أحمد صبري
أصبح الثاني من آب 1990 تأريخا فاصلا بين مرحلتين مازلنا نئن تحت وطأته وتداعياته رغم المحاولات الجادة لطي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل وبناء الثقة بين العراق والكويت..
فدفع العراق فاتورة غزوه للكويت فتحول بفعل مرحلة مابعد الثاني من آب بلداً محاصراً معزولاً عن العالم لايقوى على مواجهة قرارات مجلس الامن التي فرضت الحصار عليه
فقد أعترف العراق بالكويت وترسيم الحدود معها واقر بمبدأ التعويضات وفرض عليه حصارا دام أكثر من عقد وصولا إلى احتلاله عام 2003
ومابين الثاني من آب 1990 والتاسع من نيسان 2003 فاصلة زمنية شهدت إرتدادات ذلك اليوم الذي تحمل العراق وحده نتائجه الكارثية خصوصا الحصار الذي حصد أرواح نحو مليون عراقي على مدى سنواته العجاف فضلا عن تدمير بنيته التحتية بكل مفاصلها خلال حرب الخليج الثانية عام 1991
ورغم ما أصاب العراق بعد إحتلاله من تدمير وأنهيار الدولة ومؤسساتها ومفاصلها والفوضى والعنف الطائفي الذي حصد هو الاخر أرواح مئات الالاف من أبناءه نقول هل يكفي ماجرى للعراق وهل سيبقى يدفع الثمن من دون مراعاة لتنفيذه جميع القرارات التي ترتبت على غزوه للكويت لاسيما غلق ملف المفقودين الكويتين والتعويضات التي دفع منها نحو 40 مليار دولار من أصل المبلغ الكلي المترتب عليه الذي يربو على الخمسين مليار دولار نقول هل يكفي ذلك لطمأنة الكويت حتى يخرج العراق من تداعيات الثاني من آب
ان الموقف المسؤول لمعالجة تركة الثاني من آب يتطلب الاقلاع عن سياسة الانشغال بالماضي وتكريسه سلعة متداولة للحاضر لاستذكار آلام ومآمسي ذلك اليوم لأنه سيبقى الجرح مفتوحا ويفشل أي محاولة جادة لبناء الثقة بين الشعبين الشقيقين وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تستند إلى المصالح المشتركة وعرى الاخوة والمصير المشترك
ومن دون مراعاة أشتراطات مغادرة الماضي فستبقى أجواء وأرتدادات الثاني من آب تخيم على مسار العلاقة بين القطرين الشقيقين وتعرقل أي محاولة مخلصة لتضميد الجراح والخروج من دائرة القلق والخوف والتردد
إن مايحيط بالبلدين من مخاطر وتحديات يستدعي منهما خطوات اضافية تعيد الدفء الى علاقتهما لترسيخ أجواء الثقة بين الشعبين الشقيقين وطي صفحة الماضي بكل مراراتها
999 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع