يا أنصار الدولة المدنية أتحدوا

                                             

                              أحمد صبري

أقتبست عنوان مقالتي من سياق الحديث الصحفي الذي أدلى به الامين العام للحركة الاشتراكية العربية عبد الاله النصراوي لصحيفة عربية الذي تضمن دعوته الى أنصار الدولة المدنية للاتحاد والتضامن ورص الصفوف لاخراج العراق من خندق الطائفية الى فضاء دولة المواطنة وسيادة القانون والرأي والرأي الاخر كحل جذري لمحنة العراق المتفاقمة

وهذه الدعوة عبرت عن موقف الغالبية الصامتة من شعبنا ونزوعه لفضاء خال من العصبية والاصطفاء الطائفي والتمسك بالثوابت الوطنية التي كانت على الدوام حامية لوحدة العراق ومكوناته المتاخية والمصير المشترك الذي كان هو الاخر صمام الامان للحمة الوطنية
أن انصار الدولة المدنية ونهجها  التصالحي التي  لاتستثني أحد يواجهون تركة الاحتلال وقوانينه التي أسست لنظام المحاصصة الطائفية مدعومة من قوى وتيارات رأت في هذه القوانين مناسبة لتكريس دورها في الحياة السياسية والاستحواذ على القرار السياسي وأنكار حق الاخرين بالمشاركة في مسيرة الوطن لسد الطريق أمام القوى المدنية ومنعها من الاضطلاع بدورها الوطني
 وتجربة السنوات العشر التي أعقبت الاحتلال وموقف القوى والاحزاب والتيارات المتمترسة خلف نظام المحاصصة أكدت الحاجة الى بلورة رؤية واقعية وخارطة طريق لانقاذ العراق من أزماته السياسية تستند الى تكريس مبدأ المواطنة في المجتمع يكون الولاء فيه للوطن وليس لغيره
وهذا يتطلب بتقديرنا إجراء مصالحة وطنية حقيقية وتعديل الدستور ليكون معبرا ومجسدا لامال وتطلعات ومشاغل جميع العراقيين بوطن موحد وخال من الخوف والانتقام  
وحتى لانستغرق بالتوصيف الذي يقودنا الى دولة المواطنة كما تريد الاغلبية الصامتة فأن إخفاق الطبقة السياسية في تلبية متطلبات الامن والبناء وخدمة المواطن ومشاغله الحياتية وتكريس ثروة العراق لسعادته يعطي الامل لفرصة تاريخية وزخما وفاعلية للساعين الى اقامة دولة المواطنة كبديل ديمقراطي واقعي لمحنة العراق لوقف  إستمرار تغول المتمترسين خلف نظام المحاصصة الطائفية والسياسية
لقد آن الاوان لاجراء مراجعة حقيقية لما آلت اليه أوضاع العراق والانقسام السياسي والمذهبي الذي يهدد الوحدة الوطنية وأسس الشراكة والمصير المشترك بين مكوناته
ورغم مقاومة الرافضين لاقامة دولة المواطنة الحامية والضامنة لحقوق جميع مكونات المجتمع فأن الشلل الذي أصاب الحياة السياسية وغياب الامن وهدر ثروات البلاد وتغول الفاسدين ومخاطر دخول العراق في أتون الحرب الطائفية كل هذه التحديات الخطيرة التي تواجه العراق هي من تبرز الحاجة الى أصطفاف وطني جديد عابر للطائفة والعرق يجسد آمال وتطلعات الاغلبية الصامتة التي  أصيبت بخيبة أمل وعانت من أخفاقات تجربة  السنوات الماضية وغياب المشروع الوطني  العابر  لتركة الاحتلال
ونخلص الى القول إن تداعيات مايجري ومخاطر نيرانه على الجميع يتطلب من الداعين الى دولة المواطنة كبديل لدولة الطوائف بلورة برنامج وطني يستند الى الهوية الوطنية ويفتح الطريق للمشاركة الجماعية لانتاج بديل ونموذج وطني  يعبر عن  أرادة  الاغلبية الصامتة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الگاردينيا: نرحب بالأستاذ/أحمد صبري في حدائقنا.. زارتنا البركة أستاذ أحمد...

                                        

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع