كتاب معسكر بعقوبة / إدارة اللاجئين من أب - أغسطس ١٩١٨ إلى ١ تشرين - أكتوبر ١٩١٩- الجزء الثاني

كتاب معسكر بعقوبة /  إدارة اللاجئين من أب- أغسطس ١٩١٨ إلى  ١  تشرين - أكتوبر ١٩١٩- الجزء الثاني 

عام

ربما تكون واحدة من أروع المآثر المسجلة، الطريقة التي تحضر بها هؤلاء اللاجئون بشكل جزئي نسبيا، وتكيفوا مع الانضباط والإدارة البريطانية الصارمة، وفي فترة زمنية قصيرة بشكل مثير للدهشة. الغالبية العظمى منهم أميون وجهلة كان جل اهتمامهم قبل الحرب هو رعاية الأرض وكروم العنب ورعاية الماشية والأغنام، التي كانت تكفي احتياجاتهم. كانت العشائر الأثوريون من كردستان مستقلين تماما. ولم يعترفوا بأي رئيس آخر غير زعماء القبائل ومن هم بدرجة مالك وبطريركهم مار شمعون. ومع ذلك، فإن هؤلاء الناس، الذين ما زالوا تحت النظام القبلي، يحتفظون بالعديد من صفات وعادات البدائيين، أكثر من جميع اللاجئين الآخرين في المخيم، في غضون بضعة أشهر من خضوعهم لنظام حكم متحضر للغاية، قد استوعبوا الكثير من الأفكار الغربية، التي من شأنها أن تأخذهم في حياتهم الطبيعية، بضعة قرون لاكتسابها: وشرعت بشكل مريح في تسوية الحد الأدنى من المتاعب.

جدول يبين أعداد الأرمن في معسكر بعقوبة بتاريخ 1 تشرين أول 1919 والمناطق التي جاءوا منها

الترتيب حسب القبائل

عندما وصل اللاجئون إلى هنا لأول مرة، كان من المستحيل تقسيمهم وفصلهم بحسب عشائرهم وأفخاذهم على الفور. واستنادا لذلك، وخلال الشهر الأول أو نحو ذلك، اختلط الناس جميعا، الأرمن والآشوريون معا. ولكن عندما أصبحوا أكثر استقرارا، تم إجراء تعداد وتم تهيئة الناس للتنفيذ عبر أفخاذهم وتقسيماتهم العشائرية وتوزعها والانتساب اليها. في المنطقة “أ" حيث جميع الأرمن يتواجدون، وفي المنطقة "ب “غالبية الأثوريون الجبليون يتواجدون، وفي المنطقة "ت" يتواجد بقية هذه المجموعة الأخيرة ومعهم الأثوريين الأورميون. في أحد الملاحق مع أحد الأفخاذ تواجد البطريرك، والأسرة البطريركية، والرجال المتعلمين وبعض كبار الملوك الأمة الأثورية، بينما أحد الأفخاذ ضم الرجال الأغنياء والرجال الأرستقراطيين من الأرمن والأثوريين.

الأيدي العاملة

سبق اعتلاه قد تمت الإشارة الى تسجيل اللاجئين لأغراض قيامهم بالأعمال على طرق خطوط الاتصال في بلاد فارس. مثل هذا التسجيل لقاء أجور للعمال قد استمر بشكل فوري عند وصولهم الى بعقوبة خصوصا وان العمل ليس فقط كان مطلوبا بسرعة لأغراض المخيم، ولكن أيضا كان الأمل إن الرجال يمكن أن يكونوا عمالا نافعين في تنفيذ أعمال القنوات والسكك الحديد خارج منطقة المعسكر، وبالتالي إبقائهم يعملون ولحين حلول موعد إعادة توطينهم في مناطقهم. الرجال المؤهلين المناسبين كانوا نادرين، ومع ذلك فان الأغلبية كانوا من الأثوريين الذين استعين بعهم للعمل في فوج العمل في فارس. ومن بعد معارضة واضحة من اللاجئين أنفسهم فقد تأسس الفوج وتم نقله للعمل على مسافة بضع أميال بعيدا عن المخيم. جميع المتبقين من الرجال القادرين على العمل قد تم الاستعانة بهم يوميا لأغراض النقل وتوزيع المؤن والتجهيزات في عموم المعسر، لأجل تشيد الطرق، والمجاري والجسور وفي العديد من الأعمال الأخرى النافعة. تم تشيد مستعمرات للاجئين للأغراض الزراعية التي لم تكن بعيدة عن المعسكر.
في الحال الحاضر ومن الناحية العملية جميع اللاجئين القادرين على العمل هم يعملون بشكل أو أخر. وبشكل عام إن اللاجئين من الرجال هم عمال غير ماهرين تماما ويحتاجون الى الإشراف وهم يرفضون أن يتم إبعادهم وفصلهم عن أسرهم.
خلال القسم الأول من السنة كانت المشكلة الأساسية التي تواجه الإدارة هي الحصول على الأيدي العاملة وإدامة تواجدها، وتعليم الناس بما عليه الحال، وكيف يجب الحفاظ على النظافة وان يكونوا بعيدين عن وقوع الأوبئة. كان هذا من أصعب الأمور وقد احتاج بالضرورة إشراف دائم وعمل شاق خصوصا خلال فصل الشتاء الماضي.
التعليم
في حدود عيد الميلاد، 1918، تم افتتاح مدرسة في القسم المخصص للأرستقراطيين من اللاجئين وقد استوعبت فقط حوالي 170 صبي يمكن استيعابهم نتيجة للنقص ممن هم بأعمار الفتية. تم تنظيم هذه المدرسة وإدارتها من قبل أحد الأثرياء الناطقين باللغة الإنجليزية، وتم تدريس الإنكليزية وإحراز تقدم جيد غير عادي من قبل الأطفال الذين يتوقون إلى تعلم أعمال المحسنين، واللغة. في نفس الوقت تقريبا، بعثة الإغاثة الأمريكية -الفارسية التي منحت الإذن بالإقامة في المخيم والمساعدة في تقديم أعمال الإغاثة فقد ساعدت في فتح مدرسة وفي استيعاب عدة مئات من الأطفال. تم افتتاح المدارس في قاطع الأيتام الذي تمت الإشارة اليه من قبل وتمت التي إدارتها من قبل المعلمون اللاجئون. ولكن لم يكن حتى تموز\يوليو 1919 كان مشروع التعليم يمكن أن يوضع في إطاره الشامل.
المدارس الحكومية في ذلك الوقت قد تم افتتاحها في كل منطقة تحت إشراف قائد القاطع، وان المعلمين الذين تم تعيينهم كانوا من بين اللاجئين. تعليم اللغة الإنكليزية كان يجري بأوسع نطاق، ولكن كان من الصعب توفير كتب تعليم اللغة الإنكليزية. هذه المدارس قد نالت وبشكل كبير تقدير وثناء اللاجئين، وجميع الأطفال قد تمكنوا من تعلم اللغة. هم وبشكل كبير جدا يتمتعون بسرعة التعلم للغة. حاليا هنالك 947 من الأولاد منتظمين في المدارس في القواطع "أ" وفيه 540 طفل والقاطع "ب “هنالك 912 طالب وفي القاطع "ت" هنالك 1100 طالب بالإضافة الى الأيتام. حوالي 800 طالب أيضا منتظمون على الدراسة في مدرسة البعثة الأمريكية في المعسكر.

الدين
للتعامل مع العديد من الطوائف بين اللاجئين فقد تم إقامة خيم خاصة لكل طائفة وبهدف إقامة طقوسهم الدينية وإقامة القداس. غالبية الأرمن هم غريغوري، والبقية هم من الرومان الكاثوليك أو Presbyterians. الأثوريون الجبليون هم نسطوريون، في حين أن الأثوريين الأورمين هم في الغالب أعضاء في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والباقي هم Presbyterians (الذين تم تحويلهم عن طريق البعثة التبشيرية الأمريكية) ورومان كاثوليك. يقيم الغريغوريون خدماتهم في المنطقة "أ"، والنساطرة في الخيام المخصصة لهم في الملحق البطريركي، وبالمثل الأرثوذكس والرومان الكاثوليك في خيام مخصصة، وكل ذلك تحت كهنتهم. ال Presbyterians من بين اللاجئين يحضرون الخدمة في البعثة الأمريكية في المخيم. وبهذه الطريقة تبقى الطوائف منفصلة ولم ينشأ صراع ديني داخلي، ولم يتم إعطاء معاملة تفضيلية لأي طائفة واحدة.

الجريمة
كان المرء يظن أن الجريمة ستنتشر بين هؤلاء اللاجئين وخاصة بين الأثوريون الجبليون المستقلون المتخلفين الذين هم من كردستان. على العكس من ذلك، فإن الجرائم الوحيدة السائدة التي كانت هي السرقات الصغيرة بين بعضهم إزاء البعض الآخر، والسرقة من البساتين العربية عبر النهر، والعصيان للأوامر البريطانية، وعدم الامتثال لقواعد وأنظمة المخيم. وقعت جريمة قتل واحدة من خلال الاستفزاز. وقد ارتكب هذا من قبل أحد الأثوريين الجبليون. وحدثت حالة واحدة من حالات الفتنة، ولكن تم التعامل مع هاتين الحالتين على وجه السرعة وبصرامة، ولم يكن هناك تكرار لأي جريمة خطيرة. نتيجة لنهب اللاجئين للبساتين العربية، انتقم العرب بسرقة أغنام اللاجئين، والسرقة من المخيم، واللاجئين عندما يكونوا لوحدهم منفردين. ومع ذلك، صدرت البلاغات، وتم نقل الدوريات العربية على الجانب الآخر من النهر، ودوريات اللاجئين من الوحدة الأثورية حول المخيم. كما تم فرض غرامات، وفي نهاية المطاف تم تخفيض الخلاف بين العرب واللاجئين إلى الحد الأدنى. قبل ثلاثة أشهر، هربت أعداد من اللاجئين الأرمن من المخيم وأماكن أخرى بحثا عن عمل، مما أدى إلى زيادة العاطلين عن العمل والفقراء في بغداد. أصبح الأمر خطيرا إلى حد ما، ولكن تم اتخاذ تدابير فورية، وعاد الكثير منهم إلى المعسكر.

الصناعة
على الرغم من أن اللاجئين أثبتوا من وجهة نظر العمل أنهم عمال غير مهرة، إلا أنهم كانوا مجتهدين في اتجاهات أخرى، وفقا لأذواقهم الخاصة. كما أنهم لا يظهرون القليل من البراعة في مساعيهم. يدير الأرمن والأثوريون الأورميون معظم المتاجر في البازار وتبين أنهم رجال أعمال جيدون للغاية، حيث أظهرت متاجرهم ربحا جيدا خلال العام الماضي. يلجأ الجبليون إلى مهن أكثر منزلية. في أحد الأقسام، وضعوا نول منزلي الصنع، بدائي للغاية، وأخرجوا كمية كبيرة من القماش لأزيائهم الوطنية، حيث يتم أخذ الصوف من أغنامهم التي يرعاها شعبهم. الحياكة هي مهنة نسائهم، وتشكيل القماش من النول إلى الأزياء الوطنية. قبيلة باز من الجبليون هم العمال المهرة في الأمة، ويتباهون بالبنائين والحدادين وصائغي الفضة وعمال المعادن، وجميعهم تم توظيفهم بطريقة أو بأخرى. خلال فصل الصيف، قام الرجال في أوقات فراغهم، جنبا إلى جنب مع النساء والأطفال، بحفر خيامهم وبناء جدران حولها.

الإدارة الداخلية للناس
بالنسبة لإدارة الشؤون الداخلية للاجئين، فيما يتعلق بجميع الأمور المرتبطة بعاداتهم وحياتهم الوطنية، والتي تقرر عدم التدخل فيها، تم انتخاب لجان تتكون من ممثلين عن الناس. تم انتخاب لجنة واحدة لاستقبال جميع اللاجئين الأرمن في المخيم، تتكون من تسعة أعضاء ويرأسها كاهن من الكنيسة الغريغورية، للتعامل مع الشؤون الأرمنية. تم تشكيل لجنة تسمى لجنة الجبليون والبطريركية بعد ذلك تغيرت إلى اللجنة الوطنية الأثورية، مع تعيين البطريرك كرئيس لها. كان لكل قبيلة ملكها أو رئيس يمثلها في هذه اللجنة. تم انتخاب لجنة فرعية من هذه اللجنة الوطنية للأثوريين الأوروميين، مع ممثلين عن سكان أورومية الشمالية والوسطى والجنوبية كأعضاء فيها.
وكانت واجبات هذه اللجان هي تسوية النزاعات القانونية وغيرها بين الناس، ومسائل العادات الوطنية والواجبات الدينية، وجميع المسائل الأخرى المتعلقة بالحياة الداخلية آنذاك. لقد عملوا كجهاز رسمي وناطق يتحدث مع الإدارة البريطانية في كل ما يتعلق برفاهية اللاجئين وماضيهم ومستقبلهم.
في هذه المرحلة، قد أذكر عن حيوانات اللاجئين. عندما وصلت هذه الحيوانات الى المخيم، تم تجميعها جميعا في مكان واحد وإصدار إيصالات لأصحابها. مع مرور الوقت، مات عدد كبير، وكان لا بد من إطلاق النار على العديد منهم بسبب المرض والعمر، وسرق العديد منها. أصبحت معظم الإيصالات بهذه الطريقة عديمة الفائدة وكان لا بد من إصدار إيصالات جديدة. قاد هذا الى الشجار والخلاف بين من يريد أن يكون المالك أو انهم المالكين الفعليين. أن عمل المطالبة بهذه الحيوانات وتسوية النزاعات تم من قبل اللجان.
على الرغم من أن هذه اللجان كانت مصدرا دائما للمتاعب، إلا أنها أبلت بلاء حسنا بشكل غير عادي في الإدارة الداخلية للمخيم، عندما يتذكر المرء أن أساليبها الطبيعية في الإدارة تتعارض بشكل مباشر مع أساليبنا، وبالتالي فإن تعليمها وتدريبها على أساليبنا أمر ضروري.
بشكل عام، فإن إدارة هؤلاء اللاجئين لم تمثل مثل هذه الصعوبة الكبيرة التي كان يتوقعها أي شخص يأخذ تحت رعايته حوالي 45000 ألف من اللاجئين غير متعلمين، جاهلين، شبه متحضرين، ويخضعونهم للانضباط والنظام البريطاني.
كانت بعض المشاكل يعاني منها فصيل معين من الشعب الأثوري برئاسة "بارفينو" الذي تسبب في السخط أولا في الوحدة الأثورية التي طرد منها على الفور، وثانيا من خلال العمل سرا بين الجهلة من الناس، وهو مسعى جامح لتقويض السلطة البطريركية والاستيلاء على السلطة الحاكمة عند عودة الناس إلى ديارهم. لقد فشل المذكور بشكل مؤسف، لكنه شخص يجب مراقبته بعناية.
على الرغم من أن اللاجئين كان لديهم يوميا "تذمرهم" في رأيي، إلا أنهم كانوا سعداء وراضين خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية تحت حكم البريطانيين، الذين لديهم فيهم ثقة وأمل. وعلى الرغم من أن الشوق إلى وطنهم الأم مغرس بقوة في نفوسهم لدرجة أنه قاد العديد منهم إلى المتاعب، فقد أدركوا حتى الوقت الحاضر الصعوبات التي تقف في طريق إعادتهم إلى الوطن وقبلوا قرارات وأوامر الإدارة البريطانية، فلسفيا وعن طيب خاطر.

مدينة بعقوبة في العشرينات من القرن الماضي

مسألة إعادة توطين اللاجئين إلى ديارهم السابقة والوضع السياسي مادام موطن اللاجئين محتلا من قبل القوات التركية، فانه لم يكن بالوسع عمل أي شيء في طريق إعادة الناس الى مساكنهم.
حالما تم التوصل الى الهدنة بين تركيا وإنكلترا، وانسحاب القوات التركية من أوروميةـ فانه فورا قد تم تقديم مقترحات أمام الناس لغرض العودة الى منازلهم وذلك قبل حلول الشتاء، من اجل إنقاذ منازلهم وحقول الكروم وزراعة محاصيل السنة التالية. في شهر تشرين الثاني 1918 كان قد تقرر-
أ-من اجل إعادة توطين اللاجئين القادمين من مناطق أورومية وكذلك هؤلاء القادمين من كردستان يتوجب عزلهم عن الآخرين.
ب-على المفوض المدني أن يفاتح وزارة الخارجية وعلى امل الحصول على موافقة إقامة موقع احتياطي للاجئين ليكون طريق محدد باتجاه جنوب العمادية (في كردستان الجنوبية) وأيضا داخل ولاية الموصل.
ت-إذا ما "ب “كان ترتيبا مرضيا، فانه يتم اختيار ممثلين منتخبون يضم أثوريون متجانسون يتم إرسالهم الى منطقة العمادية من اجل تهيئة المنطقة للزراعة. البقية من اللاجئين ممن هم سيتجهون الى هذه المنطقة سيتم إرسالهم عندما يكون كل شيء جاهزا لاستقبالهم.
ج-عودة اللاجئين الى اورميا عليهم التوجه عندما يكونوا جاهزين عبر كفري -التون كوبري ورانيا، يرافقهم ضباط سياسيون لضمان شراء المؤن وإبقاء الأكراد هادئين على أن ترافقهم قوة حماية من الخيالة الهنود الى رانيا. ولقد تقرر أيضا مفاتحة الوزير المفوض لحكومة صاحب الجلالة في طهران وعلى امل أن يسعى للحصول على ضمانات من الحكومة الفارسية من إن الوصول الى اورميا من طرف هؤلاء اللاجئين لن يواجه معارضة. إن أثوريوا أورومية ومنذ البداية تقدموا بطلب الحماية البريطانية عليهم، وقد خشوا العودة من دون ضمانات كافية تتصل وسلامة مستقبلهم.
بناء على نصيحة الوزير المفوض لحكومة صاحب الجلالة في طهران، تم التخلي عن المشروع بسبب حالة الفوضى في أذربيجان وما يمكن أن يتسبب به، ومع حلول نهاية شهر تشرين أول فقد تقرر التخلي ولأجل غير معلوم عن تحرك لاجئي اورميا.
ان مشكلة إعادة توطين الأثوريون الجبليون كان هو الآخر موضوعا صعبا. المشروع أعلاه قد أخفق ليكون مشروعا مقبولا تماما رغم انه من شانه أن يتسبب بمصاعب جمة الى عددا من الأكراد. بشكل ساحق جرى الاتفاق بانه سوف لن يكون إطلاقا إعادة توطين أمنة للمسيحيين في وسط العشائر الكردية ما لم يتم أولا طرد الأتراك وان يحل محلهم حامية قوية من الجندرمة تضم كتيبة أثورية من 1000 رجل مدرب، تنشر في جولاميرك، ديزا جوارا، النقطتين الاستراتيجية في كردستان. المشروع في تفاصيله يبين توزع العشائر في المنطقة وغير ذلك قد جرى إرساله الى وكيل وزارة الدولة للهند في لندن من طرف المفوض المدني في بغداد بموجب رسالته المرقمة 2160-119-24 بتاريخ 22 كانون الثاني 1919.
تمت الموافقة على المشروع وتم اتخاذ خطوات لأجل تهيئة الطريق لتحرك 14000 ألف باتجاه الشمال للأثوريون الجبليون، لأجل إعادة توطينهم في منطقة العمادية. اثنين من الضباط تم إرسالهم لغرض استطلاع باتجاه الموصل، والكتابة عن الترتيبات الطبية والصحية. أحد الخبراء جرى أيضا تعيينه لغرض الفحص والإبلاغ حول مقدار الحاجة من وسائط النقل المطلوبة لأجل الحركة وأيضا لإطعام الناس من بعد وصولهم لموطنهم ولحين الحقول وقنوات الري يتم إصلاحها وحصاد أول حاصلاتهم الزراعية.
بتاريخ 21 نيسان أعلن القائد العسكري العام بانه وبسبب استحالة ممارسة السيطرة العسكرية خارج حدود الموصل، فان احتلال جولاميرك وديزا جوارا التي سبق وان اتخذ قرار احتلالها لم يعد بعد الآن التفكير فيه.
مجموعتين بعدد 50 لاجئ تم إرسالهم من بعقوبة الى الموصل وقد تمركزوا في نقاط عديدة لأجل تهيئة مستودعات المؤن الغذائية. بتاريخ 8 أذار كانت عشيرة أل بوتان وهي تتمتع بقوة 500 رجل جرى إرسالها لأجل إعادة التوطين في زاخو في غربي كردستان. خلال اضطرابات العمادية لاحقا هذه العشيرة عادت الى الموصل.
تبع البوتانيين حوالي 50 من العمال المهرة من عشيرة الباز ومعهم نسائهم وأطفالهم لأجل العمل لغرض تنفيذ الأعمال التحضيرية لإعادة التوطين العام في الموصل. هؤلاء غادر برفقتهم 110 من اليعاقبة لأجل إعادة التوطين في زاخو, جرى التحقق على امل العثور على مواقع مناسبة للأثوريون الجبليون في حدودنا في منطقة العمادية. اثنين من الضباط من القسم السياسي تمت مرافقتهم من قبل ممثلين للأثوريين ممن فعليا كانوا قد غادروا للموصل، وقد ابلغا عن مناطق ممكنة. مساحات عديدة من الأرض بوسعها دعم أعداد مهمة من الناس تم العثور عليها.
غالبية الجماعة الجبلية قد اتفق أن يباشروا في شهر مايس ومن بعد محاصيل الموصل قد تم جنيها، ولكن ومن بعد أن استكملت معظم التحضيرات اندلعت حالة التمرد بين العشائر الكردية باتجاه الشمال، نجم عنها الحملة العسكرية باتجاه السليمانية وبالنتيجة فان عملية إعادة توطين الجبليون من الأثوريون قد توقفت.
خلال شهر مايس تم الطلب من متطوعين من بين الرجال الشبان من الأثوريون الجبليون للالتحاق الى جندرمة الموصل التي باتت موجودة وقائمة. وقعت بعض المشاكل لدى وصولهم في الموصل، لدى السعي لدمجهم مع الجندرمة، ولكن مع ذلك تم توظيف الغالبية والبقية منهم تم توظيفهم للعمل في الأعمال الجارية في ضواحي الموصل.
توقفت عوامل إعادة التوطين وبات الوضع في هذا الأثناء غير واضح. تم تقديم مقترح لمفاتحة حكومة صاحب الجلالة وعلى امل العثور على موقع لأجل اللاجئين الأثوريين في واحدة من المستعمرات البريطانية، وكانت كندا هي المفضلة والتي قد تشكل الحل للمشكلة الكردية الأكثر صعوبة. على أية حال المقترح لم يستقبله اللاجئون بشكل إيجابي، الذين رغبوا قبل كل شيء في إعادة أشغالهم لمنازلهم السابقة، تحت الحماية البريطانية المنتظمة، أو إذا لم يكن هذا الأخير ممكنا، في ظل سلطة أخرى ستضمن لهم الأمن ضد اضطهاد المسلمين. وبناء على ذلك، الم يستمر السير بالاقتراح المذكور.
في تموز\يوليو 1919، اندلعت اضطرابات مرة أخرى ولكن هذه المرة في عمادية، مما أدى إلى مقتل ضباط اثنين من الضباط السياسيين البريطانيين. تم إرسال قوة بريطانية على الفور لمعاقبة المتمردين، وتم استدعاء كتيبة الأثوريين الجبليون بقيادة الضباط البريطانيين، وقتها كانت موجودة في مخيم اللاجئين في بعقوبة، وإرسالها إلى الموصل. في وقت لاحق، تم دعوة الرجال الآشوريين الجبليون للتطوع وللذهاب شمالا الى الموصل، ليعملوا كحاملين نقالة للقوة التي تعمل ضد الأكراد. تم جمع خمسمائة متطوع وإرسالهم على الفور إلى الموصل.
بعد فترة وجيزة من اندلاع اضطراب العمادية، اقتُرح أن يتم تحويل الأحداث في كردستان إلى أمرا جيدا من خلال طرد الأكراد من منطقة العمادية عند انتهاء العمليات، وإنشاء جيب نسطوري. أرجو أن أقتبس مقتطفات، لشرح الاقتراح، من مذكرة المفوض المدني إلى المقر العام، بلاد ما بين النهرين بتاريخ 21 تموز\يوليو 1919: -
للوهلة الأولى، يبدو أن الأحداث الأخيرة في عمادية تجعل إعادة اللاجئين إلى الوطن صعبة أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، أعتقد أن هناك إمكانية لتحويل الأحداث الأخيرة في العمادية إلى شيء جيد في هذا الاتجاه. الاقتراح الذي يجب أن أقدمه، والذي أدين به للعقيد ليتشمان، هو أنه خلال الخريف - يجب علينا تطهير منطقة العمادية، التي غالبية سكانها مسيحيون من جميع الأكراد المحمديين، وتحويلها إلى جيب نسطوري، حيث يمكننا، دون صعوبة، وضع كل المجتمع النسطوري الآن في بعقوبة. الوادي هو وادي محمي. سيكون قريبا منا بما فيه الكفاية لنكون قادرين على الحصول على درجة معينة من المساعدة المادية في شكل ماشية والحبوب وما إلى ذلك. سيكونون داخل ولاية الموصل، وبالتالي يخضعون لسلطتنا القضائية، كما هو رغبتهم، والتنظيم العسكري الذي يتم تشكيله إذا تم الحفاظ عليه في شكل جندرمة محلي يكفي لحمايتهم من اللصوص العرضيين.
"لقد وضعهم سلوك الأكراد في هذا السهل خارج نطاق المألوف، ولدينا الحق في كل شيء ومسحهم كعمل من أعمال الحرب ".

 للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:

https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/69799-2025-12-07-16-36-53.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

806 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع