د. ناهدة التميمي
993 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع