د. محمد البرزنجي*
لقد تلقيت من طريق أخي فضيلة الشيخ محمد عياش الكبيسي نداء الإخوة في تنسيقيات اللجان الشعبية الصادر في 9 / رجب / 1434 هـ - 19 / 5 / 2013م والذي جاء فيه (فأننا نطالب علماء العراق في الداخل والخارج والسياسيين وشيوخ العشائر والأكاديميتين بتحديد موقفهم من هذين الخيارين )
فأقول :
اخرج مسلم في صحيحه قول الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
ولقد اعتبر اهل العلم هذا الحديث أحد أرباع الدين لذا نجد لزاما علينا ان نستفرغ الجهد في النصح وخاصة بعداستنصحنا أهلنا في الداخل فأقول وبالله التوفيق :
أنتم أيها المعتصون الصابرون أهل الثغور إن شاء الله وانتم المرابطون يا أهل الساحات إن شاء المولى القدير ولقد امتلئت أنوفكم بغبار ساحات العزة والكرامة وتخضبت نحوركم بدمائكم دفاعا عن أعراض العراقيين ودمائهم وذبا عن اعراض الصحب والآل وأمهات المؤمنين وحفاظا على هويتكم وعقيدتكم المستهدفة فالواحد منا لا ينافسكم بعلم ولا عمل بل يفتخر ويعتز بكم. ..
أرجو ان يصدق فيكم قول الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ولقد ضحيتم بمصالحكم دفاعا عن المظلومين حتى استحر القتل فيكم (في الحويجة وديالى والفلوجة والموصل )وأنتم عزل من كل سلاح إلا سلاح الإيمان بسواعد متوضئة.
ليس لنا أن نفرض عليكم حلولا بل نشير عليكم بالنصح والقرار النهائي بين أيديكم
يا اهلنا المعتصمين في المحافظات
وانتم أدرى بما بجري حولكم
وانتم تعانون المحنة أولا باول
وانا مع اخي فضيلة الشيخ محد طه حمدون في إشارته إلى أن أهلنا في الداخل هم المعنيون قبل غيرهم بالقرار ,ولقد أثبتتم يا أصحاب التنسيقيات جدارتكم في إدارة الحراك أشهرا استطعتم خلالها توحيد مشاعر الجماهير بتوحيد أسماء الجمعات وتوحيد لغة الخطاب (ما استطعتم ) حول مظلومية أهل السنة والجماعة وحقن دماء العراقيين جميعا والحفاظ على سلمية الحراك وجمع الله بكم فرقاء مختلقين وهذه أمور تحسب لكم مأجورين إن شاء الله..
لقد بدأت الردود تتوالى عليكم ومنها تصريح سماحة العلامة عبد الملك السعدي وسماحة العلامة آل طه وسماحة المفتي الرفاعي وفضيلة الشيخ المجاهد حارث الضاري وأسد السنة الشيخ طه الدليمي والداعية المنظر الشيخ عياش الكبيسي وغيرهم كثير والذي استنتجته من قرائتي لتلك الرسائل الكريمة أن اصحابها الكرام وفي مقدمتهم العلامة السعدي حفظهم الله جميعا يتفقون على أن الأمر جلل والتقرير خطير فهو يمس الأمة في مسألة ليس فيها نص صريح بل تتدافع فيها المصالح جلبا والمفاسد درءا ويؤكدون على حرصهم الشديد لحقن دماء العراقيين كافة
فعليكم بالشورى ما استطعتم( يا إخوتنا في التنسيقيات ) قبل أن تحزموا أمركم والحمد لله فقد جمع الله لكم في مدن الاعتصام وجوها بارزة طيبة من خيرة السادة العلماء ممن يواصلون الليل والنهار معكم من أمثال سماحة العلامة أحمد آل طه وسماحة المفتي الرفاعي والشيخ محمد طه حمدون ومحمود العاني
وحسين الحاج غازي والعشرات من العلماء الأجلاء (في الفلوجة والرمادي وسامراء و الموصل وديالى ) ممن اعتلوا المنصات أو لم يعتلوها جنبا إلى جنب شيوخ العشائر النجباء والساسة الكرام الذين خبروا دهاليز السياسة الملتوبة ممن لم تُغرِهم المبالغ الطائلة ولم تغويهم المناصب الزائلة بل قدح الله بهم الشرارة الأولى للانتفاضة واصطفوا مع إخوانهم وبني عمومتهم وفيكم كذلك فقهاء الدساتير ورجال القضاء والاعلام فذلك فضل من الله ...فليكن الأمر شورى بينكم واذا اختلف سادتنا العلماء الكرام من رموز السنة الغيارى خارج العراق في اختيار الحل المناسب (فيما يتعلق بالمطالبة الإقليم من عدمه ) فالقرار النهائي الحاسم مردود إليكم وهذا واضح من صنيع العلامة السعدي قبل أيام عندما رد سماحته التفويض إلى أهل الساحات أنفسهم وحسنا فعل حفظه الله ولقد ذكر اهل العلم من المفسرين ان أئمة السلف كابن عيينة وغيره قد قالوا(إذا اختلف الناس فعليكم بأهل الثغورأو بما عليه اهل الثغور ).
وأخيرا فإن هذه الأمة أمة فروض الكفاية من باب قوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم بحذرون ) فالسادة أئمة العلم واجبهم التوجيه والإرشاد والنصح وإبداء المشورة وشيوخ العشائر الكرام عليهم الدعم بالمال والعدة والعدد والسند والساسة وظيفتهم ريادة القوم في خضم الأزمات والدفاع عن الحق المسلوب والتفاوض عنهم بشرط تخويلهم من قبل الأمة ,وكل ميسر لما خلق له .
ولا تجعلوا السجال بينكم ديدنا ولا تدعوا فرجات للشيطان بين صفوفكم كي لا تتفرق كلمتكم ولا يختلف قلوب بعضكم على بعض وفقكم الله وسدد خطاكم وحقن دمائكم وحفظ أعراضكم.
أخوكم محمد نجل العلامة البرزنجي رحمه الله تعالى.
*عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
986 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع