د.رعد العنبكي
اود ان اذكر البستات العراقية واسباب تاءليفها ففي كل بستة او اغنية هنالك قصة وهي كالاتي :
اغنية ( علروزنة علروزنة ) وهي اغنية موصلية ولرقة نغمها وحسن معانيها التي لا تخلو من عواطف الحب انتشرت في بغداد انتشارا عظيما ومناسبتها :
ان فتاة في الموصل كانت مخطوبة لاحد اقربائها وكانا يتبادلان الحب النزيه ويتحادثان بواسطة كوة صغيرة في الجدار الذي يفصل بين داريهما واهل الموصل يعبرون عن الكوة بإسم ( روزنه ) واهل بغداد ( رازونه )
ولما علمت ام الفتاة ان ابنتها تتحادث مع خطيبها بواسطة تلك الكوة اغلقتها منعا للاتصال بينهما قبل عقد الزواج ولم تكتف الام بهذا العمل بل قالت
( علروزنه الروزنه كل البلابيها ) وعلى الفور اجابتها ابنتها :
( واشعملت كمتي سدتيها ) وبهذه الكلمات اصبحت اغنية
وهناك اغنية ( عسنك ياشط عسنك ) :
وقصتها ان فتاة كانت مخطوبة لابن عمها وكانا يتبادلان الحب وقد تعود ابن عمها عبور نهر دجلة والذهاب لمقابلتها وصادف ان فاض نهر دجلة كعادته في كل عام وانقطع الجسر وقد تعذر عليه عبور نهر دجلة بواسطة( القفف )جمع قفة ودام ذلك الفيضان ايام فخرجت الفتاة تشاهد النهر والفيضان على اشده فقالت :
ميك لحدر الساك ياشط عسنك محرمني شوف اهواي يل كلها منك
والمعنى : ان الفتاة حينما شاهدت النهر وامواجه تتلاطم اخذت تدعي عليه على ان يكون ماؤه منخفضا الى الكعبين
واغنية ( يابابه خذني اوياك مگدر على فرگاك )
وقصتها هو انه في اول اعلان الحرب العالمية الاولى ان جنديا جاء ليودع اهله ليلتحق بالجيش المحارب فخاطبته ابنته وقالت :
يمسافر الله وياك اوكف دحاچيك خاف الفراك يطول مابعد الاجيك
يابابه خذني اوياك مگدر على فرگاك
تواعدني جاوين الگاك روحي العزيزه تفداك
فصار كلامها اغنية
واغنية اخرى قصتها ان فتاة زوجها اهلها بمن لا تهواه وكان مهرها بالعملة التركية ( نوط ) ورق في وقت كان هذا ( النوط ) في غاية التدهور وكانت الليرة الورقيه يوم ذاك تساوي ربع دينار
فقالت الفتاة :
انا المسجينه انا انا المظيليمة انا
انا الباعوني هلي بالنوط والوعده سنه
اما الوعدة فقد كتب على النوط التركي بعد مرور سنة من انتهاء الحرب يعطي بدله ليرة ذهب وهذه ايضا اصبحت اغنية مشهورة
واغنية ( يعجبني نزله اوياك للكاووريه تعطش وشربك ماي بجفوف ايديه)
والكاوورية: هي الجزرة التي تظهر في نهر دجلة بعد انخفاض الماء في الصيف .. وهذه ايضا اصبحت اغنية والناس يغنون بها
وهنلك اغنية ( صادوني وانحليت ما بعد اوالف حجي الحجيته اوياي كله سوالف )....
وقصتها ان فتاة زوجها اهلها دون رغبتها ولحسن حظها لم يمض على زواجها مدة من الزمن حتى توفي زوجها وبعد وفاته بمدة اعاد اهلها عليها الكرة وارادوا زواجها مرة اخرى طمعا في مهرها فحاولوا اقناعها فلم يفلحوا واخيرا وسطوا احد اقربائهم لاقناعها وقد خابت وساطته رغما عن نصائحه وارشاداته وبعد هذا ظهرت هذه الاغنية المذكورة اعلاه
اعزائي المحترمين ارجوا اني لم اطول عليكم وارجوا المعذرة ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي
815 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع