بيلسان قيصر
العدوان الأيراني من حلبجة الى أربيل
في الاسبوع الثالث من آذار عام 1988 تعرض اقليم كردستان العر اق الى إنتهاك صارخ تمثل بالعدوان الكيمياوي على مدينة حلبجة، وسمي ذلك يوم فاجعة حلبجة، وبعد سنوات نشرت الولايات المتحدة صورة للجنرال الايراني قاسم سليماني في حلبجة، ولم نفهم ما هو السبب في إخفاء الصورة من عام 1988 لغاية 2021، ولا ما كان يفعله هذا الإرهابي الدولي في حلبجة في هذا الوقت مع إشتداد المعارك. ولا يمكن بالطبع ان تفسير الألغاز الأمريكية بالنوايا الحسنة لأخفاء الصورة هذه العقود، فكلنا نعرف ان إستمرار الحرب العراقية الإيرانية كان من متطلبات الإدارة الأمريكية ورببتها الصهيونية لإلضعاف البلدين واغراقهما بالخسائر البشرية والمادية والديون الخارجية، وتأمين الأمن القومي الإسرائيلي.
في حينها اختلطت الأوراق على الدول والعالم، فالجانب الامريكي رمى بكرة الكيمياوي في مرمى العراق، ومؤسسات بحثية دولية رمت الكرة نفسها في مرمى ايران سيما ان العراق لا يمتلك المادة الكيمياوية التي ضربت بها حلبجة وانما ايران، مع الأخذ بنظر الاعتبار ان مجلس الأمن الدولي لم يرمي الكرة في مسؤولية اي من الدولتين، المهم ان الشعب الكردي الآمن هو من دفع ثمن المؤامرة، بعد ان تبين ان الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الراحل جلال طلباني هو من مهد وساعد على دخول الجيش الايراني الى حلبجة واحتلالها قبل ضربها بالكيمياوي.
وفي الأسبوع الثالث من شهر آذار عام 2022 كإنما استذكر الأيرانيون هذا التأريخ الموجع لضرب مدينة أربيل، فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن استهداف ما وصفه بمركز استراتيجي إسرائيلي في اربيل بـ 12 صاروخاً باليستياً، زاعما ان الضربة" تأتي كرد على مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي قرب دمشق". ولا نفهم لماذا تجري تصفيات الحسابات على ارض عراقية طالما ان الضابطين قتلا في سوريا وليس العراق؟ وان الحرس الثوري الايراني متواجد في لبنان وسوريا وكان من الأولى ان تُصفى الحسابات فيهما او في اسرائيل وليس العراق، ولكن مع الأسف العراق هو الأضعف وعليه ان يتحمل نتائج ضعفه.
من ثم سرعان ما غير الحرس منطقة الأعوج بما هو أعوج منه، مدعيا انه سبق ان انطلقت من اقليم اربيل طائرة مسيرة ضربت مدينة ايرانية، ولا نفهم اين ومتى حصل هذا الأمر، ولماذا سكتت عنه ايران، ولماذا لم تفاتح وزارة الخارجية العراقية، او تثبت العدوان بمذكرة احتجاجية وفق السياقات الدولية، لاحظ دائما تتضارب التفسيرات الايرانية حول عدوانها على الدول والمنشئات، والطائرة الاوكرانية المدنية التي اسقطها الحرس الثوري، واغتيال العالم الايراني زادة تشهد التضارب الشديد في التصريحات الايرانية.
مهما يكن من تبرير فأن هذا العدوان الإرهابي الجديد يشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لأنه يمثل تجاوز كبير على السيادة العراقية التي تزعم ايران انها تحترمها قولا ولكنها تنتهكها فعلا. وهذا العدوان فضح جانب آخر من القضية وهو ان ازلام ايران من الفصائل الولائية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني باركت العدوان على العراق ملتزمة بالتبريرات الايرانية للعدوان الهمجي بوجود مركز اسرائيلي، وتبين ان هذا المركز الاسرائيلي المزعوم عبارة عن قصر لرجال الاعمال العراقي (باز رؤوف كريم)، مدير (شركة كار النفطية). كما يقول المثل العراقي " ذيل الجلب ما ينعدل"، وحتى ذيل الكلب اشرف من هؤلاء العملاء على اقل تقدير الذيل يحمي مؤخرة الكلب من الذباب، وليس كهولاء الذيول الذين يكشفون مؤخرة البلد لمن بعتدي عليه.
ويبقى الأمر محيرا !عدوانان صارخان في الإسبوع الثالث من آذار على أقليم كردستان العراق هل هي صدفة أم إستذكار؟
طلقة طائشة
العراق وسوريا ولبنان واليمن، دول أنعم الله عليها بالجمال والثروة والطبيعة الساحرة والخيرات، لكن الطغاة شوهوا صورة المكرمة الربانية الرائعة، وأنكروا النعمة وجعلوها نقمة، وهذا ديدن الناكرين، ألا لعنة الله على الظالمين. عندما تضيق حدقة الحكام تتسع حدقة المحكومين. وتتوسع عيون المقهورين والمظلومين مرفوعة أيديهم للسماء، متذرعة لرب العالمين. ودعوة المظلوم على الظالم سهم دقيق الإصابة لا يخيب أبدا وان تأخر وصوله للهدف.
بيلسان قيصر
البرازيل
آذار 2022
1308 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع