د.هيثم الشيباني
نشكر مصر التي أعادت لنا فرحة عظيمة كنا قد افتفدناها منذ زمن بعيد , وجعلتنا نبدأ الصباح باحتفالات شدها الينا التلفاز ونحن نراقب بقلوب تدق نبضاتها مع صوت المذيع ينقل الينا هذا الحدث العظيم.
انه افتتاح قناة السويس الجديدة في يوم الخميس الموافق 6آب 2015.
عام كامل أو أقل قليلا بين اتخاذ القرار والاحتفال التاريخي والافتتاح الرسمي , الذي حضره من أقصى الأرض العديد من زعماء العالم والزعماء العرب ليشاركوا شعب مصر هذا الانجاز الرائع. وما كان هذا ليتحقق لولا تماسك الشعب أولا وتحليه بالصبر وحب الوطن والتفافه حول قيادته. مشروع منذ بدأ على الورق حتى لحظات افتتاحه ودفة البلاد تسير بخطى رصينة فلا أعلنت حالة الطوارئ ولا تم استدعاء الشباب للخدمة ولا منع السفر من البلاد, على الرغم من أعمال التخريب الذي تتعرض له البلاد , والغدر الذي تتعرض له القوات المسلحه هنا وهناك , وحروب الاعلام المغذاة من الماكنة الدولية المعادية لكل ما هو وطني وأصيل في بلاد العرب.
لقد استحضر المصريون أولا جيناتهم الوراثيه منذ عصر الاهرامات الزاهر الذي قدم للبشرية علوما لا تزال بعض أسرارها عصية على الحل, على الرغم من بساطة نظم المعلومات وشحة المكتبات وانعدام المكتبات الألكترونية المتاحة اليوم لكل باحث على الأرض . كما واستحضر المصريون الشهداء الذين سقطوا في شق قناة االسويس الآولى وبلغ عددهم مائة ألف, ومعارك الدفاع عن القناة في عام 1956 , وفي عام 1967 , وفي العبور التأريخي للقناة في عام 1973.
واليوم هذه معركة بناء تقدمها مصر لنفسها وللبشرية دون دماء بل بعرق الجبين والسواعد السمر.
ان ما تميز به هذا الانجاز هو :
دراسات الجدوى الدقيقة والمهنيه .
اتخاذ القرار الوطني وسرعة البدء بتنفيذه.
المتابعة الصارمه المستمرة بلا كل ولا ملل.
وحدة أبناء الشعب المصري تلقائيا دون توجيه حكومي أو سياسي .
التفاف الشعب حول القائد دون اكراه .
التنفيذ وطني وليس فيه شركات أجنبية ولا مقاولين ولا مقاولين ثانويين.
الصبر والمطاوله وتوخي الهدف.
كان الفن المصري المصاحب لعمليات البناء والافتتاح متميزا كما تعودنا عليه في مثل هذه الظروف , وأعاد الينا الأغاني المفرحة لصلاح جاهين بصوت عبد الحايم حافظ ومن عاش ابداعات ذلك الجيل .كما وقدم الملحن المصري عمر خيرت مع فرقة دار الآوبرا المصرية متضمنا مسرحية عايدة الشهيره عرضا ختاميا في المساء , فكان رائعا .
لقد تقدمت المحروسه مسيرة الاحتفال فوق ماء السويس الجديد وعلى متنها , والمحروسة هي نفس اليخت الملكي الذي غادر على متنه الملك الراحل فاروق مصر بعد ثورة 1952 معززا مكرما الى منفاه الاختياري بشكل رسمي , مسموح له ان ينقل معه كافة مقتنياته الشخصية والهدايا الثمينه من ما خف حمله وغلا ثمنه , وعادت المحروسة مسجلة من ممتلكات البحرية المصرية حتى يومنا هذا , اذ هكذا يكون التعامل مع المال العام . ويذكر أن الرئيس الراحل عبد الناصر الذي توفاه الله في عمرمبكر , وهو لا يملك مسكنا لآسرته, ويملك نفس السيارة التي كانت عنده قبل الثوره, وفي جيبه بضعة جنيهات من المال , ورصيده المصرفي لا يذكر.
لقد قدمت مصرنيابة عن العرب نموذجا حضاريا للعالم كله , في البناء, فألف شكر لمصر قيادة وشعبا.
الدكتور هيثم الشيباني
6-8-2015
1144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع