سعاد عزيز
هل سيتم التحقيق مع ميليشيات طهران؟
مع تجدد المظاهرات في محافظة كربلاء العراقية الجنوبية مطالبة بالكشف عن قتلة الناشط الوزني واقالة المحافظ ومسؤولين أمنيين ومع تأکيد شرطة المحافظة يوم الاربعاء الماضي عن تشكيل لجنتين للتحقيق في جريمة الاغتيال وتشديدها على عدم صدور اي اوامر باعتقال ناشطي المحافظة، فإنه لايبدو إن الاوضاع ستستقر کما جرى في الحالات السابقة إذ يبدو وکأن العراقيين ضاقوا ذرعا بعمليات الاغتيال التي تستهدف ناشطين وناشطات يقفون ضد الفساد من جهة وضد نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة أخرى، غير إن السٶال الذي يطرح نفسه هو؛ ماذا ستفعل هاتان اللجنتنان وهل ستبادران الى ملاحقة المجرم الحقيقي الذي إرتکب الجريمة أم ستدوران کما کان حال اللجان السابقة في حلقة مفرغة أو في سياق بيروقراطي من أجل الاستفادة من الزمن وإمتصاص زخم وقوة الغضب الشعبي على هذه الجريمة؟
جريمة إغتيال الوزني التي أثارت ليس کربلاء لوحدها بل ومعظم المحافظات الجنوبية، تضع الميليشيات المسلحة وربيبها وحاضنها النظام الايراني في موقف يمکن أن نصفه في مواجهة مباشرة مع الشعب العراقي، ذلك إن ردود الفعل الواسعة التي أثارتها هذه الجريمة أثبتت بأن الموقف من الفساد ودور الميليشيات المسلحة ونفوذ النظام الايراني في العراق لم يعد مشکلة وهما وهاجسا لجمع من الناشطين السياسيين أو لقطاع معين من الناس، بل إن ذلك قد أصبح هما ومشکلة تهم الشارع العراقي ولذلك فإن حکومة الکاظمي ستجد نفسها أمام مهمة وطنية صعبة هي في الوقت نفسه قضية رأي عام، ولکن ولأن أصابع الاتهام تدور حول الميليشيات المسلحة المسيرة والموجهة من طهران وهناك شبه إجماع بين العراقيين على ذلك، فإن السٶال هو؛ هل وتبادر اللجنتان اللتان شکلتهما حکومة الکاظمي للبحث في ملف هذه القضية دونما أن تکترث للميليشيات وللنفوذ الايراني بل وهل هي في مستوى الاصطدام بهذين الطرفين اللذين صارا يشکلا أرقا وصداعا مزمنا للشعب العراقي؟
المشکلة إن جريمة إغتيال الوزني ليست الاولى من نوعها وحتى لن تکون الاخيرة وإن هناك تصورا کاملا لدى الشارع العراقي بشأن کون النظام الايراني متورطا بها بطريقة أو أخرى ولاسيما وإن له باعا طويلا في مجال قتل وتصفية وإغتيال الناشطين العراقيين المناهضين لدور ونفوذه في العراق وللدور المريب الذي تقوم به الميليشيات المسلحة التابعة له من عمليات ونشاطات إرهابية وعمليات فساد ترکت وتترك آثارها السلبية على الشعب العراقي والاوضاع العامة السائدة في العراق خصوصا وإن هذه الميليشيات ومن خلال نشاطها المريب قد جعلت من العراق مجرد عامل وورقة في خدمة الخطوط العامة لسياسات النظام الايراني، ومن دون شك فإن حجم ومستوى المواجهة بين الشارع الشعبي العراقي من جهة، وبين الميليشيات المسلحة والنظام الايراني تسير في خط تصاعدي نحو إصطدام مباشر لامناص منه وإن الايام ستثبت ذلك حتما.
927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع