الأيام السبعة

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2016 06:25

كتب بواسطة: سمير خمورو

شعر سمير خمورو

الايام السبعة

إِسْتَيْقَظ َالكَوْنُ
فإِسْتَيْقَظتُ...
ورَأَيْتُ...
فإذا المَدِينَة مُهَدَّمَة ً
والخَرّابُ مُقِيماً والنَّاس أَشْبَاحاً
وفي كلِ رُّكنٍ موالُهُ نُوَاحٌ
والبَساتِينُ هَجرتْها العَصَافِيرُ
وسَكَنتْ أعْشَاشَها الغِرْبانُ
الأشَجَارُ تَنزِفُ أَلَماً...
أغصانُها أشَّوْاك ٌ
مُتَدَلّيةٌ منها اَلأسْمَاك ُ...
عيونُها شَاخِصَةٌ صَّوْبَ الأنهارِ
تقطرُ دَّماً ورِياحاً صَفْراءَ
أهذا هو البَحرُ ؟
إذن لماذا لا تُبحرُ السُفُنُّ ؟
ولماذا مياهُ البحرِ لَزِجَةٌ ؟
تلتصقُ بها الأشياءُ
وكيفَ تصيرُ الموجةُ رملا ً
لا نَوارسَ َ...
لا بَحَّارة ً
ولا مِينَاء.
وكيفَ تَصيرالأحاسيسُ مَنفىً
والقَمَرُ أسْودَ..
والضِحْكَةُ بُكَاءاً
أهذا هو الحبُّ ؟
وكلُ ما قِيل َعنهُ ...ويُقَال ُ.
* * *
إِسْتَيْقَظ َ الكَوْنُ
وإِسْتَيْقَظتُ ...
وورَأَيْتُ ...
جُثَثَ المَوْتَى تمزَّقُ أكفانَها
وترقصُ في الشَوَارعِ
والمَرأةَ التي أحِبُها...
تحمل ُرَأسي
تقدمة ًللعرسي...
صراخُها المنتشي بالَّلذَّةِ..
يعذبُكَ..
هذي حبيبتُك َ
مُبَللَّةٌ بالنَشْوَةِ
مُكَبلَّةٌ بالرَجلِ المَنْحُوتِ
بالموتِ..
يمتصُ شَبَابَها
كلَّ ليلةٍ ..
بعد أنْ يعلِّق زَمنَه العَتِيق َ
ويَركَب زمنَها
ليعودَ الشيخُ كما كان
ولكن الفَلَّاحَ بعدَ عامٍ ..
قامَ ليحصدَ
فما وجدَ في الحَقْلِ...
غيرَ رُؤوُسِ ِأطفالٍ مَقطوعةٍ
تمدُّ ألْسِنتَها هَازِئة ًمنك َ
وتَدعُوك َلمشاهدةِ فِيلمٍ عن الحُبِّ
في زَمَنٍ مُتَخَيَلٍ
تتَساءلُ...
تَطَلَّقُ النارَ على الشَاشَةِ أم على رأسِك َ؟
* * * *
إِسْتَيْقَظ َالكَوْنُ
فإِسْتَيْقَظتُ...
رَفَعنَاك َالى مَقَامِ العِشْقِ
وتَرَكنَاكَ مُعَلَّقاً بِأنشُوطةِ الشَّوقِ
بأسم الوَاقعِ نقرأُ عليكَ هذا المَرْسومَ
نقررُ أنْ نميتَكَ كالأتي،
في اليَّوْمِ الأولِ نسلبُكَ الأمانَ
في اليَّوْمِ الثاني لن تَعَرَّفَ اللَّيلَ من النَهَارِ
وفي اليَّوْمِ الثالث نَسطُوا على وجهِكَ
ونتركُكَ بلا مَلاَمِحَ
تطرقُ الأبوابَ...
فلا يتَعرَّفُ عليكَ الأهل والأحْباب ُ
وفي اليَّوْمِ الرابعِ ينفَتحُ جُرْحُكَ
للسِكّينِ ِ...
وفي اليَّوْمِ الخامسِ تُسمَّرُ...
فوق الأسْفَلْتِ.
ويُعفَّرُ صوتُكَ بالطين ِ
وفي اليَّوْمِ السادس ِ
تطلبُ الموتَ
ولا تَموُتْ
وفي اليَّوْمِ السابعِ ..
تَطلَّبُ الموتَ
ولا تموتْ ولا تموتْ.