بصراحة ابن عبود / هل مرجعيات النجف بعثية يا نوري المالكي؟!

                                          

                             رزاق عبود

الفساد المالي والاداري، سوء الادارة، الفشل في توفير الخدمات، الرشوة، المحسوبية، السياسة الطائفية، التهميش، الاقصاء، استغلال المناصب،الرواتب، والمخصصات الضخمة للمسؤولين، اسلوب عيش خيالي، اغتناء فاحش سريع ، الاستحواذ على املاك الدولة، هدر المال العام، فقدان الامن، والامان، هروب الارهابيين من السجون، زيادة سطوة القاعدة، توسع، وتمدد، وتعدد اشكال الاعمال الارهبية اليومية ضد العراقيين وبشكل يومي، اكاذيب على الفضائيات،

مؤتمرات صحفية قرقوزية، تصريحات منمقة منافقة، لاعلاقة لها بالواقع، وعاظ السلاطين لهم حظوة، مقابل ابعاد، ومحاربة الكوادر المخلصة، والمتخصصة، املاك، وحسابات، واموال في خارج الوطن، قصور خيالية، قمع المتظاهرين، اعتقال المحتجين، محاربة، وتسقيط المعارضين، اغتيال المختلفين، محاصرة، ومضايقة، واعتقال، المنتقدين، والصحفييين، اغلاق الفضائيات المعارضة دون امر قضائي، تصفية الخصوم السياسيين، كواتم الصوت، التعذيب في السجون، تسييس القضاء، بناء ميليشيات لارعاب الناس، مضايقة معتنقي الديانات الاخرى، الضغط على الشباب، ازدراء حقوق الانسان، التقليص المستمر للحريات الشخصية والعامة، اضطهاد متزايد للمرأة، محاربة الثقافة، والفن، والادب، والمنظمات، والشخصيات، والرموز الثقافية، والعلمية، تجاهل المبدعين، التدخل في الحياة النقابية، التدخل في استقلالية البنك المركزي، حتى الرياضة، والرياضيين طالتهم نيران الضرب، والاهانات، والقتل. المتقاعدون يزدادون فقرا، الارامل والايتام، والمطلقات في وضع مزري، مدن مقطعة بجدران الاسمنت، وتجاوزات نقاط التفتيش، والسيطرة، والاختناقات المرورية. الاف الاطفال، والعوائل تعيش على مكبات الفضلات، البطالة في تصاعد دائم، البطاقة التموينية في خبر كان، وغيرها، وغيرها من الافعال، والتصرفات، والظواهر، والسلوكيات، والاوضاع، والاحوال، والامور الشائنة. يقوم بها نفر من السياسيين تسلطوا على رقاب الناس. استخدموا الدين كعكازة لوصوليتهم. استغلوا اسم المرجعيات الدينية لصعودهم، استخدموا الطائفية البغيضة وسيلة للحكم، وتقسيم الشعب، وتجزئة الوطن، وقتل روح، ومعنى، وصفة المواطنة. كل من اعترض، كل من تظاهر، كل من تحدث، كل من احتج، كل من كتب في صحيفة، اومواقع الانترنيت، او الفيس بوك ضد هذه الجرائم، فالتهم جاهزة "بعثية" يحنون للنظام السابق، حتى لو كانوا شيوعيين، او معممين، او حلفاء سابقين، او مشاركين حاليين في الحكم. بلغ السيل الزبى، ووصل حد التهجم على المراجع، الذين يسموهم "عظام" اثناء الحملات الانتخابية. اداروا ظهرهم لالتزاماتهم، ووعودهم، وتعهداتهم، وقسمهم، عندما جلسوا على الكراسي الذهبية.

عندما لم يعد بالامكان تغطية الشمس بغربال، عندما لم تنفع التلميحات، عندما لم تؤثر خطب الجمعة، عندم لم يخجلوا من سد ابواب المرجعية بوجوهم، عندما تبرئت المرجعيات عشرات المرات من افعال السياسيين الفاسدين. عندما مارست دورها في المراقبة، والنصح، والارشاد،عندما استخدمت كل الوسائل المتاحة حضاريا، ومدنيا في تبني قضايا المحرومين، والمعذبين، و"المستضعفين في الارض". اخذت المرجعيات الشريفة تبادر الان، وبشكل علني، وصريح توجه اللوم، والاتهامات، وفضح الخروقات، والتجاوزات، والوقوف في وجه التحشيد والشحن الطائفي، وتشير الى التقصير والمقصرين. عندما لم يعد الامر يسمح بالحياد، او المجاملة، وقد اصطبغت شوارع المدن العراقية، حتى التي يسمونها مقدسة، بالدم العراقي الزكي.

البعض يدعي، للاسف، انها محاولة لتبرئة النفس. اقول لا باس. البعض يدعي انه للنأي بالنفس من غضبة الجماهير القادمة لا محالة. لابأس. البعض يقول انه ندم على الدعم اللامحدود، الذي قدمته المرجعيات للسياسيين الطائفيين، الذين استغلوا اسمها، وتاجروا به. لا بأس. البعض يقول لحفظ ماء الوجه من السياسيين المحسوبين عليها. لا بأس.البعض يعتقد انها لتهدئة النفوس. مهما قيل، ويقال، وسوف يقال. المرجعيات الشريفة من كلا الطائفتين تحركت، وادت دورها النابع من ضميرها الانساني، ومسؤوليتها الشرعية في الوقوف بوجه الحاكم الظالم مهما كان دينه، او مذهبه. لكن جماهير العراق المكتوية بالفساد والارهاب تنتظر الدور الاكبر، الدور التعبوي، الذي قام به يوما ما مالك الاشتر، وابو ذر الغفاري، والحسين، وعبدالله بن الزبير، وان تسير في مقدمة الجماهير المتظاهرة لتغيير الوضع وتنقية سمعة المرجعيات الكريمة، واظهارالصورة العليا، التي ينتظرها الناس، ويؤمنون بها. الصورة الزاهية التي يحاول الفاسدين، والمتفردين من الساسة تشويهها، وتصويرها بالتخل عندما اصطفت الى جانب الجماهير المحرومة، والشعب المعذب.

لقد ارتدى الصدر الثاني كفنه، ومشى في مقدمة المعترضين، والمحتجين، والمنتفضين بوجه الطاغية صدام، وقدم حياته على ذلك الطريق. نتمنى ان يقود ممثلي المرجعيات في المدن العراقية، وخاصة في بغداد مظاهرات الاصلاح، والتغيير، ووقف القتل اليومي للناس، واستغلال، السلطة والتفرعن المتعاظم. لنرى وقتها، ان كان المالكي سيجرؤ على اتهام المراجع العظام بالبعثية. اتمنى، بل اطالب ان تسير العمائم السوداء، والبيضاء، ورجال الدين من كل اديان وطننا في مقدمة المتظاهرين يوم 31 اب ليقودوا جماهيرهم، تابيعيهم، مقلديهم، المؤمنين بهم ضد الظلم، والتجاوزات، ولحماية حياة العراقيين من القتل اليومي. هذه ليست دعوة لتدخل رجال الدين بالسياسة، بل اصرار على التوضيح، ان الصبر قد نفذ، وان العراقيين كلهم يريدون الحياة الامنة، الحرة، الشريفة، المرفهة، التي يستحقونها. في الاقل ليتردد المرتزقة من استخدام خراطيم المياه، والهراوات، والغازات، والرفسات، والركلات، والدهس بالسيارات، والرصاص ضد المتظاهرين المسالمين العزل. انها دعوة لحماية من تسمونهم ابنائكم، شعبكم، اهلكم، ناسكم، ابناء دياناتكم، اتباع مذاهبكم. كونوا درعا لحمايتهم، كي لا يتمكن المجرم، القاتل، الفاسد، السارق، الناهب، الهادر للمال العام، ان يستخدم اسمكم! انه مفصل تاريخي ايها السادة الكرام، والشعب ينتظر منكم الدعم، وليس فقط النصيحة، والمشورة، والدعاء. سيقال، ويذكر عنكم، لم تسكتوا عن الحق. هذا سيسجله التاريخ لكم. فاخرجوا ضد الباطل، وهو امر ملزم، وواجب شرعي، وحق لكم. وقتها فان التاريخ، سينحني لكم، بعد ان تنجحوا في تنحية الطغاة الجدد، واعادة الامل لشعبنا المعذب. طريق الحق لم يعد موحشا، بل ملايين الناس ستسير ورائكم. لنسمع، بعد ذلك، بماذا سيصفكم المالكي: بالمرتدين، ام الطائفيين، ام انصار القاعدة، ام الارهابيين، ام بقايا البعثيين. ام سيبتدع تهمة جديدة لكم؟ ساعدونا، بربكم، على اكتشاف مواهبه الشتائمية!

رزاق عبود

17/8/2013

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1018 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع