قصة قصيرة / شمعتان....ووفاء

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 16 كانون2/يناير 2013 19:24

                                                   هناء الداغستاني

كعادتها في نهاية كل عام دخلت الى غرفتها وجلست بانتظار الدقائق الاخيرة لنهاية العام واوقدت شمعتين..

واحدة لها والثانية لزوجها الذي وافته المنية قبل خمسة اشهر ولكنها صممت على الاستمرار بعادتهما هي وزوجها على ايقاد شمعتين في نهاية كل عام احتفاء بذكرى زواجهما الذي استمر ثلاثين سنة انقضت بحب واحترام ورغم انها لم تنجب لكنه لم يلمها يوما او يسمعها كلاما مؤذيا بل كان يتفادى فتح الموضوع بشكل او باخر الى ان وافته المنية وتفاجأت بعد شهر من وفاته بطلب من صديقه وهو محامي ان هناك رسالة تركها زوجها ويود ان تقرأها,استغربت من الامر وتساءلت مع نفسها..ترى ماتحوي الرسالة؟ يا رب لااريد ان اصدم ولعلها رسالة خير..اكيد ..لانني لم ار منه سوى الخير والسعادة ووجدت نفسها تهرع للقاء المحامي الذي استقبلها بحفاوة كبيرة وسلمها الرسالة فاخذتها بيد ترتجف لتفتحها بسرعة وتقرأ فحواها..حبيبة قلبي..يابعد بيتي..لااعرف كيف اشكرك على الايام السعيدة التي عشتها معك ولاادري كيف انقضت لانك كنت فيها الزوجة والام والاخت والحبيبة,وكيف وقفت الى جانبي في المحن وكيف هونت علي الازمات ولم اسمع منك يوما تذمرا او شكوى واضفت الى كل هذا معروفا عظيما عرفته عندما مرضت مرضا عضالا وعادني الطبيب الذي كنا نراجع اخاه الاخصائي بالحمل والولادة الذي اخبره بعظم تضحيتك عندما اخبرني كيف طلبت منه ان يخبرني بانك انت السبب في عدم الانجاب مع العلم ان السبب كان مني انا ؟؟كم انت عظيمة ياامرأة ماذا اقول وكيف اعبر عن مشاعري..لااعرف..لم اجرؤ حتى ان اسألك واخاف ان اكون قد ظلمتك فعذرا يا حبيبة القلب لاني حرمتك من الامومة واغفري لي يابعد بيتي..لم تستطع اكمال قراءة الرسالة وبكت بكاءا مرا وهرعت الى بيتها حزينة لانه عرف مااخفته عنه طوال سنين خوفا على مشاعره ومرت الاشهر وهاهو العام على وشك ان ينتهي وكالعادة دخلت الى غرفتها وهمت بايقاد الشمعتين وهي تناجيه..انا من يجب ان اشكرك لانك قبلت ان تستمر معي مع قناعتك بعدم قدرتي على الانجاب وتحملت كلام الاهل والاصدقاء الجارح وجابهت طلبهم بالزواج مرة ثانية بالرفض الشديد ووقفت كالاسد للذود عني ولم تفرط بي يوما وكنت لي الزوج والحبيب والابن وها انا اوقد الشمعتين لي ولك وسابقى هكذا حتى نلتقي مرة اخرى..عندها سمعت صوتا خافتا يناديها..كل عام وانت حبيبتي..كل عام وانت حياتي ..اسف ان تركتك وحيدة ..اسف يابعد بيتي
مع تحياتي.....هناء الداغستاني