الهام زكي
يوم ماطر
لا أعلمُ ما الذي دفع بي إلى الخروج في ذاك المساء الماطرِ ، أحملُ مظلتي
وأسيرُ في الشوارع بحثــًا عنه ، رغم علمي بأنهُ يكرهُ المطرَ ولا يخرجُ من
الدار بل يفضلُ احتساءَ القهوةِ والقراءة .
ازدادَ تساقط ُ المطرِ ولم تحتمل مظلتي الصغيرة ذلك ، فقد أنكسر طرفٌ منها
ولكني لم أبالِ وواصلتُ السيرَ دون هدفٍ ، وأنا سعيدةٌ فرحةٌ بتساقط بعض من قطراتِ المطر على وجهي .
ترى هل كنت أنوي الإغتسال من عار أنوثتي التي منذ أن وعيتُ وأنا أحملها
معي أينما حللتُ وأينما جلستُ ؟
أم تراني أطهرُ ذنبي الكبير في حبي لهُ ؟
ولكن ما كان يثيرُ دهشتي هو ذلك الشعور الخفي بالغبطةِ والسعادة ِ؟.
وأنا أجوبُ الشوارعَ سارحة ً، ويدغدغ ُخيالي ذلك الفرحُ الندي الذي لم اعهدهُ
ترى هل غسل المطر كل عاهاتي ؟
وبعد عودتي إلى البيت خلعتُ ملابسي المبللة ، وارتديتُ ملابس جافة ، ثم ذهبتُ إلى المطبخ أعدُ لي كوبا من الشاي الساخن كي يدفئني ، ثم جلستُ على كرسي
المعتاد أتأملُ كوب الشاي الذي في يدي في بهجةٍ وتساءلٍ !
لماذا يباغتني الشوقُ إليه ، وينتابني هاجسُ الحنين لملاقاته وكأني بذلك
أرى الجمالَ كله متجسداً فيه ، فأزدادُ انبهاراً و اغوصُ في تأملاتٍ لا حدود لها ومن ثم ادركُ ذلك الهمسَ البديعَ الذي طالما اشتهيتهُ .
وبقيت شاردةَ الفكرِ في تأملاتي وقتـا لا أحسنُ تقديره
حتى رنَّ جرسُ الهاتف
ـــ الو
ـــ كيفَ حالك
ارتجفتْ وارتبكتْ كل حواسي ، أنه هو نعم هو
وبصوتي المذهولِ اجبتُ
ـــ كنت أبحث عنكَ
ـــ لقد علمتُ
ـــ كيف
ـــ قد زارني طيفـُـكِ في هذا المساء مع زخاتِ المطرِ وهي تنقرُ زجاجَ نافذتي .
يا إلهي
أهذا علمٌ أم حلم ، أنه ..... هو .
تمـــــــــــــت
إلهام زكي خابط
السويد
الگاردينيا: عاشت الأيادي استاذة الهام...
2180 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع